ترامب يتصل ببيزوس غاضبًا… مكالمة تهز علاقة البيت الأبيض بأمازون

4 د
استيقظ ترامب على تقارير تفيد بعرض أمازون تكلفة الرسوم الجمركية بوضوح.
اتصل ترامب ببيزوس معبّرًا عن استيائه واستفسر عن نوايا الشركة.
أكدت أمازون أن الخطة لم تكن جزءًا من اعتبارات الموقع الرئيسي.
تسببت القضية في نقاش سياسي واسع حول الرسوم الجمركية.
انخفضت ثروة بيزوس بمقدار 30 مليار دولار بسبب السياسات العالمية.
في تطور لافت أثار اهتمام الرأي العام الأمريكي، استيقظ الرئيس دونالد ترامب يوم الثلاثاء الماضي على خبرٍ لم يرق له إطلاقًا، إذ تواردت تقارير تفيد بأن شركة أمازون العملاقة للتجارة الإلكترونية تفكر في عرض تكلفة الرسوم الجمركية على منتجاتها بشكل واضح أمام المستهلكين الأمريكان، الأمر الذي دفع الرئيس ترامب إلى إجراء مكالمة مباشرة وسريعة مع جيف بيزوس، مؤسس أمازون وأحد كبار مليارديرات العالم.
أسباب المكالمة ودوافع الغضب
وذكر مسؤولان كبيران في البيت الأبيض، تحدثا لوسائل إعلام شرط عدم الكشف عن هويتهما، أن ترامب بدا منزعجًا وأعرب بصراحة عن استيائه من خطط الشركة، خصوصًا وأن تقريرًا سابقًا نشرته منصة «بانشبول نيوز» الإخبارية أشار إلى أن أمازون كانت تدرس إظهار كمية من تكلفة السلع التي تعود للرسوم الجمركية بجوار السعر الإجمالي للمنتج. الفكرة بدت من وجهة نظر الإدارة الأمريكية وكأنها تسعى إلى اتهام السياسات التجارية للرئيس مباشرة والتشكيك في مدى فائدتها للمواطن الأمريكي.
بعد المكالمة، خرج الرئيس ترامب ليؤكد أنه سعيد بنتائج الحوار الذي أجراه مع جيف بيزوس. وقال ترامب أمام الصحفيين في البيت الأبيض بابتسامة راضية:
"بيزوس كان لطيفًا وتعاون معنا على الفور، وقد تم حل الموضوع بسلاسة. فعلًا رجل طيب"
موقف أمازون الرسمي
ورغم هذا، فإن ممثلاً رسميًا لشركة أمازون خرج سريعًا بتصريح ليؤكد لمحطة سي إن إن، أن هذه الخطط لم تكن أصلًا ضمن اعتبارات الشركة بالنسبة للموقع الرئيسي (Amazon.com)، ولم يتم تنفيذ أي شيء من هذا القبيل على أي من المواقع التابعة للشركة. وأضاف المصدر نفسه أن الشركة بالفعل درست إمكانية إظهار تكاليف الاستيراد لموقعها الفرعي «Haul» المتخصص في بيع منتجات تحت 20 دولارًا، إلا أن هذه الفكرة لم تُطبق رسميًا ولم تُعتَمد من الإدارة العليا.
اتهامات رسمية من البيت الأبيض تجاه أمازون
لكن الأمور لم تتوقف عند المكالمة فحسب. إذ تفاعلت مسؤولة المكتب الإعلامي للبيت الأبيض، كارولين ليفيت، مع القضية، مضيفةً أن الخطوة التي فكرت بها أمازون "تحمل دوافع سياسية وعدائية ضد الحكومة". وهو ما أكده أيضًا وزير التجارة هاورد لوتنيك، الذي أوضح في حديث مع محطة CNBC الإخبارية، أن هذه الطريقة في عرض التكلفة تهدف بوضوح إلى التضليل وإيهام المستهلكين الأمريكيين بأن ارتفاع الأسعار يعود إلى سياسات التعرفة الجمركية التي فرضها ترامب.
ردود فعل سياسية داعمة ومعارضة
من ناحية أخرى، تسبب الموقف في إثارة جدل سياسي واسع النطاق. وعلى عكس الإدارة الأمريكية، قام السيناتور الديمقراطي البارز تشاك شومر، زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ، بتشجيع الشركات الكبرى على أن توضح صراحةً لمواطني الولايات المتحدة تكاليف الرسوم الجمركية وكيف تؤثر بشكل مباشر على قدرتهم الشرائية وظروف معيشتهم اليومية. وقال شومر في خطاب حماسي أمام مجلس الشيوخ:
"يستحق الناس لدينا أن يعرفوا بالضبط كيف تؤثر سياسات الحكومة على جيوبهم. يجب إظهار التكلفة الحقيقية التي يتحملها المواطن نتيجة هذه الرسوم."
أمازون والسياسة.. علاقة متغيرة
بجانب كل ذلك، أكد مراقبون سياسيون أن جيف بيزوس حرص مؤخرًا على توثيق علاقاته بالرئيس ترامب خاصةً في فترة ولايته الثانية. ففي إشارة لسعيه إلى تحسين التواصل المباشر مع الإدارة الأمريكية، تبرع بيزوس بمبلغ كبير بلغ مليون دولار لحفل تنصيب ترامب، وأنتجت شركته أيضًا فيلمًا وثائقيًا خاصًا بالسيدة الأولى ميلانيا ترامب. كما اجتمع بيزوس وترامب سابقًا في البيت الأبيض، وتحدث ترامب مؤخرًا عن علاقته الجيدة ببيزوس خلال مقابلة مع مجلة «ذا أتلانتيك».
تأثير سياسات ترامب على قطاع التجارة الإلكترونية
يُذكر أن شركات مشابهة مثل «شين» و«تيمو»، المعتمدة بشكل أساسي على البضائع الصينية، أعلنت بوضوح ارتفاع أسعار منتجاتها وفرض رسوم استيراد إضافية. وكانت هذه الشركات قد أكدت أن السبب في ذلك يرجع بصورة رئيسية إلى الرسوم الجمركية التي فرضتها الإدارة الأمريكية. في هذا الصدد، أكد بعض الخبراء أن شركات التجزئة الإلكترونية تشعر بمخاوف متزايدة بسبب التأثير السلبي الذي يمكن أن تلحقه هذه التعريفات التجارية بقطاع الأعمال بشكل عام.
انخفاض غير مسبوق في ثروة بيزوس
وعلى صعيد آخر، تشير تقارير بلومبرغ إلى انخفاض ثروة جيف بيزوس بحوالي 30 مليار دولار منذ بداية هذا العام، ويرجع ذلك جزئيًا إلى السياسات الجمركية التي طبقها ترامب إضافةً إلى التراجع العام الذي شهده السوق المالي الأمريكي خلال الأشهر الأخيرة.
لينتهي الأمر بهذه التطورات إلى إعادة فتح نقاش واسع حول الأثر الاقتصادي الحقيقي لسياسات التعرفة الجمركية، وما إذا كانت خطوات مثل خطوات أمازون المقترحة يمكنها مساعدة المواطن الأمريكي على فهم ما يدور حقًا وراء الكواليس فيما يتعلق بفواتير مشترياته اليومية.