تحذير: لا تحاول طباعته! مطور يتحدى المستحيل بإنشاء ملف PDF يفوق حجم الكون

3 د
تمكن المطور أليكس تشان من إنشاء ملف PDF بمساحة تقدر بـ 37 تريليون سنة ضوئية مربعة، متجاوزاً حجم الكون المرصود.
أصل صيغة PDF يعود لعام 1993 مع شركة أدوبي، وكانت تهدف لضمان ثبات النصوص والرسومات عبر الأجهزة.
سمحت تحديثات "أكروبات" بين 2005 و2007 نظرياً بإنشاء ملفات تصل مساحتها إلى أكثر من 145,000 كيلومتر مربع.
كشفت تجربة تشان أن بعض التطبيقات، مثل "بريفيو"، تتجاوز الحدود الرسمية الموضوعة من قبل أدوبي، مما يفتح المجال لإنشاء ملفات بأحجام غير معقولة.
في خطوة تجاوزت حدود المعقول، تمكن مطور برمجيات من ابتكار ملف PDF يتجاوز حجمه حجم الكون المرصود بأسره، مما يعيد تعريف حدود ما يمكن أن تبلغه الملفات الرقمية.
مقدمة مذهلة لعالم ملفات PDF
لطالما اقترنت صيغة الملفات المحمولة (PDF) بفكرة المستندات الخفيفة سهلة التداول، المصممة لضمان ثبات النصوص والرسومات عبر مختلف الأجهزة. غير أن تجربة جديدة كشفت أن هذه الصيغة، التي نشأت في أوائل التسعينيات، تخفي إمكانات غير محدودة خلف مظهرها البسيط. فقد استطاع مطور برمجيات يدعى أليكس تشان أن يبتكر ملف PDF بحجم هائل يفوق مساحة الكون المعروف، متحدياً بذلك جميع التصورات السابقة عن قيود الحجم الرقمي.
البدايات: عندما كانت ملفات PDF "كبيرة بما يكفي"
في عالم التقنية، اعتُبر لفترة طويلة أن أكبر ملف PDF ممكن قد يصل إلى شكل مربع تبلغ أضلاعه 381 كيلومتراً، أي ما يغطي مساحة تقارب 145,161 كيلومتر مربع — مساحة تقارب حجم اليونان أو ولاية نيويورك الأميركية. كان هذا الحد يُنظر إليه على أنه السقف الأقصى لقدرة هذه الصيغة، خاصةً حين يتم مقارنته بمساحات بلدان كاملة.
لكن أليكس تشان، المطور البريطاني، لم يكتفِ بتلك الحدود النظرية. فقد دفع بحدود التكنولوجيا إلى أقصى مداها، متسائلاً: "إلى أي مدى يمكننا حقاً توسيع حجم ملف PDF؟"
كسر الحواجز التقنية: من "أكروبات" إلى الأكوان الافتراضية
تعود فكرة ملفات PDF إلى عام 1993، حين أسس جون وارنوك، الشريك المؤسس لشركة أدوبي، هذه الصيغة لحل مشكلة توافقية النصوص والرسومات عبر الأنظمة المختلفة. ومع ذلك، وعلى الرغم من كونها ثورة في وقتها، ظلت قيود الحجم قائمة لسنوات.
مع إصدار "أكروبات 5.0" عام 2005، تم توسيع الحد الأقصى لحجم الصفحة إلى 200 × 200 بوصة. ثم، مع تحديث "أكروبات 7.0" عام 2007، تم تقديم خاصية مكنت المستخدمين من تكبير وحدة القياس الداخلية حتى 75,000 ضعف، ما أتاح نظرياً إنشاء صفحات بطول 15 مليون بوصة لكل ضلع، أي مساحة إجمالية تصل إلى 225 تريليون بوصة مربعة، وفقاً لدليل مواصفات PDF من أدوبي.
هذه التحديثات جعلت من الممكن إنشاء ملفات تغطي مساحات تتجاوز 145,000 كيلومتر مربع — إنجازاً مذهلاً بمقاييس العالم الرقمي.
التجربة التي تخطت حدود الكون
استغل أليكس تشان الفجوة بين القيود النظرية والعملية. ففي حين تفرض برامج مثل "أكروبات" حدوداً رسمية لحجم الملفات، تتيح تطبيقات أخرى مثل "بريفيو" (Preview) إمكانية تجاوز هذه الحدود.
انطلق تشان بإنشاء ملف ذي أبعاد وصلت إلى تريليون وحدة قياس، أي ما يعادل قرابة 352,778 كيلومتراً لكل ضلع، وهي مسافة تقارب المسافة من الأرض إلى القمر. ومع ذلك، لم يتوقف عند هذا الحد.
في تجربة لاحقة، وسع تشان حجم ملفه حتى وصل إلى مساحة تُقدّر بحوالي 37 تريليون سنة ضوئية مربعة — مساحة تفوق بكثير نطاق الكون المرصود. وفي تعليق طريف قال: "اعترف أن الملف معظمه فراغ، ولكن كذلك هو حال الكون. إذا أردتم، يمكنكم تجربة الملف، لكن رجاءً، لا تحاولوا طباعته."
ما بين النظرية والواقع
وفقاً لشركة أدوبي، هناك حدود فنية تعتمد على إعدادات UserUnit في ملفات PDF، إلا أن هذه الحدود تبدو نظرية أكثر منها عملية. تجربة تشان أثبتت أن من الناحية التقنية، يمكن دفع هذه القيود إلى مستويات تتجاوز أبعد تصورات المستخدم العادي.
لقد أظهرت هذه التجربة أن صيغة PDF، التي نشأت لتكون أداة بسيطة وعملية، قادرة على التكيف مع تحديات غير مسبوقة — حتى لو كان ذلك يعني تجاوز حجم الكون نفسه.
في النهاية، ما بدأ كصيغة لحفظ النصوص والرسوميات بأمان عبر المنصات المختلفة، تطور اليوم ليبرهن أن ملفات PDF قادرة على احتضان مساحات خيالية. تجربة أليكس تشان تفتح أعيننا على مرونة غير متوقعة لهذه التقنية، وتذكرنا بأن في عالم البرمجيات، حدود الممكن أبعد مما نتصور.