من تغريداته استنتجنا: إيلون ماسك لا ينام.. وهذا سبب “جنونه”😮

3 د
أظهر تحليل بيانات تغريدات إيلون ماسك أنه بالكاد يحصل على النوم، حيث ينام عادة بين 3 و10 صباحًا، وتقلصت فترات راحته منذ استحواذه على تويتر.
يعاني ماسك من آثار قلة النوم، بما في ذلك الإرهاق العقلي، والغثيان، وتقلبات المزاج، وهو ما أقرّ به في تصريحات سابقة.
فرض ثقافة العمل القاسي على موظفيه، خاصة في إدارة DOGE، حيث يعملون لساعات طويلة في ظل بيئة مرهقة.
قد تؤثر قلة النوم لدى ماسك على قراراته، مما يثير المخاوف بشأن تأثيراته على إدارة الأعمال والسياسات العامة.
في عالم لا يهدأ من الجدل والإثارة، يواصل الملياردير إيلون ماسك إظهار سلوكيات مثيرة للحيرة، ليس فقط في إدارته لشركاته المتعددة، ولكن أيضاً في نمط حياته غير التقليدي. وفقًا لتحليل حديث نشرته مجلة The Economist، فإن ماسك بالكاد يحصل على قسط كافٍ من النوم، وهو ما يثير التساؤلات حول تأثير ذلك على حالته الذهنية وقراراته الحاسمة.
تتبع تغريداته يكشف حجم معاناته مع الأرق
منذ عام 2014 وحتى نوفمبر 2024، رصدت The Economist نمط تغريدات ماسك بدقة متناهية عبر رسم بياني تفاعلي، أظهر عدد المرات التي ينشر فيها تغريداته والوقت الذي يقضيه بعيدًا عن تويتر. وبما أن التغريد أثناء النوم غير ممكن، فقد أظهرت هذه البيانات صورة واضحة عن أوقات راحته، أو بالأحرى، قلة هذه الأوقات.
تُظهر البيانات أن ماسك ينام عادةً بين الساعة الثالثة صباحًا والعاشرة صباحًا، وذلك في الأيام التي يقرر فيها النوم. ولكن مع استحواذه على منصة تويتر في خريف 2022، أصبح نومه أكثر اضطرابًا، وتقلصت ساعات غيابه عن المنصة بشكل ملحوظ، وهو ما يتماشى مع تحوله إلى نشر تغريدات أكثر تكرارًا وتعمقًا في قضايا سياسية مثل حرية التعبير، والهجرة، وما يُسميه بـ"فيروس الوعي المستيقظ" (Woke Mind Virus).
إرهاق لا يُحتمل وتأثيرات نفسية خطيرة
إيقاع النوم غير المنتظم لماسك ليس جديدًا. ففي عام 2022، صرّح خلال مقابلة مع بودكاست Full Send بأنه ينام في العادة في الثالثة صباحًا ويستيقظ حوالي الساعة التاسعة أو التاسعة والنصف صباحًا. وفي العام التالي، اعترف في مقابلة مع CNBC بأن حصوله على أقل من ست ساعات من النوم يؤدي إلى تدهور حالته الذهنية.
وقال ماسك في مايو 2023:
"لقد حاولت النوم أقل، لكن حتى لو كنت مستيقظًا لساعات أكثر، فإن إنتاجيتي تقل. ويصبح مستوى الألم العقلي لا يُحتمل إذا حصلت على أقل من ست ساعات من النوم."
لكن يبدو أن نمط حياته قد ازداد سوءًا منذ ذلك الوقت. فقد أشار كاتب سيرته الذاتية، والتر آيزاكسون، إلى أن ماسك يعاني من التوتر الشديد لدرجة أنه يتعرض لنوبات من الغثيان والقيء بسبب قلة النوم.
إن الحرمان من النوم ليس أمرًا بسيطًا، بل يُستخدم أحيانًا كأسلوب تعذيب، ويمكن أن يؤدي إلى عواقب صحية خطيرة، بما في ذلك الوفاة. فالأبحاث تؤكد أن قلة النوم ترتبط بتشوش التفكير، والتقلبات المزاجية، والسلوك غير المتوقع، والبارانويا، وحتى الأعراض الذهانية. وهذه التأثيرات ليست مجرد نظريات، بل انعكاسات ملموسة على سلوك ماسك خلال السنوات الأخيرة.
فرض ثقافة العمل القاسي على الموظفين
لم يكتفِ ماسك بتبني هذا النمط الشخصي، بل يبدو أنه يفرضه أيضاً على موظفيه، خاصةً في إدارة "كفاءة الحكومة" (DOGE)، وهي الهيئة التي أنشأها تحت إدارة ترامب الثانية. فوفقًا للتقارير، قام ماسك بوضع أسرّة قابلة للطي في مكاتب هذه الإدارة، تمامًا كما فعل مع موظفي تويتر بعد استحواذه عليها عام 2022.
في بداية فبراير 2025، كتب ماسك تغريدة مثيرة للجدل قال فيها:
"موظفو DOGE يعملون 120 ساعة أسبوعيًا، في حين أن خصومنا البيروقراطيين يعملون 40 ساعة فقط. لهذا السبب يخسرون بسرعة."
هذا التصريح يعكس إصرار ماسك على عقلية "العمل بلا راحة"، والتي لطالما أثارت الجدل حول مدى إنسانيتها وفعاليتها الحقيقية.
تداعيات الحرمان من النوم على صانع القرار
لسوء الحظ، لا توجد إحصائيات محدثة حول نشاط ماسك على تويتر منذ إعادة انتخاب دونالد ترامب، لكن من الواضح أن ماسك دخل هذه الفترة الانتقالية في حالة من الإرهاق والغضب، مما يجعله أكثر اندفاعًا في اتخاذ القرارات. ومع تأثيره القوي على السياسات العامة والاستثمارات الحكومية، فإن قلة النوم لديه قد لا تكون مجرد مشكلة شخصية، بل قد تمتد تداعياتها إلى مستوى أوسع، يؤثر على بيئة الأعمال والتكنولوجيا والسياسة.