ذكاء اصطناعي

دراسة مذهلة: قلب الأرض مفتاحنا لفهم أسرار كواكب أخرى

دراسة مذهلة: قلب الأرض مفتاحنا لفهم أسرار كواكب أخرى
فريق العمل
فريق العمل

3 د

تساعد عواصف الأطلسي في فهم الكواكب الأخرى بفضل موجات زلزالية صغرى.

تقطع الموجات مسافات هائلة عبر الأرض للوصول إلى محطات رصد خاصة بأستراليا.

توفر هذه الموجات طريقة لدراسة الكواكب الباردة دون نشاط زلزالي.

تطوير مصفوفات زلزالية حساسة ضروري لاكتشاف هذه الموجات الهشة.

هل تخيلت من قبل أن عواصف شتوية شديدة في المحيط الأطلسي يمكنها أن تساعدنا في فهم كواكب أخرى بعيدة ومحيّرة؟ ربما يستغرب البعض هذا، لكن دراسة حديثة من الجامعة الوطنية الأسترالية جعلت هذا الأمر واقعاً ملموساً! إذ توصل العلماء إلى أن الموجات الزلزالية الناتجة عن عواصف محيطية قوية تستطيع السفر لمسافات هائلة عبر نواة الأرض، مُقدمة لنا طريقة غير مسبوقة لفهم المكونات الداخلية ليس فقط لكوكبنا، بل وربما لعوالم أخرى في كوننا أيضاً.

ولشرح الأمر ببساطة؛ تحدث خلال العواصف العنيفة موجات دقيقة جداً تسمى "الموجات الزلزالية الصغرى" أو "PKP waves"، تلك الموجات الزلزالية تنطلق من مناطق مثل غرينلاند وشواطئ نيوفاوندلاند في شمال الأطلسي، لتقطع رحلة طويلة عبر نواة الأرض، قبل وصولها في نهاية المطاف إلى قارة أستراليا، تحديداً إلى محطات رصد متطورة تم تصميمها خصيصاً لالتقاط هذه الإشارات الرقيقة. وقد طور الباحثون من الجامعة الوطنية الأسترالية مصفوفات لولبية الشكل من أجهزة قياس الزلازل في مناطق نائية في ولايتي كوينزلاند وغرب أستراليا، مما مكنهم من تسجيل هذه الموجات بوضوح غير مسبوق.

وهذه النتائج لا تقتصر أهميتها على معرفة الداخل الأرضي فقط، فهي تفتح الباب واسعاً أمام تطبيقات أخرى ربما تكون ذات أثر كبير في مجال استكشاف الفضاء البعيد. فهذه الطريقة صالحة أيضاً لدراسة كواكب وأقمار جليدية قد لا تشهد نشاطاً زلزالياً أو بركانياً واضحاً، مما يُمكِّن علماء الفلك من معرفة إذا كانت هذه الأجسام تحتوي على نواة أم لا دون الحاجة للانتظار لزلزال أو بركان، كما يوضح الطالب الباحث أبهاي باندي، أحد المشاركين في الدراسة.

وهذا يأخذنا خطوة أبعد في كيفية رصد الأرض والكواكب الأخرى: فمن خلال تتبع هذه الإشارات الدقيقة، يستطيع الباحثون رسم خرائط للتركيبة الداخلية للكواكب التي قد تبدو ساكنة ظاهرياً، لكنها تحمل في أعماقها طبقات متعددة من المواد والمعادن، تماماً كما هو الوضع على الأرض.

ولا شك أن اكتشاف مثل هذه الإشارات الصغيرة ليس مهمة سهلة؛ فهذه الموجات الزلزالية الصغرى التي تنشأ من تفاعل موجات المحيط مع سطح الأرض الصلب تُعتبر هشة جداً، وغالباً ما تمر دون أن تُلاحظ. من هنا تبرز أهمية المصفوفات الزلزالية المزودة بتطبيقات حديثة وأجهزة دقيقة ومتطورة جداً، نجح الفريق البحثي في توظيفها في أماكن هادئة ومعزولة جغرافياً، بحيث تُوفر الظروف المثالية للكشف عن هذه الموجات بدقة استثنائية.

ذو صلة

وهكذا أصبح بإمكان التقنية الجديدة الآن أن تلعب دوراً مهماً في استكشاف الكواكب البعيدة وأقمارها، وهو ما يشير إليه الأستاذ هرفويه تكالشيتش، أحد المشاركين الرئيسيين في البحث. إذ يرى تكالشيتش أن هذه الطريقة المبتكرة يمكن أن تُطبَّق على نطاق واسع في المهمات القادمة إلى الفضاء، خاصة وأن بعض الكواكب والأقمار تفتقر لأنظمة تكتونية أو براكين، مما يجعل فهم مكوناتها أمراً صعباً بطرق الرصد التقليدية.

ويبقى القول أن هذه الدراسة تُشكل خطوة نوعية في مجالنا الحالي لاستكشاف الفضاء والكواكب الأخرى، إلا أنه يمكن مستقبلاً إضافة توضيحات أكثر للربط بين الزلازل الصغرى ونوعيات التكوينات الداخلية في مختلف الأجرام السماوية، مما يمنح القراء صورة أوضح قوة وتأثير هذه التقنية الجديدة. وسيكون اختيار كلمات ومرادفات أكثر قوة ودقة جانباً مساعداً لتعزيز جمالية النص وجذب القراء بسهولة أكبر. فمن يدري، ربما تكون عواصف محيطنا الأطلسي قادرة على فتح بوابات جديدة في فهمنا للكون بأكمله!

ذو صلة