OpenAI يدخل عالم التوظيف… ويهدد عرش LinkedIn بمنصة ذكية جديدة

3 د
أعلنت OpenAI عن منصة توظيف جديدة تستند إلى الذكاء الاصطناعي لمنافسة LinkedIn.
تستهدف المنصة الشركات الصغيرة والحكومات المحلية لتمكينها من استقطاب كفاءات متميزة.
تخطط OpenAI لإطلاق المنصة بحلول منتصف عام 2026 ضمن استراتيجية توسيع المنتجات.
LinkedIn يعد المنافس الأكبر في هذا المجال، وقد بدأت هي الأخرى بتطوير أدوات AI.
تطلق OpenAI برنامج اعتماد للمهارات في مجال الذكاء الاصطناعي بالتعاون مع شركات كبرى.
في خطوة جريئة تعكس طموح الشركات التكنولوجية في إعادة رسم ملامح سوق العمل، أعلنت شركة OpenAI عن تطوير منصة توظيف جديدة تعتمد بشكل كامل على الذكاء الاصطناعي، تحت اسم "OpenAI Jobs Platform"، وتهدف هذه الخدمة لمنافسة عمالقة القطاع وعلى رأسهم LinkedIn. من المتوقع أن تطلق الشركة هذه المنصة في منتصف عام 2026، بحسب ما كشف عنه متحدث رسمي باسم OpenAI.
على صعيد التفاصيل، جاءت المبادرة ضمن تدوينة رسمية نشرتها الرئيسة التنفيذية لتطبيقات OpenAI فيدجي سيمو، حيث أكدت أن الذكاء الاصطناعي بات قادراً اليوم على إيجاد التطابق الأمثل بين احتياجات الشركات ومهارات الموظفين.
المنصة الجديدة ستركز بشكل خاص على تمكين الشركات الصغيرة والحكومات المحلية من الوصول إلى أفضل الكفاءات في مجال الذكاء الاصطناعي، وهو ما يُفترض أن يعزز فرص هذه الجهات الصغيرة في استقطاب مواهب كان من الصعب عليها التنافس حولها في السابق. وما يجعل المنصة مثيرة للاهتمام أيضاً هو تركيزها على قطاعات شتى، من المشاريع الناشئة إلى الإدارات الرسمية، كما تعد بتسهيل دخول المبدعين والخبراء التقنيين إلى سوق عمل عالمي أكثر شفافية وسرعة.
وبالانتقال إلى المشهد الأوسع، فإن هذا التطور يشير إلى رغبة OpenAI في التوسع خارج نطاق منتجها الأبرز "ChatGPT" والتوجه نحو أسواق جديدة واعدة. وقد تطرق سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لـ OpenAI، في حديث سابق مع الصحفيين عن أن الشركة تخطط لإطلاق عدة تطبيقات متقدمة أخرى، من بينها متصفح ويب وتطبيق تواصل اجتماعي، وذلك في إطار إستراتيجية لتنويع مصادر الدخل، بجانب منصة التوظيف الذكية. وهذا التطور يربط بين توجه OpenAI الحالي ونمو رؤيتها بعيدة المدى في اقتحام ميادين رقمية إضافية ومنافسة كبرى شركات التقنية من زوايا مختلفة.
من زاوية أخرى، تعتبر LinkedIn – المملوكة لشركة مايكروسوفت وأحد المستثمرين الأكبر في OpenAI – المنافس الأكثر مباشرة للمنصة الجديدة، خاصة أن LinkedIn نفسها بدأت منذ العام الماضي في إدماج أدوات الذكاء الاصطناعي لمساعدة المستخدمين في العثور على وظائف والتواصل مع أصحاب العمل. هذا التداخل بين عملاقي التكنولوجيا قد يشعل التنافس أكثر في مجال التوظيف الرقمي، ما يعود بالنفع على الشركات الباحثة عن المواهب وكذلك على الأفراد الراغبين في تسويق مهاراتهم بدقة أعلى.
وفي سياق مواز، أعلنت OpenAI عن إطلاق برنامج "OpenAI Academy" لتقديم شهادات اعتماد للكفاءات في مجال الذكاء الاصطناعي، وذلك لتقييم "مدى إتقان الأفراد للذكاء الاصطناعي" عبر شهادات متدرجة المستويات. وتعتزم الشركة إطلاق المرحلة التجريبية من هذا الاعتماد بحلول نهاية عام 2025، بالتعاون مع شركات ضخمة مثل Walmart كواحدة من أكبر جهات التوظيف الخاصة في العالم، بهدف تدريب واعتماد 10 ملايين أمريكي حتى عام 2030. وترتبط هذه الخطوة بمبادرة أوسع من البيت الأبيض لنشر ثقافة الذكاء الاصطناعي وزيادة الوعي بتحديات الأتمتة والتحول الرقمي في قطاع التوظيف.
وبرغم التفاؤل بإمكانات الذكاء الاصطناعي والآفاق الرحبة التي تفتحها، فإن قطاع التقنية ليس غافلاً عن المخاوف من فقدان الوظائف التقليدية. فقد حذر داريو أمودي، المدير التنفيذي لشركة Anthropic، من احتمال اختفاء نصف وظائف المكاتب المبتدئة بحلول عام 2030 نتيجة الأتمتة والتعلم الآلي. غير أن OpenAI ترى أن الحل لا يكمن في معارضة هذا التغيير، بل في تسريع إعادة تأهيل القوى العاملة وتمكين الأفراد من مواكبة الذكاء الاصطناعي والحصول على فرص عمل جديدة تتواءم مع متطلبات المستقبل الرقمي.
في المحصلة، يبدو أن منصة "OpenAI Jobs Platform" ليست مجرد أداة جديدة للبحث عن الوظائف، بل تشكل نقلة نوعية تعكس اتجاهات التحول الرقمي وجسراً يربط بين الذكاء الاصطناعي وسوق العمل العالمي. ومع اشتداد المنافسة ودخول لاعبين جدد، ستتجه الأنظار لكيفية استفادة المستخدمين والمؤسسات من هذه الثورة التكنولوجية الجديدة، ومدى قدرتهم على مواكبة إيقاع التغيير السريع في عصر الذكاء الاصطناعي.