شراكة جديدة بين OpenAI وأحد موردي آبل لتطوير جهاز AI بحجم الجيب بعد الاستحواذ على شركة جوني آيف الناشئة

3 د
أعلنت OpenAI عن شراكة مع Luxshare لتطوير جهاز ذكي يحاكي التفاعل مع الذكاء الاصطناعي.
الجهاز المتوقع سيجمع بين خبرة الآيف في التصميم ورؤية ألتمان في الذكاء الاصطناعي.
يسعى المشروع لإعادة تعريف علاقة الإنسان مع التقنية عبر جهاز ذكي يمكن حمله.
التكامل السلس مع خدمات السحابة يعزز فرص نجاح الجهاز في الأسواق.
ستشهد السوق منافسة قوية خاصة مع ارتباط المشروع باسم جوني آيف الشهير في التصميم.
أعلنت شركة OpenAI عن شراكة جديدة مع شركة Luxshare، المورّد الصيني المعروف بعمله مع آبل في تجميع أجهزة مثل AirPods، وذلك لتطوير جهاز ذكي "بحجم الجيب" مخصص للتفاعل مع نماذج الذكاء الاصطناعي. تأتي هذه الخطوة بعد أشهر قليلة من استحواذها على شركة LoveFrom AI التي أسسها المصمم الشهير جوني آيف، مما يضع المشروع الجديد في بؤرة اهتمام صناعة التقنية العالمية ويثير تساؤلات حول مستقبل أجهزة الذكاء الاصطناعي الشخصية.
جذور المشروع وملامحه الأولى
تعود فكرة الجهاز إلى رغبة متنامية في صناعة التقنية لتحويل الذكاء الاصطناعي من واجهات نصية وشاشات إلى تجارب ملموسة يمكن حملها واستخدامها بسهولة. بعد بناء نماذج مثل GPT-4، أصبح التحدي هو واجهات الاستخدام: كيف يمكن جعل المحادثات مع الذكاء الاصطناعي طبيعية وسريعة وتشبه التفاعل مع جهاز شخصي خاص، لا مجرد تطبيق.
الجهاز المنتظر - والذي لم يُكشف بعد عن شكله النهائي أو موعد طرحه - يُتوقع أن يأتي في منافسة مباشرة مع الهواتف الذكية والأجهزة المساعدة مثل نظارات الواقع المختلط. التعاون مع Luxshare يضمن قدرة إنتاجية كبيرة وجودة تصنيع مماثلة لتلك التي تتمتع بها منتجات آبل، ما يعزز من احتمالية وصول الجهاز للأسواق بشكل فعّال.
- من المتوقع أن يعتمد الجهاز على التكامل السلس مع خدمات الذكاء الاصطناعي السحابية.
- قد يقدم بديلاً أصغر وأخص للمستخدم من الهاتف الذكي.
- المشروع يجمع بين خبرة آيف في التصميم ورؤية ألتمن في الذكاء الاصطناعي.
- لم تُعلن الشركة أي تفاصيل تتعلق بالسعر أو موعد الإطلاق.
— تصريح من بيان OpenAI الرسمي
"نسعى إلى إعادة تعريف علاقة الإنسان مع التقنية عبر جهاز مخصص للذكاء الاصطناعي."
ما الذي قد يعنيه الجهاز للمستخدم والسوق؟
بالنظر إلى السياق، فإن الأجهزة المحمولة القائمة على الذكاء الاصطناعي قد تغيّر شكل التفاعل الرقمي كما فعلت الهواتف الذكية سابقًا. السؤال الأهم ليس في "قدرة التقنية" بل في مدى حاجة المستخدم فعلاً لجهاز جديد في جيبه. السوق اليوم مزدحم بالأجهزة المتصلة، من الهواتف والساعات إلى سماعات الواقع المعزز. القيمة الحقيقية لهذا المنتج قد تكمن في كونه وسيطًا أكثر طبيعية مع خدمات الذكاء الاصطناعي، بدلًا من كونه مجرد شاشة إضافية.
بعض التحليلات ترى أن هذه الخطوة قد تكون بداية منافسة مباشرة مع شركات مثل Meta وGoogle اللتين تستثمران في أجهزة مدعومة بالذكاء الاصطناعي. وبينما يظل المشروع غامض الملامح، فإن ارتباطه باسم جوني آيف كفيل بجعل التوقعات مرتفعة لأقصى الحدود. فعندما يتعلق الأمر بالتصميم، التاريخ يشهد أن المنتجات التي يقف خلفها عادةً ما تُلهم الصناعة بأكملها.
يرى مراقبون أن توجه OpenAI نحو الأجهزة يذكّر بتحول شركات الإنترنت الكبرى نحو أنظمة متكاملة تجمع بين الأجهزة والخدمات، كما فعلت غوغل حين أطلقت هواتفها "بيكسل". هذه الاستراتيجية تفتح الباب أمام تكامل أفضل للذكاء الاصطناعي مع الحياة اليومية وتجعل المستخدم مرتبطًا بالنظام البيئي للشركة أكثر من أي وقت مضى.
ومن المثير أن هذه الأخبار تأتي بعد تقارير سابقة حول إطلاق متجر GPTs من OpenAI، وهو ما قد يمهّد لتكامل مباشر بين أجهزة الشركة القادمة وتطبيقاتها البرمجية في سوق يتميز بسرعة التغيير وكثرته.
ما القادم في مستقبل أجهزة الذكاء الاصطناعي؟
إذا صدقت التوقعات وتمكّنت OpenAI من تقديم جهاز يمكن أن يستبدل جزءًا من استخدام الهاتف الذكي، فقد نشهد موجة جديدة من أجهزة الذكاء الاصطناعي المخصصة، على غرار ما حدث مع الساعات الذكية أو سماعات الأذن اللاسلكية في بدايتها. الأهم أن السوق قد لا يحتمل سوى بضع منصات كبرى ناجحة، ما يعني أن الطريق أمام الشركة مليء بالتحديات والمنافسة الضارية. السؤال المطروح اليوم: هل نقترب من حقبة تصبح فيها محادثة الذكاء الاصطناعي جزءًا من تفاصيل حياتنا اليومية – بقدر ما أصبح الهاتف الذكي جزءًا من اليد؟