ذكاء اصطناعي

Arattai يتصدر المتاجر الهندية بدعم حكومي.. هل يهدد عرش واتساب؟

مجد الشيخ
مجد الشيخ

3 د

تطبيق «أراتّاي» يتصدر متاجر التطبيقات متفوقًا على واتساب بدعم حكومي هندي.

الحكومة الهندية تدعم استخدام التطبيقات المحلية لتعزيز التكنولوجيا الوطنية والسيادة الرقمية.

الوزراء الهنود يتبنون «أراتّاي» كبديل آمن وسهل الاستخدام للتطبيقات الأجنبية.

تطبيق «زوهو» يسعى لبناء نظام اتصالات مؤمن وخدمات أعمال متكاملة لتعزيز الاستقلال الرقمي الهندي.

صعود «أراتّاي» يعكس روح الاعتماد على الذات في الهند ويدعم السيادة التقنية والاقتصادية.

في مشهد يعكس ملامح تحول رقمي مثير في الهند، تصدّرت تطبيقات الاتصالات المحلية واجهة المشهد التقني، بعدما قفز تطبيق «أراتّاي» إلى صدارة متاجر التطبيقات متفوقًا على منافسين عالميين بحجم واتساب. هذا الصعود السريع جاء مدفوعًا بحملة حكومية واسعة تدعو الهنود إلى تفضيل المنتجات والتقنيات المصنوعة محليًا في ظل التوتر التجاري المتجدد مع الولايات المتحدة.

بدأ تطبيق «أراتّاي» — الذي طورته شركة «زوهو» المتخصصة في برمجيات المؤسسات — مشواره بهدوء عام 2021، لكنه وجد نفسه مؤخرًا في قلب الجدل التجاري والسياسي بين نيودلهي وواشنطن. بيانات المتاجر الرقمية أظهرت أن عدد تنزيلات التطبيق قفز من بضعة آلاف إلى أكثر من عشرة ملايين خلال أسابيع قليلة، بعد أن دعا وزراء في حكومة ناريندرا مودي إلى تبنّي حلول اتصالات محلية بدلاً من البدائل الأجنبية.

وهذا الارتفاع المفاجئ يربط بين السياسة الاقتصادية للبلاد وموجة «السوادشي» الجديدة التي تروّج للاعتماد على المنتجات الوطنية كرمز لسيادة التكنولوجيا الهندية.


السياسة تصنع التطبيقات

تجلّى الدعم الحكومي الواضح عندما ظهر وزراء بارزون مثل دارميندرا برادهان وبيوش غويال على منصة «إكس» معلنين انتقالهم إلى استخدام «أراتّاي» بوصفه تطبيقًا «آمنًا، مجانيًا وسهل الاستخدام ومن صنع الهند». هذا الدعم الرمزي أعطى دفعة هائلة للتطبيق، كما جعل كثيرين يرون فيه نسخة وطنية من واتساب تمتلك فرصة فعلية للازدهار إذا استمر الزخم الشعبي.

ومن هنا، بدا جليًا أن الرسائل السياسية التي أطلقها رئيس الوزراء مودي — والتي تحث المواطنين على التخلص من الاعتماد على المنتجات الأجنبية — ساهمت في تحريك الرأي العام باتجاه دعم الشركات المحلية. حديثه عن ضرورة شراء السلع «المصنوعة في الهند» ترافق مع تصاعد إجراءات تجارية فرضتها إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بزيادة الرسوم الجمركية على السلع الهندية.

وهذا الربط بين السياسة التجارية والدعوة للاكتفاء الذاتي لم يكن جديدًا على المشهد الهندي.


تجارب سابقة على الطريق

شهدت الأعوام الماضية محاولات مشابهة عندما حجبت الحكومة تطبيقات صينية بعد اشتباكات حدودية مع بكين. يومها، برزت تطبيقات محلية مثل Moj وMX TakaTak كبدائل لتطبيق «تيك توك»، لكنها سرعان ما تراجعت أمام المنافسة العالمية. كما تكرّر السيناريو مع منصة «كو» التي حاولت منافسة «تويتر» بدعم وزاري واسع، قبل أن تغلق أبوابها العام الماضي رغم التقييمات العالية التي حظيت بها في البداية.

ويبدو أن «زوهو»، بفضل خبرتها الطويلة في تقنيات الحوسبة السحابية وأدوات العمل الجماعي، تسعى لتجنّب المصير ذاته عبر بناء منظومة رقمية متكاملة تعزز استقلالية الإنترنت الهندي عن المنصات الغربية.

هذا يربط الإنجاز التقني الحالي بخبرة عائلة فمبو المالكة لـ«زوهو» والتي تعد من أغنى الأسر في البلاد بثروة مجمعة تتجاوز ستة مليارات دولار.


طموحات تتجاوز المراسلة

ذو صلة

شريك مؤسس الشركة سريدهار فمبو أكد أن الهدف لا يقتصر على منافسة واتساب، بل يمتد إلى بناء بيئة اتصالات مؤمنة وخدمات أعمال متكاملة يمكنها الوقوف في وجه شركات عملاقة مثل مايكروسوفت وغوغل. ويرى المراقبون أن نجاح «أراتّاي» يمثل أكثر من مجرد تطبيق شات جديد؛ فهو اختبار لقدرة الهند على الجمع بين الابتكار التقني والاستقلال الاقتصادي في عالم يزداد استقطابًا.

وفي نهاية المطاف، يعكس صعود «أراتّاي» موجة وطنية متنامية تؤمن بأن السيادة الرقمية لا تقل أهمية عن السيادة الاقتصادية. فإذا استطاع التطبيق الحفاظ على هذا الزخم، فقد يتحول من مجرد بديل لواتساب إلى رمز للثقة بالتقنية المحلية وروح «صُنع في الهند» التي باتت عنوان المرحلة.

ذو صلة