ذكاء اصطناعي

جهاز OpenAI وجوني آيف المنتظر في مهب الريح: مشاكل “الشخصية” و”الخصوصية” تؤجل الإطلاق

مجد الشيخ
مجد الشيخ

3 د

يتأخر إطلاق الجهاز الذكي لشركة OpenAI وجوني آيف حتى عام 2026 بسبب "عُقد تقنية".

يسعى المشروع لدمج الذكاء الاصطناعي بالتصميم الصناعي لإنشاء "رفيق ذكي" ودود.

يسعى الفريق لضبط تفاعل المساعد الذكي بأسلوب إنساني والتغلب على القضايا التقنية المتعلقة بالصوت.

يواجه المشروع تحديات الخصوصية والاستماع الدائم، مما يستدعي حلول أمان متقدمة.

يتطلب الإنتاج الواسع لجهاز AI توازنًا بين الابتكار والربحية بسبب تكاليف التشغيل العالية.

يبدو أن رحلة التعاون بين شركة OpenAI والمصمم الشهير جوني آيف – العقل الإبداعي وراء تصميم أجهزة أبل لسنوات طويلة – تمرّ بمرحلة مليئة بالتحديات التقنية التي قد تؤخر إطلاق أول جهاز ذكي لهما حتى عام 2026. فبحسب ما نقلته صحيفة فايننشال تايمز، لا تزال هناك «عُقد تقنية» لم تُحل بعد، وهو ما قد ينعكس على الجدول الزمني الطموح لهذا المشروع المنتظر.

وهذا الانتظار يثير فضول المراقبين، خصوصاً أن المشروع يُعدّ محاولة لابتكار جيل جديد من الأجهزة التي تدمج الذكاء الاصطناعي بالتصميم الصناعي في منتج ملموس يختلف عن البرمجيات المعتادة التي اشتهرت بها OpenAI.


التحديات التقنية بين الصوت والشخصية

واحدة من العقبات التي ما زال الفريقان يحاولان تجاوزها تتعلق بالطريقة التي سيتفاعل بها المساعد الذكي مع المستخدمين، سواء من حيث الصوت أو أسلوب الحديث. فالمصادر تشير إلى أن الهدف هو ابتكار «رفيق ذكي» ودود لا يشبه المساعدات الصوتية الباردة، ولا ينزلق إلى الشخصية المصطنعة للمحادثات العاطفية. هذه المعادلة الدقيقة بين الطبيعة البشرية والتقنية تمثّل جوهر التجربة التي يسعى الفريق إلى ضبطها بعناية.

وهذا بدوره يفتح باباً لمخاوف أخرى أكثر حساسية تتعلق بالخصوصية.


هاجس الخصوصية والتشغيل الدائم

من بين القضايا الساخنة التي يواجهها المشروع، مسألة أن يكون الجهاز في حالة استماع دائم لما يدور حوله. فبينما يعِد هذا النهج بتجربة تفاعلية أكثر سلاسة، إلا أنه يثير تساؤلات جوهرية حول حماية البيانات الشخصية وكيفية تخزين التسجيلات الصوتية أو تحليلها. ويتوقع محللون أن تضطر OpenAI إلى تبني أنظمة أمان قوية وتشفير متقدّم لضمان الطمأنينة للمستخدمين.

وإلى جانب الجوانب الأمنية، يظهر تحدٍ آخر لا يقل أهمية مرتبط بالجانب المالي والتشغيلي.


ميزانية ضخمة وحذر استثماري

تشير التقارير إلى أن الإنتاج الواسع لجهاز مدعوم بالذكاء الاصطناعي يتطلّب قدرة حوسبة هائلة وتكاليف تشغيل باهظة. لذلك تبدو الميزانية المخصّصة للمشروع أحد عناصر القلق داخل الشركة، خاصة في ظل رغبتها في تحقيق توازن بين الابتكار والربحية. وترى بعض المصادر أن OpenAI تسعى إلى نموذج تصنيع أكثر فاعلية من حيث التكلفة، لتجنب مصير مشاريع مشابهة فشلت تجارياً مثل جهاز Humane AI Pin، الذي توقّف إنتاجه بعد فترة قصيرة من إطلاقه.

وهنا تعود الأنظار إلى ملامح المنتج نفسه وما يمكن أن يقدمه فعلياً للمستهلكين.


جهاز صغير بدون شاشة ورؤية طموحة

ذو صلة

الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، سام ألتمان، كان قد لمح في وقت سابق إلى أن الجهاز المرتقب سيكون صغير الحجم، واعياً بمحيطه، وربما من دون شاشة تفصل المستخدم عن التجربة الطبيعية. هذا التوجه يعكس رغبة في تجاوز مفهوم «الهاتف أو القابل للارتداء» نحو فئة جديدة من الأجهزة تمزج الإدراك الاصطناعي بالبديهية البشرية. ومع ذلك، تبقى التفاصيل الدقيقة حول الشكل النهائي وطبيعة الاستخدام غامضة حتى الآن.

وفي ختام المشهد، يبدو أن OpenAI وجوني آيف يواجهان تحدياً مزدوجاً: الحفاظ على طموح الابتكار، ومواجهة الواقع التقني المعقّد. وبينما يتوق عشّاق التكنولوجيا لليوم الذي يكشف فيه النقاب عن هذا الجهاز الغامض، يبقى السؤال الأبرز: هل سينجح الثنائي في تقديم منتج يغيّر علاقتنا بالأجهزة الذكية، أم ستبقى الفكرة على رفّ الأحلام مؤقتاً؟

ذو صلة