ذكاء اصطناعي

Xania Monet… أول فنانة ذكاء اصطناعي توقع عقدًا بملايين الدولارات

مجد الشيخ
مجد الشيخ

3 د

فنانة افتراضية تدعى زانيا مونيه توقع عقدًا بملايين الدولارات مع شركة إنتاج.

زانيا تستخدم الذكاء الاصطناعي Suno لتحويل كلمات الأغاني إلى موسيقى.

القوانين الأمريكية تفشل في تحديد حقوق الملكية للأعمال المدعومة بالذكاء الاصطناعي.

منصات مثل Suno تواجه دعاوى قضائية من شركات التسجيل الكبرى.

الصناعة تراهن على الزخم الإعلامي للاستثمار في الفنانين الرقميين.

قد يبدو الأمر وكأنه جزء من قصة خيال علمي، لكنّه واقع يحدث الآن في قلب صناعة الموسيقى العالمية. فقد أعلنت تقارير صحفية أمريكية أن فنانة تحمل اسم Xania Monet زانيا مونيه، والتي ليست سوى شخصية غنائية مدعومة بالذكاء الاصطناعي، نجحت في توقيع عقد قياسي قيمته ملايين الدولارات مع شركة إنتاج مستقلة. الخبر أثار ضجة كبرى، وهو ما يفتح باباً واسعاً للأسئلة حول القانون، الحقوق الفكرية، ومستقبل الفن ذاته.

وهذا يقودنا للتفكير: ماذا تشتري الشركات حقاً عندما تتعاقد مع شخصية غنائية لا وجود ملموس لها؟

زانيا مونيه هي ابتكار الأمريكية تيليشا جونز من ولاية ميسيسيبي. جونز تكتب كلمات الأغاني بنفسها، لكنها تستخدم منصة الذكاء الاصطناعي Suno لتحويل تلك الكلمات إلى موسيقى كاملة. النتيجة؟ ملايين من الاستماعات عبر الإنترنت واهتمام غير مسبوق من شركات الإنتاج. إلا أن توقيع العقد جاء عبر شركة Hallwood Media التي يديرها مسؤول بارز سابقاً في إنترسكوب، في خطوة وصفت بأنها مغامرة تستبِق المسقبل.

ومما يثير الاهتمام هنا أن بعض كبريات شركات التسجيل تراجعت عن الانضمام للصفقة، بسبب المخاطر القانونية غير المحسومة.

القوانين الحالية في الولايات المتحدة لا تزال مرتبكة إزاء الأعمال الفنية المدعومة بالذكاء الاصطناعي. مكتب حقوق النشر الأمريكي أوضح أن النصوص التي يبدعها الإنسان يمكن حمايتها، أما إذا لعبت الخوارزميات دوراً أساسياً في التكوين الفني، فالوضع يصبح غامضاً. الفاصل بين “الأداة المساعدة” و”الخلق الكامل” بواسطة الآلة يبقى منطقة رمادية يجب تقييمها حالةً بحالة.

هذا يعقّد الأمر: إذا لم يُعترف بالحقوق الفكرية، فلن تتمكن الفنانة أو شركتها من حماية إصدارها ضد النسخ أو القرصنة الإلكترونية.

الأمر لا يتوقف عند حدود الفنانة الافتراضية، بل يمتد إلى منصات مثل Suno نفسها، التي تواجه دعاوى قضائية ضخمة من شركات التسجيل الكبرى. هذه الشركات تتهم المنصات باستخدام مكتبات موسيقية محمية كوقود لتدريب نماذجها، بينما تجادل Suno بأن ما تفعله يدخل ضمن “الاستخدام العادل” بغرض الإبداع. نتيجة تلك المعارك القانونية قد تحدد مستقبل سوق كامل قيمته مليارات الدولارات.

وهذا يربط بين قضايا الملكية الفكرية وشهية الشركات للاستثمار في فنانين رقميين، إذ لا معنى للاستثمار في منتج قد يتبين لاحقاً أنه غير قانوني.

ذو صلة

خبراء الإعلام يؤكدون أن مثل هذه الصفقات ليست مجرّد محاولة لإطلاق نجم جديد فحسب، بل هي أيضاً استثمار ذكي في الزخم الإعلامي المتولد عن الذكاء الاصطناعي. قد تكون الشركات تراهن على “السبق” في تسويق فنان رقمي يمكنه خلق جمهور عالمي بأقل تكلفة إنتاجية مقارنةً بالفنانين التقليديين. لكن يبقى السؤال: هل سيكوّن الجمهور علاقة طويلة الأمد مع شخصية افتراضية، أم سيبقى الأمر مجرّد “ترند” عابر؟

التجربة التي تخوضها زانيا مونيه تُظهر إلى أي حد بات الذكاء الاصطناعي يتغلغل في الإبداع الفني ويعيد رسم حدود الموسيقى. ومع أن العقود المليونية والتغطية الإعلامية تبدو مغرية، إلا أن مستقبل هذا الاتجاه مرهون بحسم معضلة الحقوق الفكرية والدعاوى القضائية المستمرة. حتى ذلك الحين، ستبقى هذه العقود أشبه بمراهنة جريئة على مستقبل لم تتضح ملامحه بعد.

ذو صلة