وسط شرارات متطايرة: مسبار ‘بلو غوست’ يبدأ الحفر على سطح القمر لاستكشاف أسراره الحرارية

في خطوة تمثل تطورًا هامًا في الاستكشاف القمري، بدأ المسبار "بلو غوست" التابع لشركة Firefly Aerospace مهمته الطموحة بحفر سطح القمر ضمن مشروع LISTER (التجربة الاستكشافية الحرارية للطبقات السفلية بسرعة). يأتي هذا بعد أيام فقط من فشل مسبار "أثينا" التابع لشركة Intuitive Machines، والذي تعرض لمشكلات في الهبوط وانتهى به الأمر مائلًا على سطح القمر.

ورغم التحديات التي تواجه المهمات القمرية، فإن "بلو غوست" أثبت كفاءته بسرعة، حيث أرسل صورة مذهلة لشروق الشمس على الأفق القمري، قبل أن يباشر فورًا مهامه العلمية، التي تشمل الحفر في منطقة Mare Crisium، وهي حوض ضخم يقع في الجزء الشمالي الشرقي من الجانب القريب للقمر.

يهدف مشروع الحفر إلى دراسة التوصيل الحراري وتدفق الحرارة من باطن القمر، مما سيساعد العلماء على فهم كيفية تشكّل القمر وتطوره عبر مليارات السنين. ويأمل الباحثون أن توفر هذه البيانات رؤى جديدة حول عمليات التبريد التي مرت بها البنية الداخلية للقمر، بدءًا من كونه كرة من الصخور المنصهرة، وصولًا إلى شكله الحالي.

وقد تم تطوير المسبار بالشراكة بين جامعة تكساس التقنية والشركة الناشئة Honeybee Robotics، وذلك ضمن مبادرة خدمات الحمولة التجارية القمرية (CLPS) التابعة لوكالة ناسا. وتطمح هذه التجربة إلى الحفر بعمق يصل إلى ثلاثة أمتار (10 أقدام) في التربة القمرية، مع قياس الحرارة والتوصيل الحراري كل 50 سنتيمترًا.

وفي تصريح له، قال البروفيسور سييتشي ناغيهارا، الباحث الرئيسي في المشروع وأستاذ الجيوفيزياء في جامعة تكساس التقنية:

تُعَد هذه التجربة جزءًا من الجهود التي تبذلها ناسا لفهم البيئات القمرية، تمهيدًا لمهمات أرتميس، التي تهدف إلى إعادة البشر إلى سطح القمر خلال السنوات القادمة، وإقامة وجود دائم هناك.

بالإضافة إلى تجربة الحفر، يحمل مسبار "بلو غوست" تسعة حمولات أخرى تابعة لناسا، من بينها:

ومع استمرار المسبار في مهمته، أعلنت Firefly Aerospace يوم الأربعاء أن "بلو غوست" يواجه تحدي الحرارة المرتفعة خلال فترة الظهيرة القمرية، لكنه يستعد لاستئناف العمل بكامل طاقته مع انخفاض درجات الحرارة.