ذكاء اصطناعي

اكتشاف مذهل: بيض الديناصورات يكشف سرًّا جديدًا بعد 80 مليون عام!

اكتشاف مذهل: بيض الديناصورات يكشف سرًّا جديدًا بعد 80 مليون عام!
مجد الشيخ
مجد الشيخ

3 د

اكتشفت دراسات حديثة نمطًا غير مسبوق لبيض الديناصورات في جبل تشينغلونغ.

كان البيض مرتبًا في مجموعات منحنية، وهو نمط مختلف عن الأنماط السابقة.

قد يشير هذا الترتيب إلى استراتيجيات تكاثر وحماية غير معروفة للديناصورات.

تسمح التقنيات الحديثة بتحليل الحفريات دون المساس بها أو إتلافها.

يطمح العلماء لاستخدام الذكاء الاصطناعي لفهم أعمق لوظائف البيوض الأحفورية.

بعد مرور أكثر من 25 عامًا على اكتشافه، عاد موقع جبل تشينغلونغ وسط الصين إلى دائرة الضوء مرة أخرى، وهذه المرة باكتشاف مذهل للغاية يفتح الباب أمام فهم جديد لممارسات الديناصورات في التكاثر والرعاية بصغارها، بشكل لم يكن متوقعًا من قبل.


كشف مثير عن أنماط غريبة لبيض الديناصورات

أجرى مجموعة من العلماء من معهد هوبي لعلوم الجيولوجيا مؤخرًا دراسة متطورة على موقع حفريات بيض الديناصورات في جبل تشينغلونغ بمقاطعة هوبي، والذي يقدر عمره بنحو 80 مليون عام. وقد اعتمد الباحثون في دراستهم الحديثة على تقنيات المسح الضوئي ثلاثي الأبعاد، وهي طريقة تسمح بتوثيق التفاصيل الدقيقة دون تدمير أو إحداث أي تغيير في القطع الأثرية المستخرجة.

وكانت النتائج مدهشة بكل معنى الكلمة، حيث كشفت هذه التكنولوجيا عن نمط غريب وجديد لبيض الديناصورات لم يتم تسجيله في أي موقع آخر في العالم، ألا وهو ترتيب البيض في مجموعات ذات أشكال منحنية شديدة التنظيم والإتقان. وبحسب قائد المشروع البحثي، العالم الصيني تشاو بي، فإن هذا الترتيب "يشبه شكلًا فنيًا عالي الدقة"، الأمر الذي يختلف تمامًا عن الأنماط الأخرى المعروفة سابقًا.


لماذا هذا الترتيب المنحني للبيض؟

عادة ما كانت حفريات الديناصورات تُظهر البيض مرتبًا في دوائر شعاعية أو بشكل عمودي داخل التربة، لكن هذا الترتيب المنحني الجديد أثار الكثير من التساؤلات لدى العلماء. ويعتقد تشاو وفريقه أن الترتيب الذي اكتُشف ربما يعكس سلوكًا خاصًا من قبل الديناصورات المحلية التي عاشت في تلك المنطقة. وربما كانت الديناصورات تتبع هذه الطريقة في محاولة منها لتوفير حماية أفضل للبيض، أو ربما كانت هذه الطريقة تحسّن من فرص نجاح عملية الفقس بشكل عام.

من جهته، أكد الفريق البحثي استمراره في إجراء المزيد من الدراسات والتحليلات لتحديد السبب الدقيق لهذا السلوك، وقال الدكتور تشاو: "ما زلنا نقوم بالمزيد من الأبحاث في محاولة لفهم طبيعة هذا السلوك الغامض. بفضل التكنولوجيا الحديثة نستطيع الحصول على معلومات دقيقة وغامضة من داخل المواقع دون حتى أن نمس بأيدينا الحفريات الأصلية."


موقع عملاق يمثل نافذة على العصر الطباشيري

يمتد الموقع المكتشَف على مساحة شاسعة تصل إلى حوالي 8 آلاف متر مربع ويحتضن أكثر من 300 ألف بيضة ديناصور متحجرة، ليصبح اليوم واحدًا من أكبر وأكمل كنوز بيض الديناصورات في العالم. وحسب الخبراء، فإن مستوى حفظ الحفريات استثنائي بكل المقاييس، حيث ما تزال أغلب البيوض مكتملة نسبيًا، بدون تلف واضح أو كسر شديد، مما يجعل دراسة نمو الديناصورات وتطورها ممكنة بدقة عالية.

يقول الدكتور تشاو عن أهمية هذا الموقع: "هذا الموقع يُعتبر نافذة ثمينة تمكننا من تخيل حياة الديناصورات في العصر الطباشيري بشكل أوضح وأكثر واقعية."


تقنيات المسح المتقدمة وفوائدها

للحفاظ على سلامة وأمان هذه الاكتشافات النادرة، لجأ العلماء إلى استخدام تقنية المسح بأشعة الليزر الكثيفة لإنتاج خرائط رقمية بدقة عالية جدًا تصل لمستوى الملليمتر، دون أن يحتاج الباحثون إلى التنقيب أو المساس بالحفريات مباشرة. وشدد الباحث لونغ جينغكوان، المتخصص في التراث الرقمي والمشارك في الدراسة، على أهمية استخدام هذه التقنيات بشكل موضوعي وعلمي، مؤكدًا أن الهدف ليس استعراض التقنية، بل إيجاد حلول لتحديات البحث العلمي الميداني دون إحداث ضرر لها.


آمال مستقبلية باستخدام الذكاء الاصطناعي

يدرس فريق العلماء حالياً توسيع البحث ليشمل تحديد أي أجنة محتملة محفوظة داخل هذه البيوض المتحجرة، بالإضافة إلى البحث عن آثار أقدام للديناصورات قد تكون موجودة في مكان قريب. كما يأمل الباحثون في الاعتماد لاحقاً على تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحديد الأنواع وتصنيف البيوض واستعراض خصائص طبقات التربة المدفونة فيها هذه الأحافير بشكل تلقائي.

ذو صلة

ويطمح الباحثون أيضًا إلى بناء أرشيف رقمي شامل يمثل موردًا ممتازًا لحفظ معلومات الموقع والحفريات، وتعزيز الأبحاث المستقبلية في مجال علوم الأحافير وتاريخ الحياة على كوكب الأرض.

هكذا، ومع هذه الاكتشافات، يبتسم الماضي السحيق ليخبرنا باسراره بطريقة تفتح لنا آفاقاً جديدة لفهم تطوّر الحياة على الأرض، مؤكدًا مرة أخرى أن الاكتشافات العلمية لا حدود لها، وأن التاريخ ما زال يحتفظ بالكثير من الأسرار التي تنتظر الكشف عنها.

ذو صلة