ذكاء اصطناعي

12 غرام ذهب في كل طن… المغرب يكتشف كنزًا معدنيًا يفتح بابًا لمستقبل تعديني متعدد المعادن

محمد كمال
محمد كمال

2 د

اكتُشِف منجم ضخم للذهب والنحاس في تينغير، المغرب.

تعد الاحتياطيات المكتشفة من بين الأعلى قيمة عالمياً.

المنجم يوفر فرصة لبناء مشروع تعديني متنوع المواد.

الاكتشاف سيجذب الاستثمارات ويحسّن البنية التحتية في المنطقة.

يمكن أن يضع المغرب على خريطة التعدين العالمية.

في مفاجأة لقطاع التعدين الدولي، أعلنت شركة كندية عن اكتشاف منجم جديد للذهب والنحاس شرق المغرب، باحتياطيات تعتبر من بين الأعلى قيمة عالمياً.


بداية القصة في قلب جبال تينغير

كشفت شركة «آيا غولد آند سيلفر» الكندية عن وجود رواسب معدنية غنية بموقع أسيرام في إقليم تينغير، وهو موقع لم يخضع سابقاً للاستكشاف المكثف. نتائج الحفر الأخيرة أظهرت منطقة متمعدنة بطول ثمانية كيلومترات، مع مؤشرات مبهرة تضمنت تركيزاً يصل إلى 12.2 غرام ذهب في الطن الواحد وأكثر من 4% من النحاس. هذه الأرقام اعتبرتها الشركة “اختراقاً نوعياً” يمكن أن يغير موازين قطاع التعدين في المنطقة.

وهذا الربط بين المؤشرات الجيولوجية والاكتشاف الجديد يعيد طرح المغرب كوجهة غير متوقعة للاستثمار المعدني.


الذهب والنحاس… مزيج استراتيجي

ما يجعل هذا الاكتشاف لافتاً ليس الذهب وحده، بل وجود النحاس بجانبه بنسبة مرتفعة. ففي وقت يتزايد فيه الطلب العالمي على النحاس بسبب استخدامه الأساسي في السيارات الكهربائية والطاقة النظيفة، يوفر الجمع بين الذهب والنحاس فرصة لبناء مشروع تعديني متعدد المعادن قد يكون من بين الأكثر جدوى على مستوى أفريقيا.

وهذا يقودنا إلى النقطة التالية حول انعكاسات الاكتشاف على الاقتصاد المحلي وتحفيز الاستثمارات الأجنبية.


فرص اقتصادية وتنموية لمناطق الهامش

تشير تقديرات أولية إلى أن مشروع أسيرام قد يجذب شركات كبرى إلى المغرب، بما يعنيه ذلك من ضخ استثمارات جديدة وتوفير فرص عمل محلية وتحسين البنية التحتية في شرق البلاد. كما أن نجاح المشروع سيسمح للمغرب بتوسيع قاعدة صادراته إلى جانب الفوسفات الذي اشتهرت به لعقود.

ومن هنا تبرز التحديات المرتبطة بمدى قدرة المغرب على إدارة هذا المورد الجديد بما يحقق التوازن بين التنمية والاستدامة البيئية.


آفاق مفتوحة أمام التعدين المغربي

مع امتداد المنطقة المكتشفة على ثمانية كيلومترات فقط حتى الآن، يعتقد خبراء أن ما تم الإعلان عنه قد يكون مجرد بداية. استمرار عمليات الحفر قد يكشف عن احتياطات أكبر، مما يجعل المغرب لاعباً أساسياً في سوق معادن استراتيجية يحتاجها العالم أكثر من أي وقت مضى.

ذو صلة

وهذا يربط بين الطموحات طويلة الأمد لشركة «آيا غولد آند سيلفر» ورغبة المغرب في تعزيز موقعه كلاعب رئيسي في الاقتصاد المعدني العالمي.

في النهاية، الاكتشاف الجديد في تينغير ليس مجرد اكتشاف معدني تقليدي، بل قد يمثل نقطة تحول في مسار التعدين بالمغرب. فالمزيج الغني من الذهب والنحاس، إلى جانب فرص الاستثمار والتنمية، قد يفتح الباب أمام مرحلة جديدة تضع المملكة في دائرة اهتمام كبريات شركات التعدين العالمية. وبينما يترقب المحليون والعالم نتائج المراحل القادمة، يظل هذا الاكتشاف بمثابة وعد بمستقبل أكثر إشراقاً للمغرب على صعيد الثروات الطبيعية.

ذو صلة