LinkedIn يكشف أسرار التسويق الناجح للعلامات التجارية B2B عبر المؤثرين

في خطوة لافتة لتعزيز قطاع التسويق الاحترافي، أعلنت منصة لينكدإن عن إطلاق دليل جديد يهدف لمساعدة الشركات في مجال الأعمال التجارية بين المؤسسات (B2B) على تحسين استراتيجياتها للتسويق عبر المؤثرين. ولم يعد الاعتماد على المؤثرين حكراً على العلامات التجارية الاستهلاكية فقط، بل أصبح ضرورياً في عالم الأعمال المتوقفة على الشركات كما تشير المنصة.

في الدليل الجديد، الذي يحمل عنوان "العمل مع قادة الرأي في قطاع الأعمال B2B"، توضح لينكدإن الاختلافات الجوهرية بين استراتيجيات التسويق عبر المؤثرين في مجالات الأعمال ما بين المؤسسات، نظيرتها المُستخدمة في الأسواق الموجهة مباشرة للجمهور (B2C). وتظهر البيانات بوضوح تنامي اهتمام المدراء التنفيذيين وصناع القرار بمحتوى لينكدإن كمصدر موثوق للمعلومات التي تبنى عليها قرارات الشراء في شركاتهم.

وهذا ما يربط بطبيعة الحال بين أهداف لينكدإن الأخيرة ورؤيتها للأعمال على المدى الطويل، فالمنصة تسعى حالياً لتشجيع الخبراء المحترفين وقادة الرأي للاستمرار في نشر محتواهم المفيد والممتاز عبر موقعها، ما سيشكل بدوره قيمة مضافة للشركات التي تتطلع للتعاون مع هؤلاء المؤثرين لتحقيق أهدافها التسويقية.

ويبرز دليل لينكدإن مجموعةً من الإحصائيات التي تشرح أبرز الأمور التي يبحث عنها صنّاع القرار في مؤسسات B2B عند متابعة محتوى المؤثرين، فهؤلاء لا يبحثون غالبًا عن محتوى ترفيهي بحت، بل عن محتوى يضيف المعرفة ويزودهم بمعلومات موثوقة يمكن أن يعتمدوا عليها خلال عمليات اتخاذ القرار. كما يوضح الدليل الأفضلية الكبيرة حالياً لمحتوى الفيديو في مجال الأعمال لما يتمتع به من قدرة عالية على جذب الاهتمام وإيصال الرسالة بشكل واضح ومحترف.

وبالإضافة إلى ما سبق، تقدم لينكدإن نصائحها حول العمل مع مؤثرين محترفين في مجموعات الأعمال، مع تقديم أمثلة لأبرز المؤثرين وقادة الرأي على المنصة بهدف إلهام الشركات. ورغم أن بعض هذه الشخصيات قد تبدو صعبة المنال أو تعاونها ليس بالسهولة المتوقعة، إلا أن الدليل يقدم خطوات منطقية وعملية لتحديد الشركاء المناسبين وتطوير علاقة استراتيجية معهم بكل سلاسة.

يعكس هذا الربط السلس بين الإرشادات النظرية والدروس العملية فهم لينكدإن العميق للعمل الاحترافي؛ فالهدف الأول لديها ليس مجرد إحداث ضجة إعلامية فارغة من المضمون، بل تقديم حلول مفيدة وعملية تثري تواصل الشركات وتحقق نتائج ملموسة.

ومن ناحية أخرى، لا يمكن إنكار وجود بعض التحفظات في اختيار المؤثرين، فالمنصة تسلط الضوء بشكل كبير على عدد من مشاهير صناع المحتوى الذين ربما يعتمد نجاحهم على مهاراتهم الإعلامية، وربما يكونون بعيدين قليلاً عن واقع إدارة الأعمال اليومية. لذا سيكون على العلامات التجارية الراغبة بالتعاون مع هؤلاء المؤثرين القيام بدراسة متأنية والتأكد من أن الشريك المختار قادر فعلاً على تعزيز سمعتها وتحسين قرارات المشترين المستهدفين، وليس مجرد جذب الإعجابات والتفاعلات.

بالمجمل، يعد الدليل الذي قدمته لينكدإن إضافة قيّمة ستساعد بلا شك الشركات في خططها المستقبلية للتوسع والتسويق الرقمي. ولعل إغناء المحتوى ببعض الأمثلة الواقعية الأكثر قرباً من تجارب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة قد يعزز من سهولة تطبيق هذه النصائح على نطاق واسع. ويمكن القول إن هذا الدليل يرسم صورة واضحة ومفيدة للمستقبل الذي تسعى إليه لينكدإن في تعزيز محتواها، والذي أصبح ضرورة وليس رفاهية ضمن توجهات الشركات الحديثة اليوم.