ميتا تكشف عن Llama 4: جيل جديد من نماذج الذكاء الاصطناعي متعددة الوسائط

4 د
أعلنت ميتا عن إطلاق Llama 4، سلسلة جديدة من نماذج الذكاء الاصطناعي، تشمل Scout وMaverick وBehemoth، بقدرات متعددة الوسائط.
تعتمد النماذج على بنية "مزيج من الخبراء"، ما يتيح معالجة فعالة ومخصصة للمهام المعقدة، وتتفوق على العديد من نماذج الذكاء الاصطناعي المنافسة.
تفرض ميتا قيوداً قانونية على استخدام النماذج داخل الاتحاد الأوروبي، كما تطلب تراخيص خاصة من الشركات الكبرى.
تتميز Llama 4 بانفتاح أكبر على المواضيع السياسية والاجتماعية الخلافية، وسط سجال أمريكي حول تحيّز الذكاء الاصطناعي.
في خطوة جديدة تؤكد طموحها في ريادة مجال الذكاء الاصطناعي، أعلنت شركة "ميتا" عن إطلاق مجموعة جديدة من نماذج الذكاء الاصطناعي الرائدة تحت اسم Llama 4، لتشكل نقلة نوعية في سلسلة Llama التي تطورها الشركة. وجاء الإعلان المفاجئ في عطلة نهاية الأسبوع، في الخامس من أبريل 2025، ليمثل نقطة تحول في استراتيجية الشركة التكنولوجية.
أربعة نماذج بمواصفات متقدمة
تشمل المجموعة الجديدة أربعة نماذج رئيسية هي: Llama 4 Scout، وLlama 4 Maverick، وLlama 4 Behemoth، إلى جانب نسخة رابعة لم يُكشف عن تفاصيلها بعد. وقد درِّبت هذه النماذج، بحسب ميتا، على "كميات ضخمة من البيانات غير المصنفة من النصوص والصور والفيديوهات"، ما يمنحها "قدرة بصرية شاملة".
ويبدو أن هذه الخطوة جاءت كرد مباشر على الصعود السريع لنماذج الذكاء الاصطناعي الصينية من مختبر DeepSeek، والتي أظهرت أداءً متفوقًا أو مماثلاً لنماذج Llama السابقة من ميتا. ووفقاً لمصادر مطلعة، فقد أسرعت ميتا بتشكيل "غرف حرب" لفهم كيفية تمكّن DeepSeek من خفض تكاليف التشغيل ونشر نماذجها مثل R1 وV3 بكفاءة ملحوظة.
Scout وMaverick متاحان للجمهور... Behemoth قيد التدريب
أصبح بإمكان المطورين الوصول إلى Scout وMaverick من خلال منصة Llama.com أو عبر شركاء مثل Hugging Face. أما النموذج العملاق Behemoth، فلا يزال قيد التدريب، لكن من المتوقع أن يحقق أداءً مذهلاً عند اكتماله.
وأعلنت ميتا أيضاً أن مساعدها الذكي Meta AI، المدمج في تطبيقاتها مثل واتساب وماسنجر وإنستغرام، بات يستخدم Llama 4 في 40 دولة. غير أن الخصائص متعددة الوسائط (التي تتعامل مع الصور والنصوص معاً) تقتصر حالياً على الولايات المتحدة وبلغة إنجليزية فقط.
قيود قانونية وتراخيص خاصة
ورغم الطابع المفتوح لبعض هذه النماذج، إلا أن ميتا فرضت قيوداً ملحوظة على استخدامها في الاتحاد الأوروبي. إذ تمنع التراخيص استخدام أو توزيع Llama 4 على أي أفراد أو شركات مقرهم في دول الاتحاد، على الأرجح بسبب التزامات تنظيمية ناتجة عن قوانين الذكاء الاصطناعي والخصوصية الأوروبية، والتي انتقدتها ميتا سابقاً بوصفها "مرهقة".
كذلك، يجب على الشركات التي تمتلك أكثر من 700 مليون مستخدم نشط شهرياً الحصول على ترخيص خاص من ميتا لاستخدام هذه النماذج، وللشركة الحرية الكاملة في منحه أو رفضه.
