ذكاء اصطناعي

ناسا تراقب كويكبًا بحجم هائل يقترب من الأرض… أكبر من ناطحة سحاب!

ناسا تراقب كويكبًا بحجم هائل يقترب من الأرض… أكبر من ناطحة سحاب!
فريق العمل
فريق العمل

3 د

سيقترب الكويكب "424482 (2008 DG5)" من الأرض في 5 يونيو 2025.

يُصنف ضمن "كويكبات أبولو" ويبلغ قطره بين 310 إلى 690 متراً.

يبقى الكويكب على مسافة آمنة تُقدر بحوالي 3,49 مليون كيلومتر من الأرض.

يُراقَب ضمن "برنامج رصد الأجسام الفضائية القريبة من الأرض" لوكالة ناسا.

تمثل هذه الزيارة فرصة علمية لدراسة الأجسام السماوية وفهم الكون.

هل تخيلت من قبل جسماً فضائياً بحجم يفوق مبنى "إمباير ستيت" الشهير في نيويورك يتجه نحو كوكب الأرض؟ حسناً، هذا السيناريو بالضبط هو ما سنشهده قريباً، وتحديداً بتاريخ 5 يونيو 2025، عندما يقترب منا الكويكب العملاق المعروف بـ"424482 (2008 DG5)".

اكتُشف هذا الكويكب المميز، والذي يُصنّف ضمن مجموعة تُعرف بـ"كويكبات أبولو"، لأول مرة عام 2008 بواسطة "مرصد كاتالينا" في ولاية أريزونا الأمريكية. وإذا كنت تتساءل عن سبب اهتمام العلماء الكبير بهذا الجسم السماوي، فالإجابة بسيطة: حجمه الضخم ومساره الفريد يجعلان اقترابه من الأرض حدثاً نادراً ومثيراً. إذ يتراوح قطر كويكب "2008 DG5" بين 310 متراً إلى 690 متراً، ما يعني أنه أكبر حتى من برج "إيفل" الشهير، بل وأكبر بكثير من معظم ناطحات السحاب المعروفة حول العالم.

ورغم اقترابه من الأرض، سيبقى الكويكب العملاق على مسافة آمنة تُقدر بحوالي 3.49 مليون كيلومتر خلال رحلته القريبة؛ وهو ما يساوي تقريباً تسعة أضعاف المسافة بين الأرض والقمر. ولتوضيح الصورة أكثر، هذه المسافة لا تُشكل خطراً حقيقياً في الحسابات الفلكية، لكنها ستكون كافية بالتأكيد لرصد الكويكب بوضوح من جانب العلماء وأجهزة الرصد المتطورة.

ويرجع سبب تصنيف وكالة ناسا لهذا الكويكب باعتباره "جسماً فضائياً خطراً محتملاً"، إلى حجمه الكبير وتقاطُع مساره مع مدار الأرض. حسب معايير "ناسا"، يُصنف أي كويكب يفوق قطره 150 متراً ويقترب من الأرض لمسافة تقل عن 7.5 مليون كيلومتر تحت هذه الفئة. لكن اطمئن، فهذا التصنيف لا يعني خطر اصطدام وشيك بالأرض؛ بل يعني ببساطة أخذ مزيد من الحذر ومراقبته عن قرب لأغراض السلامة.

ربما يدفعنا الحديث عن الكويكب وتفاصيله الكبيرة للتوقف قليلاً والتأمل في الأهمية الهائلة التي قد تعنيها مراقبة هذه الأجسام السماوية. فعلى الرغم من أن "2008 DG5" سيمر بسلام وبدون أي خطر في هذه المرة، إلا أن الأحداث التاريخية السابقة، مثل انفجار "تونغوسكا" الشهير في عام 1908 بسيبيريا، كانت بسبب كويكب أصغر بكثير، أدى إلى أضرار جسيمة، واقتلاع ملايين الأشجار وتسبب بدمار واسع بلغ طاقته ألف ضعف قنبلة هيروشيما!

ذو صلة

وهذا يذكرنا بأهمية البرنامج الذي تديره وكالة ناسا تحت اسم "برنامج رصد الأجسام الفضائية القريبة من الأرض"، والذي يقوم بحصر ومراقبة التفاصيل الدقيقة لآلاف من الأجسام السماوية، ويعزز إمكانية التعامل المُبكر مع أي خطر محتمل. على سبيل المثال، تطوير وكالات الفضاء العالمية لطرق دفاعية، مثل اختبارات "الدفاع الكوكبي"، الهادفة لوضع خطط لمواجهة أي تهديد يمكن أن يشكله اصطدام محتمل مستقبلاً.

في النهاية، تبدو زيارة الكويكب "2008 DG5" -رغم أبعادها التشويقية- مجرد تذكرة لنا جميعاً أن الكون حولنا مليء بالمفاجآت، وأن هذه المناسبات النادرة لا تدعو للقلق بقدر ما تدعو لمزيدٍ من الوعي والترقب العلمي. قد يكون من المناسب استبدال تعبير "التهديد" بتعبير مثل "الفرصة العلمية"، لأن في مراقبة ودراسة هذه المواقف ما يساعدنا ليس فقط على حماية كوكبنا، بل فهم أعمق وأوسع للفضاء الشاسع المحيط بنا. كل ما علينا هو متابعة هذا الحدث الفلكي المميز، كصديق محب للسماء، بكل شغف واهتمام.

ذو صلة