الإعلانات تغزو Threads: التطلبيق يتحوّل لساحة إعلانات عالمية

3 د
أعلنت "ثريدز"، التابعة لشركة ميتا، عن فتح باب الإعلانات عالميًا بعد النتائج المشجعة للاختبارات الأولية.
ستتيح المنصة للمعلنين التحكم في محتوى الإعلانات لتجنب المحتوى الحساس.
يتزايد عدد مستخدمي المنصة بسرعة، حيث يصل إلى مليون مستخدم جديد يوميًا.
تواجه "ميتا" تحديات قانونية في الولايات المتحدة تتعلق بمكافحة الاحتكار.
تهدف الشركة للوصول بمستخدمي "ثريدز" إلى مليار مستخدم في السنوات القادمة.
في خطوة جديدة تعكس خططاً طموحة للتوسع، أعلنت شركة ميتا رسمياً أن منصتها الاجتماعية "ثريدز" (Threads)، التابعة لتطبيق إنستغرام، ستفتح أبوابها أمام المُعلنين من جميع أنحاء العالم. يأتي هذا الإعلان بعد بضعة أشهر من اختبار الشركة للإعلانات في عدد محدود من الأسواق – أبرزها الولايات المتحدة واليابان – بنتائج وصفتها الشركة بأنها ناجحة ومشجعة.
التوسع الإعلاني.. خطط كبيرة ومستقبل واعد
بهذا التوسع، تصبح منصة ثريدز متاحة أمام جميع المعلنين العالميين، الذين سيحظون لأول مرة بفرصة الوصول إلى قاعدة مستخدمين ضخمة يزيد عددها عن 320 مليون مستخدم نشط شهرياً. وانطلاقاً من الرغبة في تعزيز الشفافية وراحة المُعلنين، أوضحت الشركة أن الإعلان سيتضمن خاصية جديدة تتيح للمُعلنين التحكم في المحتوى المحيط بإعلاناتهم، لضمان تجنب المحتوى الحساس أو المثير للجدل بشكلٍ يتماشى مع معاييرهم.
وبحسب تفاصيل الإعلان، سيتم تفعيل خاصية ظهور الإعلانات ضمن خلاصة المنشورات على تطبيق ثريدز تلقائياً بشكل افتراضي لجميع الحملات الإعلانية الجديدة، التي تستخدم خيارات الإعلان سواءً الموجه الأوتوماتيكي من خلال خدمة Advantage+ أو تسجيل تحديد المواقع الإعلانية يدوياً (Manual Placements). وعلى الرغم من أن خيار الإعلان اليدوي سيتيح إمكانية تعطيل هذه الخاصية لمن لا يرغب من المُعلنين في تفعيلها على خلاصات منشورات ثريدز.
في نفس الوقت، أكدت الشركة أن عرض الإعلانات سيتم بشكل تدريجي، في بلدان متنوعة، وأنها تخطط لتوسيع هذا الانتشار تدريجياً حسب الظروف والسوق المحلية.
تحدي المنافسة وإمكانيات النمو
انفتاح منصة ثريدز على الإعلان عالمياً يعكس الثقة الكبيرة لدى ميتا في متانة المجتمع الذي قامت ببنائه عبر تطبيق إنستغرام والذي استثمرته بنجاح كبير في منصة ثريدز أيضاً. كما يعكس رغبة واضحة من ميتا في منافسة المنصات الأخرى مباشرةً، وعلى رأسها منصة X التي يملكها رجل الأعمال الأمريكي إيلون ماسك.
هذه الثقة ترتكز بالأساس، وفقاً لتصريحات ميتا نفسها، على إحصائيات تبين أن أغلب مستخدمي ثريدز يتابعون بالفعل حسابات تجارية، وهو ما يجعل من المنصة بيئة مناسبة وفعالة للإعلان أمام الجمهور.
أهداف أكثر طموحاً في الأفق
خلال حديثٍ سابق في يناير الماضي، كان ممارك زوكربيرغ، المدير التنفيذي لشركة ميتا، قد كشف عن طموحاته الكبيرة لمنصة ثريدز، مؤكداً أنه يتوقع وصول عدد مستخدميها إلى مليار شخص خلال السنوات القادمة. كما أشار إلى أن المنصة حالياً تستقطب أكثر من مليون مستخدم جديد يومياً، وهو رقم يعكس قوة النمو وسرعته.
تجدر الإشارة إلى أن النمو السريع لمنصة ثريدز لم يأت بالكامل بشكلٍ عضوي، وإنما استفاد بشكلٍ كبير من اتصال الحسابات المباشر مع إنستغرام، الأمر الذي جعلها تتمكن من تحقيق نجاح سريع بفضل وجود شبكات اجتماعية جاهزة مسبقاً للمستخدمين.
ملامح مستقبيلة للمنافسة والمساءلة القانونية
في الوقت نفسه، تخوض شركة ميتا حالياً معركة قضائية تتعلق بمكافحة الاحتكار في الولايات المتحدة، تواجه فيها دعوات قضائية من قبل الجهات الرقابية التي تطالبها بفصل منصتي إنستغرام وواتساب عن الشركة الأم. وبالطبع، إذا كسبت هذه الدعاوى القضائية، فقد يغير هذا من طبيعة أنشطة ميتا وترتيباتها المستقبلية بشكل جذري.
كما تستمر الشركة في محاولاتها للبقاء في طليعة المنافسة عبر منصتها ثريدز، وذلك من خلال دمج وتبني أفكاراً من تطبيقات ومنصات أخرى مثل ماستودون وبلوسكاي، ما يمكنها من الاستفادة قدر الإمكان مما يُعرف عالمياً بتقنية "الفيديفيرس".
وهكذا، مع دخول الإعلانات إلى عالم ثريدز عالمياً، وبينما تُكمل المنصة مسيرتها نحو مليار مستخدم محتمل، يبدو واضحاً أن ميتا أمام رهانٍ مهم وتحدٍّ كبير، قد يغيّر الكثير من التفاصيل في عالم منصات التواصل الاجتماعي.