الرياح تسبق الصوت!! اكتشاف أسرع تيارات هوائية على كوكب خارجي
![](/_next/image?url=https%3A%2F%2Fcdn.arageek.com%2Fnews-magazine%2FRising-economics-81.png&w=3840&q=75)
3 د
تم رصد رياح بسرعة 33,000 كيلومتر في الساعة على الكوكب WASP-127b، وهي الأسرع على الإطلاق.
يدور الكوكب في مدار قريب جدًا من نجمه، ما يؤدي إلى درجات حرارة شديدة التباين.
تم استخدام أدوات متقدمة لتحليل الغلاف الجوي، وكُشف عن أنماط طقس معقدة.
تعزز النتائج فهمنا لتطور الكواكب الخارجية والأنظمة الكوكبية بشكل عام.
في اكتشاف فلكي مذهل، تمكن العلماء من رصد رياح تدور بسرعات هائلة على كوكب غازي عملاق، يقع على بُعد أكثر من 500 سنة ضوئية من الأرض. هذه الرياح، التي تبلغ سرعتها ما يقارب 33,000 كيلومتر (20,000 ميل) في الساعة، حطّمت كل الأرقام القياسية السابقة لتصبح أسرع تيارات هوائية على أي كوكب معروف حتى الآن.
الكوكب المعني، المعروف باسم WASP-127b، يعد واحدًا من العوالم الغريبة التي تُدهش العلماء بخصائصها الفريدة. يشبه هذا الكوكب في حجمه كوكب المشتري، ولكنه أقل كثافة بشكل ملحوظ، لدرجة أنه يوصف أحيانًا بأنه "كرة قطنية ساخنة" تدور في مدار قريب للغاية من نجمها.
تفاصيل الاكتشاف
قام فريق من الباحثين الأوروبيين بتحليل الطيف الضوئي المنعكس من الكوكب باستخدام أداة متقدمة على التلسكوب الكبير جدًا في صحراء أتاكاما في تشيلي. وكشفت التحليلات عن إشارتين واضحتين للمياه وثاني أكسيد الكربون، ولكنهما كانتا متناقضتين في الاتجاه، مما يشير إلى أن أجزاءً من الغلاف الجوي للكوكب تتحرك بسرعة كبيرة نحو المراقبين، بينما تتحرك أجزاء أخرى بعيدًا بنفس السرعة.
تصف الدكتورة "ليزا نورتمان"، الباحثة الرئيسية في الدراسة وأستاذة الفيزياء الفلكية بجامعة غوتنغن في ألمانيا، الاكتشاف قائلة:
"إن الإشارات التي رصدناها تُظهر أن الكوكب يمتلك رياحًا نفاثة فائقة السرعة تدور حول خط استوائه. هذه الرياح أسرع بكثير مما يمكننا تخيله حتى على أكثر الكواكب تطرفًا في نظامنا الشمسي."
مقارنة بالرياح الأرضية والكواكب الأخرى
لإدراك مدى هول هذه السرعات، يكفي أن نعلم أن أسرع رياح سُجلت على الأرض بلغت سرعتها 407 كيلومترات في الساعة، خلال إعصار ضرب جزيرة بارو الأسترالية عام 1996. حتى على كوكب نبتون، المعروف برياحه الشديدة، لا تتجاوز السرعات 1,770 كيلومترًا في الساعة، وهو ما يبدو وكأنه نسيم خفيف بالمقارنة مع WASP-127b.
بيئة الكوكب الغريبة
الكوكب نفسه غريب بحد ذاته؛ فهو يدور حول نجمه في مدار قريب جدًا، حيث يكمل دورة كاملة كل 4.2 يومًا أرضيًا فقط. يُعتقد أن الكوكب مقيد مدّيًا بنجمه، ما يعني أن جانبًا واحدًا منه يواجه النجم باستمرار، بينما يبقى الجانب الآخر في ظلام دائم. هذا التباين يؤدي إلى اختلافات شديدة في درجات الحرارة قد تصل إلى مئات الدرجات بين النهار والليل.
طقس معقد يشبه الأرض
ورغم قسوة الظروف، يشير الباحثون إلى أن الغلاف الجوي للكوكب يتميز بأنماط طقس معقدة قد تحمل بعض التشابه مع أنماط الطقس على الأرض. يقول الدكتور "في يان"، أحد مؤلفي الدراسة وعالم فلك بجامعة العلوم والتكنولوجيا في الصين:
"ما نراه هنا هو دليل على أن الكوكب يمتلك أنظمة جوية معقدة، على غرار الكواكب في نظامنا الشمسي."
دلالات الاكتشاف
من بين الاكتشافات الأخرى المثيرة، رصد العلماء مستويات متوقعة من أول أكسيد الكربون، مما ألغى الحاجة إلى نظريات معقدة حول كيفية تشكل هذا الكوكب. تشير هذه النتائج إلى أن الكوكب ينتمي إلى فئة غريبة من الكواكب الغازية ذات الكثافة المنخفضة، والتي يمكن أن تساعدنا في فهم كيفية تشكل الأنظمة الكوكبية وتطورها.
نظرة أعمق
تفتح هذه الرياح الخارقة آفاقًا جديدة لفهمنا لكيفية تأثير التيارات الهوائية على تركيب الغلاف الجوي للكواكب. كما أنها تسهم في تحسين نماذجنا النظرية حول كيفية نشوء الكواكب وتطورها، وهو ما قد يعطينا أدلة قيمة حول مصير الكواكب في نظامنا الشمسي.
اختتمت الدكتورة نورتمان تعليقها قائلة:
"هذا الاكتشاف هو خطوة كبيرة نحو فهمنا للكواكب الخارجية وعوالمها الغريبة. قد يكون WASP-127b مكانًا لا يمكننا العيش فيه، ولكنه بلا شك مليء بالأسرار التي تستحق الاكتشاف."