ذكاء اصطناعي

Grok يُغضب صانعه: غضب علني من إيلون ماسك على مساعده الذكي

Grok يُغضب صانعه: غضب علني من إيلون ماسك على مساعده الذكي
مجد الشيخ
مجد الشيخ

3 د

شهدت منصة إكس حدثاً غير متوقع بين إيلون ماسك وروبوت الدردشة "جروك".

أعطى "جروك" رأياً هادئاً بشأن منشور جدلي، مخالفاً توجهات ماسك.

رد "جروك" اعتمد مصادر موثوقة مثل "ذي أتلانتيك" و BBC، مما أزعج ماسك.

أدى رد فعل ماسك لتسليط الضوء على التضاد بين منصته ووسائل الإعلام التقليدية.

توضح الحادثة أهمية تبني نهج نقدي تجاه الذكاء الاصطناعي ومصادره.

خلال الأيام القليلة الماضية، شهدت منصة إكس — تويتر سابقاً — حدثاً مفاجئاً وضع الملياردير الشهير إيلون ماسك في موقف غريب مع مشروعه الجديد في مجال الذكاء الاصطناعي. فقد دخل ماسك في مواجهة علنية ومحرجة مع روبوت الدردشة الذكي الذي يملكه، والمعروف باسم "جروك"، بعدما أبدى الروبوت آراءً تتناقض مع توجهات صاحبه.

القصة بدأت عندما نشر أحد المستخدمين على منصة إكس منشوراً مثيراً للجدل يتحدث عن مليارديرات مثل جورج سورس وبيل غيتس ومؤسسة فورد، متهمين إياهم بالتلاعب بالمنح الحكومية عن طريق توجيهها لمؤسسات يسارية. المنشور، الذي افتقد الوضوح والدقة واعتمد على مصطلحات مؤامراتية، أثار نقاشاً عاصفاً على المنصة الاجتماعية المصنفة حالياً ضمن ممتلكات ماسك، والتي لطالما انتقد فيها وسائل الإعلام التقليدية والخطاب الإعلامي السائد.

وهذا يقودنا إلى المفاجأة الحقيقة: فعندما طُلب من جروك— وهو منصة ذكاء اصطناعي طوّرته شركة إكس إيه آي التي يمتلكها ماسك— إبداء رأيه في المنشور، فاجأ الروبوت الجميع بإجابة هادئة رصينة، مبيناً افتقار المنشور لأدلة واضحة.

وقال جروك بوضوح إنه لا توجد أي معطيات أو مستندات حقيقية تدعم الادعاءات التي تم ترويجها ضد سورس أو غيتس أو مؤسسة فورد، مؤكداً أن نشاط هذه الشخصيات والمؤسسات يتم ضمن الأطر القانونية ويخضع لتدقيق عام وإجرائي.

وبينما بدأت ردود الأفعال تتوالى على هذا التعليق، طلب المستخدم التوضيح بشأن مصادر معلومات جروك، وهنا كانت المفاجأة الثانية التي تبدو أنها أزعجت ماسك بشكل خاص؛ إذ كشف جروك أن مصادره تضمنت مؤسسات إعلامية معروفة وموثوقة، مثل صحيفة "ذي أتلانتيك" وشبكة الـ BBC، والتي وصفها الروبوت بأنها مصادر مستقلة وموثوقة ذات معايير تحريرية عالية.

وفور انتشار هذا التعليق، انفجر غضب ماسك بتعليق مباشر وعلني، واصفاً رد روبوته بأنه "محرج". هذا التصعيد العلني من قِبَل ماسك، الذي طالما انتقد وسائل الإعلام التقليدية واعتاد التشكيك في رواياتها، مثّل مفارقة حقيقية: إحدى منصاته الخاصة تدافع عن نزاهة ونوعية وسائل إعلام يوجه لها صاحب الشركة انتقادات مستمرة.

هذا التناقض بين ماسك ومنصة الذكاء الاصطناعي التي يملكها يُبرز بوضوح الجدل المستمر حول "تسييس التكنولوجيا"، وهو الجدال العميق الذي يتفاعل حالياً في المجتمعات الرقمية والإعلامية حول العالم. بعض المستخدمين الذين يخاطبون منصات الذكاء الاصطناعي يبحثون عن تأكيدٍ سريعٍ ومريح لآرائهم وتحليلاتهم الشخصية— وعندما يفشل الذكاء الاصطناعي في تلبية هذه الرغبة، يثور الغضب والانزعاج حتى من قِبل لاعبين كبار مثل ماسك.

ذو صلة

ولا شك أن هذه الحادثة تحمل تنبيهاً هاماً: في زمن تزداد فيه سهولة البحث عما يؤكد آراءنا وتفضيلاتنا بدل الحقائق، من المهم التعامل مع الإجابات التي تقدمها مثل هذه الروبوتات بمنطق نقدي وعقلانية، خصوصاً وأن الذكاء الاصطناعي قد يُخطئ ويقدم معلومات منقوصة أو مضللة أحياناً.

وختاماً، فإن هذه الواقعة تذكّرنا مرة أخرى بأن عصر الذكاء الاصطناعي يحتاج منا للحكمة والتروّي: بدل توجيه الغضب نحو التقنية عندما لا تتماشى إجاباتها مع معتقداتنا، ربما على إيلون ماسك، وغيره من قادة العالم الرقمي، القبول أن الحقيقة قد لا تتوافق دائماً مع احتياجاتنا الشخصية. وقد يستفيد ماسك ذاته من إعادة التفكير بأسلوب حواره مع الروبوتات التي يملكها لتكون أكثر توازناً في نقل المعلومات، مما قد يجنب الجميع مواقف محرجة مماثلة مستقبلاً.

ذو صلة