ذكاء اصطناعي

الذكاء الاصطناعي يسبق آبل بخطوة.. لماذا تأخرت؟

الذكاء الاصطناعي يسبق آبل بخطوة.. لماذا تأخرت؟
مجد الشيخ
مجد الشيخ

3 د

استحواذ أبل على خبير الذكاء الاصطناعي جون جياناندريا أثار تفاؤلاً داخل الشركة.

يواجه "سيري" تحديات في المنافسة مع "أليكسا" و"مساعد غوغل" رغم الإطلاق المبكر.

تحدّ خصوصية أبل من قدرة الشركة على تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي.

تأخر أبل في الذكاء الاصطناعي يهدد مستقبل منتجاتها الشعبية مثل الآيفون.

قد تحتاج أبل لإعادة تقييم نهجها في الخصوصية للبقاء تنافسية في السوق.

منذ سنوات قليلة، بدت خطوة شركة أبل في الاستحواذ على خبير الذكاء الاصطناعي جون جياناندريا من شركة غوغل كأنها لحظة حاسمة، ستدفع عملاق التكنولوجيا الأمريكي إلى صدارة عالم الذكاء الاصطناعي. ففي مطلع عام 2018، أعلن كريغ فيديريغي، المسؤول عن قطاع البرمجيات في أبل، عن انضمام جياناندريا الذي عُرف بقيادته لفرق ناجحة في تطوير أنظمة متقدمة للبحث الآلي والترجمة وتطبيقات الصور في غوغل، لينضم إلى أبل في خطوة جريئة أثارت تفاؤلاً كبيراً داخل الشركة.

كان أمل إدارة أبل وقتها أن يُحدث توظيف جياناندريا نقلة نوعية تمكّن الشركة من منافسة عمالقة التكنولوجيا مثل غوغل وأمازون، الذين سبقوها بأشواط في توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة. لكن بعد مرور سنوات على تلك اللحظة، تشير المصادر داخل الشركة إلى أن الأمور لم تسر كما خُطط لها، وأن أبل ما تزال حتى هذه اللحظة تواجه تحديات كبيرة في تطوير قدراتها في مجال الذكاء الاصطناعي.

ويتضح هذا الواقع جليّاً عندما ننظر إلى المساعد الصوتي "سيري"، الذي أطلقته أبل للمرة الأولى في 2011، وكان وقتها يمثل إنجازاً بارزاً ومبهراً للعالم الرقمي، حتى إن البعض وصفه بأنه تكنولوجيا المستقبل التي أصبحت واقعاً يومياً بين أيدي المستخدمين. ولكن، سرعان ما تغير المشهد، وأصبح المنافسون الآخرون مثل أمازون عبر "أليكسا" وغوغل عبر مساعدها الصوتي، يُظهرون تقدماً واضحاً وتميزاً أكبر في استيعاب الأوامر الصوتية والتفاعل السلس والطبيعي مع المستخدمين، في حين بقيت سيري تواجه صعوبة في فهم الأوامر البسيطة وتنفيذ المهام اليومية بسرعة ودقة.

وهنا نرى التأثير الكبير لهذا التأخر التكنولوجي؛ حيث يعتبر خبراء في عالم التكنولوجيا أن مواصلة أبل للفشل في اللحاق بركب الذكاء الاصطناعي يهدد مستقبل منتجاتها الأساسية، وعلى رأسها هواتف الآيفون ذات الشعبية الكبيرة عالميّاً، إضافةً إلى خطط الشركة المستقبلية في تطوير منتجات مبتكرة مثل الروبوتات وغيرها من التقنيات الذكية التي تعتمد بشكل أساسي على دمج فعال مع أنظمة الذكاء الاصطناعي.

ذو صلة

يعزو بعض المتخصصين هذا التأخر بشكل عام إلى فلسفة أبل في الخصوصية وحماية بيانات المستخدمين، ما يجعل قدراتها في تجميع البيانات اللازمة لتدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي محدودة مقارنةً بمنافسيها، الذين يستفيدون من قواعد بيانات ضخمة تتيح لهم تحسين وتطوير أداء منصاتهم بسرعة أكبر.

ختاماً، ورغم أن أبل لا تزال شركة عملاقة تقود سوق التكنولوجيا بابتكاراتها وقاعدتها الكبيرة من العملاء، فإن استمرار تأخرها وتردد خطواتها في مجال الذكاء الاصطناعي قد يدفعها لإعادة تقييم نهجها الحالي بجدية. ولأجل استعادة قوتها التنافسية، قد يكون على الشركة التخلي عن بعض تحفظات الخصوصية، أو تطوير تقنيات جديدة تمكنها من المنافسة دون التضحية بخصوصية المستخدم. ففي هذه المنافسة الشرسة، لا يكفي الإبداع وحده، بل يجب أن يقترن بسرعة المواكبة والتطور، حتى لا تجد أبل نفسها متأخرة في سباق سيحدد شكل المستقبل التكنولوجي في السنوات القادمة.

ذو صلة