دراسة جديدة: الأرض كانت غير صالحة للحياة… حتى جاء التصادم الذي صنع القمر!

2 د
تشير الدراسة إلى أن الأرض الأولى كانت صخورًا جافة قبل ظهور القمر.
اصطدام ضخم مع جسم يُدعى "ثيا" شكّل القمر وغيّر مستقبل الأرض.
الاصطدام جلب عناصر حيوية للأرض مثل الماء والهيدروجين.
تشير النتائج إلى أن الكواكب الشبيهة بالأرض قد تكون نادرة في الكون.
تذكير بأهمية الحوادث الكونية النادرة في نشوء الحياة على الأرض.
من كان يتخيل أن كوكبنا في بدايته لم يكن يصلح للحياة؟ دراسة علمية حديثة تقترح أنّ الأرض الأولى كانت كوكباً جافاً وصخرياً بلا محيطات ولا مقومات أساسية للحياة، حتى وقع الاصطدام الهائل مع جرم سماوي يُعرف باسم "ثيا" قبل أكثر من 4.5 مليار سنة، الاصطدام نفسه الذي شكّل القمر وأعاد كتابة مستقبل الكوكب إلى الأبد.
وهذا الربط بين جفاف الأرض المبكرة والانفجار الكوني الذي أنشأ القمر يثير أسئلة عميقة حول ندرة الحياة في الكون.
تشير النتائج إلى أنّ الأرض استغلّت فترة قصيرة نسبياً، لا تتجاوز ثلاثة ملايين عام بعد نشأة النظام الشمسي، لتتكوّن من مواد فقيرة بالعناصر المتطايرة مثل الهيدروجين والكربون والكبريت. هذه العناصر تُعد حجر الأساس لأي صورة من صور الحياة. مقارنةً بجيرانها القريبين مثل الزهرة وعطارد والمريخ، بدت الأرض حينها كوكباً بلا فرص حقيقية لظهور بيئة حية.
وهنا تتضح أهمية السؤال: ما الذي جعل الأرض مغايرةً لكل هذه العوالم القاحلة؟
الباحثون يعتقدون أنّ التغيير الجذري جاء نتيجة الاصطدام العملاق مع جرم بحجم المريخ يُدعى "ثيا". هذا الحدث الكوني ألقى بكميات هائلة من المواد في مدار الأرض، ما أدى في النهاية إلى تكوين القمر. لكن الأهم أنّ ثيا جاء محمّلاً بمخزون من العناصر المتطايرة وربما الماء نفسه، ساهم في تزويد الأرض بمكوناتها الجديدة. ومع أن الحرارة الهائلة الناتجة عن التصادم تبخرت جزءاً من هذه المواد، إلا أنّ ما تبقى كان كافياً لتتحول الأرض تدريجياً إلى كوكب "مبتل" قادر على إنبات الحياة.
وهذا يربط بين تكوين القمر وظهور الماء، أحد أهم شروط الحياة كما نعرفها.
ما يجعل النتيجة مثيرة أن هذه العملية ليست أمراً شائعاً. فتصادم بهذا الحجم، مع جرم جاء على الأرجح من مناطق بعيدة عن "خط الجليد" في النظام الشمسي، يبدو حدثاً استثنائياً. معنى ذلك أن الكواكب الشبيهة بالأرض قد تكون أكثر ندرة مما كنا نتصور، وأن وجود قمر ضخم مثل قمرنا شرط نادر لتوازن مناخي طويل الأمد يمهّد للحياة المعقدة.
وهذا يفتح الباب لتفسير محتمل لسرّ "مفارقة فيرمي": لماذا لم نجد بعد حضارات فضائية متقدمة رغم اتساع الكون؟
بحسب الباحثين، ربما تُظهر الكواكب البعيدة بعض آثار الماء أو الكربون، لكنها في الغالب بيئات قاحلة لا تسمح إلا للكائنات الدقيقة – إن وُجدت – بالبقاء. بينما الأرض، بفضل الاصطدام العنيف وتحولها الكيميائي، أصبحت حضانة فريدة للكائنات المعقدة والذكاء البشري الذي يفكر اليوم في أصل هذا كله.