DeepSeek على لائحة ترامب السوداء: الذكاء قد يكون جريمة

3 د
تدرس إدارة ترامب حظر التعامل مع مختبر الذكاء الاصطناعي الصيني "DeepSeek" للحد من التكنولوجيا الصينية.
تخشى أمريكا من تقنيات DeepSeek لتأثيرها المحتمل على الأمن القومي.
تتهم OpenAI المختبر الصيني بسرقة الملكية الفكرية وتكرار نماذجها.
تدرس الإدارة تقييد شراء رقائق Nvidia ومنع وصول الأمريكيين لخدمات DeepSeek.
يستمر التنافس التقني الشديد بين الولايات المتحدة والصين في الذكاء الاصطناعي.
تشير تقارير إعلامية حديثة نشرتها صحيفة نيويورك تايمز يوم الأربعاء إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تدرس حظر التعامل مع مختبر الذكاء الاصطناعي الصيني "DeepSeek". ويأتي هذا الحظر المحتمل ضمن سلسلة إجراءات تهدف إلى الحد من وصول الصين إلى تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الأمريكية المتطورة.
أسباب قلق الإدارة الأمريكية تجاه DeepSeek
ارتفع نجم "DeepSeek" بقوة خلال الأشهر الماضية، وأصبح الاسم شائعًا بين المطورين ورجال الأعمال الأمريكيين، خاصة لمنافسته للمختبرات التقنية الأمريكية العملاقة مثل OpenAI وGoogle في جودة الخدمات والأسعار الجاذبة. ولكن هذه الشعبية المتزايدة بدأت تزيد من قلق المسؤولين الأمريكيين الذين باتوا يخشون من توسع الاعتماد على مختبرات صينية قد تُستخدم تقنياتها حسب وصف مسؤولين أمريكيين في أغراض تضر بالأمن القومي.
تقول مصادر في الإدارة الأمريكية إن هناك مؤشرات تدعو للقلق بشأن احتمال أن تكون بعض منتجات DeepSeek مبنية على سرقة ملكيات فكرية من المطورين الأمريكيين. على سبيل المثال، فإن مختبر OpenAI، الذي أنتج نماذج شهيرة مثل ChatGPT، قد اتهم مباشرة المختبر الصيني بأنه يقوم "بتقليد ونقل بيانات" بشكل غير قانوني عند تطوير نماذجه الخاصة، وهو ما يُعد خرقًا واضحًا لشروط استخدام منتجات OpenAI.
تقييد شراء الرقائق الإلكترونية من Nvidia
أحد أهم الجوانب التي تسعى الإدارة الأمريكية السابقة لتقييدها يتعلق بشراء المعدات والمنتجات المتخصصة في الذكاء الاصطناعي من الشركات الأمريكية العالمية، وتحديدًا رقائق Nvidia عالية الأداء، التي تُعد حيوية لتطوير وتشغيل برامج الذكاء الاصطناعي المتقدمة. وقد صرحت الإدارة الأمريكية مؤخرًا بأنها تنوي تعزيز القيود التي كانت قد فرضتها إدارة الرئيس بايدن في السابق لمنع الشركات الصينية، مثل DeepSeek، من الحصول على مثل هذه التكنولوجيات الحساسة.
تقليص وصول الأمريكيين لخدمات DeepSeek
بالإضافة إلى ذلك، يبدو أن هناك مناقشات تدور الآن حول تقييد وصول المواطنين الأمريكيين أنفسهم إلى الخدمات والنماذج التي يقدمها DeepSeek الصيني. هذه الخطوة تعد جديدة نوعًا ما، حيث ركزت معظم القيود السابقة على منع وصول الشركات الأجنبية للتكنولوجيا الأمريكية، لكن توجيه الحظر إلى المواطنين الأمريكيين أنفسهم سيشكّل خطوة أكثر حدة، ويُبرز بوضوح مستوى القلق الذي يشعر به المسؤولون الأمريكيون تجاه المختبر الصيني الصاعد بقوة.
التنافس الأمريكي الصيني في ساحة الذكاء الاصطناعي
بالطبع، لا يُعتبر هذا الحظر المحتمل أمرًا مفاجئًا في ظل الحرب التكنولوجية المستمرة بين الصين والولايات المتحدة. فمنذ سنوات، يتنافس البلدان بشكل واضح وسريع لقيادة العالم في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث تسعى كل من بكين وواشنطن لفرض سيطرتها التكنولوجية، خاصة في التطبيقات التي قد تؤثر جذريًا في الاقتصاد والأمن القومي.
ومن جهة أخرى، فقد أدى ظهور DeepSeek كمنافس قوي للشركات الأمريكية إلى تخفيض تكلفة تطوير وشراء خدمات الذكاء الاصطناعي، إذ اضطرت شركات وادي السيليكون إلى خفض أسعارها لخدمة مطوري البرامج والشركات الناشئة، الأمر الذي جعل المنافسة تحتدم بشكل كبير.
هل يدخل الحظر المحتمل حيز التنفيذ قريبًا؟
حتى الآن، لم يصدر قرار رسمي نهائي من إدارة ترامب، وما تزال المحادثات جارية، ويُنتظر أن نرى كيف ستتطور الأمور في الأسبوعين أو الأشهر المقبلة. ولكن تبقى هذه التطورات جديرة بالمتابعة لما سيكون لها من تداعيات واسعة الإطار على الشركات الأمريكية والصينية على حد سواء، وكذلك تداعياتها المحتملة على المستخدمين والمطورين الذين يعتمدون على تقنيات ونماذج متقدمة قادمة من الصين.
وفي انتظار ما ستؤول إليه الأمور، سيظل الخبراء والمحللون والمستخدمون يتابعون هذا الملف بعناية بالغة، بينما يبقى السؤال مفتوحًا حول ما إذا كانت إجراءات الإدارة الأمريكية السابقة هذه ستستمر في المستقبل، أم أنها ستتغير مع تطورات المشهد السياسي الأمريكي والدولي.