بنية جديدة: نظام الخبراء MoE
تُعد Llama 4 أول دفعة من نماذج ميتا التي تعتمد على بنية "مزيج من الخبراء" (MoE)، والتي تُقسّم مهام المعالجة إلى أجزاء صغيرة تُوزّع على نماذج فرعية متخصصة. هذه التقنية تسمح بتحسين كفاءة المعالجة وتوفير استهلاك الموارد.
فعلى سبيل المثال، يحتوي Maverick على 400 مليار معلمة إجمالية، لكن يُفعّل فقط 17 مليار معلمة عبر 128 "خبيرًا"، ما يجعله نموذجاً قوياً وموجهاً للاستخدامات العامة كالمحادثات والكتابة الإبداعية. وتؤكد ميتا أن Maverick يتفوق على GPT-4o من OpenAI وGemini 2.0 من غوغل في اختبارات الترميز، والتفكير المنطقي، واللغات المتعددة، ومعالجة النصوص الطويلة، والصور. لكنه لا يزال أدنى قليلاً من نماذج أكثر حداثة مثل Gemini 2.5 Pro، وClaude 3.7 Sonnet من Anthropic، وGPT-4.5.
أما Scout، فيتميّز بقدرة عالية على تلخيص الوثائق المعقدة وتحليل قواعد الشيفرة البرمجية الضخمة. ويستطيع معالجة ما يصل إلى 10 ملايين وحدة نصية (token)، ما يجعله قادراً على التعامل مع وثائق طويلة جداً ومعقدة. كما يمكن تشغيله على وحدة معالجة واحدة من نوع Nvidia H100، في حين يحتاج Maverick إلى نظام DGX المتقدّم.
في المقابل، يحتاج Behemoth، الذي ما يزال قيد التدريب، إلى عتاد أكثر قوة بكثير. يحتوي النموذج على 288 مليار معلمة نشطة، وقرابة تريليوني معلمة إجمالية، ويتفوق - وفق اختبارات ميتا الداخلية - على GPT-4.5، وClaude 3.7، وGemini 2.0 Pro، في المهارات العلمية والتقنية مثل حل المسائل الرياضية، لكنه لا يتفوق بعد على Gemini 2.5 Pro.
نماذج أكثر انفتاحًا على الأسئلة السياسية والاجتماعية
أحد التغييرات اللافتة في Llama 4 هو ميله للإجابة على الأسئلة "الخلافية" بدرجة أكبر مقارنة بالنماذج السابقة. فبحسب ميتا، أصبح بإمكان Llama 4 التفاعل مع مواضيع سياسية واجتماعية مثيرة للجدل، دون أن يرفض الإجابة كما كانت تفعل الإصدارات الأقدم.
وأوضح متحدث باسم ميتا لـTechCrunch:
"يمكنكم الاعتماد على Llama 4 لتقديم إجابات مفيدة وواقعية من دون إصدار أحكام. نحن نواصل تحسين استجابة النموذج ليجيب عن عدد أكبر من الأسئلة، ويعكس وجهات نظر متعددة دون تحيّز".
خلفية سياسية وسجال حول "التحيّز"
هذه الخطوة تأتي وسط اتهامات من شخصيات قريبة من البيت الأبيض للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تتهم نماذج الذكاء الاصطناعي بأنها "متحيّزة سياسياً" أو "مفرطة في اليقظة الاجتماعية". من بين هؤلاء الملياردير إيلون ماسك والمستثمر ديفيد ساكس، وكلاهما انتقد علناً نماذج مثل ChatGPT باعتبارها موجهة سياسياً وتخفي الحقائق حول مواضيع خلافية.
إلا أن التحيّز في الذكاء الاصطناعي لا يزال تحدياً تقنياً معقداً. حتى شركة xAI التي أسسها ماسك فشلت حتى الآن في بناء نموذج خالٍ تماماً من الانحياز.
ومع ذلك، فإن شركات كبرى مثل OpenAI عدّلت من طريقة عمل نماذجها لتصبح أكثر انفتاحًا على الأسئلة، بما فيها تلك المتعلقة بمواضيع حساسة سياسياً أو اجتماعياً.