ذكاء اصطناعي

العلم يصدمنا مجددًا: اليوم لم يعد 24 ساعة كما كنا نظن!

العلم يصدمنا مجددًا: اليوم لم يعد 24 ساعة كما كنا نظن!
فريق العمل
فريق العمل

3 د

أكد العلماء أن الأرض تباطأت في دورانها تدريجياً مما قد يمد اليوم لـ25 ساعة مستقبلاً.

اليوم النجمي حوالي 23 ساعة و56 دقيقة، و"اليوم الشمسي" 24 ساعة لتصحيح الفرق.

تباطؤ دوران الأرض سببه المد والجزر، الجاذبية القمرية، وحركة الصفائح الجيولوجية.

قبل 4,5 مليار سنة كان اليوم 10 ساعات فقط، ويتباطأ بمرور الوقت.

قد يمتد اليوم إلى 25 ساعة بعد 200 مليون سنة، مما قد يؤثر على الحياة اليومية.

هل اعتدنا حقاً على يومٍ من 24 ساعة؟ قريباً، قد نصبح أمام تغير غير معهود! فقد أكد علماء مؤخراً، أن الأرض بدأت في إبطاء سرعة دورانها تدريجياً، الأمر الذي قد يجعل يومنا المعتاد يمتد ليصبح 25 ساعة في المستقبل البعيد.

إن فكرة الـ 24 ساعة التي نعرفها واعتدنا عليها ليست دقيقة تماماً كما يتصور البعض. فالحقيقة العلمية تشير إلى أن الدورة اليومية للأرض حول محورها (والتي تعرف باسم اليوم النجمي) تبلغ حوالي 23 ساعة و56 دقيقة و4 ثوانٍ، وليس 24 ساعة على وجه الدقة. وهنا يأتي مفهوم "اليوم الشمسي"، الفترة الزمنية بين شروق الشمس وغروبها المتتاليين، لتصحيح هذا الفرق وتحديد الساعات الأربع والعشرين التي نعيش وفقاً لها.

لكن الأمر المثير مؤخراً، يتمثل في اكتشاف العلماء حقيقة أن دوران كوكبنا الآن يتباطأ بشكل متزايد. هذه السرعة ليست ثابتة تماماً؛ فهي تتأثر بعوامل عدّة كالمد والجزر والاحتكاك الناتج عنه، الجاذبية القمرية، وحتى تغيرات باطن الأرض وحركة الصفائح الجيولوجية وذوبان الجليد في أماكن مختلفة من العالم. كل هذه التغيرات تؤدي معاً إلى إبطاء دوران الكرة الأرضية بشكل ملحوظ للغاية عند قياسها بدقة عالية.

وفي قلب هذا الحدث المذهل، نجد الجاذبية القوية للقمر كعامل رئيسي يُبطئ من سرعة دوران الأرض. فقوة الجذب القمرية تسبب ظاهرة المد والجزر، وتولد عوامل احتكاك بين صفائح الأرض الصخرية والمياه في المحيطات، مما يعمل كنوع من "الفرامل" الطبيعية. وقد أشار الباحثون إلى أن هذه القوة تتراكم على مدى ملايين السنين، مسببةً تمدّد اليوم تدريجياً.

وكان يوماً من أيام الأرض قبل حوالي 4.5 مليار سنة لا يتجاوز الـ 10 ساعات فقط! نعم صدّق أو لا تصدّق؛ فعند نشأة القمر قديماً كانت الأرض تدور بسرعة فائقة، إلا أن تأثيرات القمر على مدار ملايين السنين أدت إلى تباطؤ مستمر، حتى وصل اليوم إلى ما يقارب 20 ساعة قبل حوالي 600 مليون سنة، ووصولاً إلى 24 ساعة حالياً.

والآن، يؤكد فريق من العلماء، اعتماداً على بيانات حصلوا عليها باستخدام أجهزة قياس ليزر متطورة للغاية، أن الأرض ماضية في هذا المسار، ويوماً ما — ربما بعد 200 مليون سنة — قد يجد سكان الأرض أنفسهم أمام يومٍ من 25 ساعة كاملة!

هذا الكشف يفتح الباب لتساؤلات كثيرة عن مستقبل كوكبنا. ما الأثر المحتمل لهذا التغير في طول اليوم على أنظمتنا الحياتية؟ ربما تتغير طريقة ترتيب جداولنا اليومية، أو تؤثر في ساعة الجسم البيولوجية و"الإيقاع اليومي" لدينا، بل وربما يمتد الأمر إلى عالم الحيوان والنبات أيضاً.

ذو صلة

من الواضح أن هذه الدراسة تضعنا أمام حقيقة علمية مثيرة للغاية، وهي أن عالمنا الذي اعتدنا على استقراره وسرعة وتيرته ليس مستقراً تماماً. بالرغم من أن هذه التغيرات لا تُلاحظ بسهولة في جيلٍ واحد أو اثنين، إلا أنها تجعلنا ندرك مرة أخرى أن الأرض كوكب حي وديناميكي يتفاعل باستمرار مع محيطه.

وهذا يجعلنا نعيد النظر ربما في تعبير مثل "اليوم الثابت"، فتغيّر كهذا يُذكِّرنا دائماً أن الأرض التي نعتقد أنها ثابتة ومستقرة هي في واقع الأمر في حالة حراك مستمر بفضل القوى الطبيعية المحيطة بها. ولعل من الأفضل حين نتحدث عن اليوم مستقبلاً أن نُفضل مصطلحات مثل "اليوم المتغير" أو "المتمدد"، والتي تعكس بشكل أكثر دقة هذا الواقع الديناميكي والمتغير الذي نحيا فيه.

ذو صلة