زلة “زيت” من سام ألتمان تثير السخرية: هل يدير OpenAI كما يدير مطبخه؟

حين يجتمع عالم التكنولوجيا مع مطبخ منزلي بسيط، تظهر مواقف قد تثير الدهشة رسمت الابتسامة أو حتى أثارت الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي. هذه المرة كانت من نصيب سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لـ OpenAI والشخصية الشهيرة في عالم الذكاء الاصطناعي، والذي فاجأ متابعيه من خلال استخدامه اللافت للانتباه لزيت الزيتون الفاخر.

ففي مقابلة لطيفة وطريفة نُشرت مؤخرًا في فقرة "غداء مع الفايننشال تايمز"، قام ألتمان بتحضير طبق من الباستا والثوم وسلطة جانبية في مطبخه الخاص، وخلال هذه العملية ظهر تصرف أثار استغراب محبي فن الطهي. ونظرًا لانشغاله بالشؤون التقنية والمتعلقة بتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي ومطالبته مؤخرًا بتعديل قوانين حقوق الملكية الفكرية في الولايات المتحدة، يمكن تفهم عدم إتقانه لفنون الطبخ بشكل كامل، إلا أن الخطأ كان واضحاً وطريفاً.

قام ألتمان باستخدام زيت الزيتون من ماركة Graza، وهي علامة شهيرة تقدم نوعين مميزين من زيت الزيتون في عبوتين مختلفتين: الأولى تُستخدم للطبخ تحت اسم "Sizzle"، والثانية للنكهة والتتبيل بعد الانتهاء من الطبخة تحت اسم "Drizzle". وهنا حدثت المشكلة — إذ قام ألتمان عن طريق الخطأ باستخدام زيت "Drizzle" الفاخر المخصص فقط للتتبيل النهائي، في طهي الثوم على النار!

ولوضع القارئ بصورة الواقعة، تخيل شراءك لريحان طازج، ثم تستخدمه في القلي مع الثوم بدلاً من تزيين الطبق به لاحقاً، أمرٌ قد يبدو إهداراً لمواد عالية الجودة، كحرق أوراق نقود لإشعال النار. وبالفعل، لاقت هذه الواقعة الكثير من التعليقات الساخرة والمرحة عبر مواقع التواصل، حيث شبه البعض تصرف ألتمان بسلوك الشركات الناشئة في وادي السيليكون التي تحرق الأموال دون حساب.

والسؤال الذي قد يتبادر إلى ذهنك عزيزي القارئ: هل يمكن لأخطاء المطبخ أن تعطي لمحة عن طريقة إدارة الأموال في الشركات التقنية الكبرى؟ ربما تكون المقارنة مبالغة بعض الشيء. لكن من المثير تذكيرك أن شركة OpenAI التي يرأسها ألتمان حصلت مؤخرًا على تمويل عملاق وصل لـ40 مليار دولار، ولكنها لا تزال تواجه خسائر ضخمة تقارب خمسة مليارات دولار في العام الماضي وحده، بل وتخسر أموالاً من خلال خطتها المدفوعة الشهيرة "ChatGPT Pro" التي تكلف 200 دولار شهريًا.

وفي حين أن استخدام الزيت الخاطئ لن يفسر أزمة مالية، أو إجراءات معقدة في اتخاذ القرار الاقتصادي أبدًا، إلا أنه موقف صغير يحمل مدلولات رمزية. وربما تكون هذه الحادثة تذكيرًا للشركات والقادة في مجال التقنية بضرورة الانتباه للتفاصيل الصغيرة، سواء في المطبخ أو في غرفة الاجتماعات.

وبعيداَ عن المزاح والتشبيهات، ربما كان بإمكاننا استخدام وصف أقوى وأكثر وضوحاً لتصرف ألتمان بدل استخدام لفظة "خطأ"، كأن نقول أنه "إهدار واضح" أو "سوء استخدام" مما يُبرز أكثر معنى التصرف وأثره في تشكيل الانطباع العام لدى المتابعين. وبالطبع، هذه مجرد وجهة نظر يمكن الأخذ بها أو تعديلها قليلًا للمسة أوضح.

في نهاية اليوم، يبقى سام ألتمان شخصية بارزة في عالم التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، وحتى لو أخطأ في استخدام زيت الزيتون، فإن هذا لن يُقلل من تأثيره الكبير في قطاع أصبح من المحاور الأساسية في الحياة الحديثة. وبغض النظر عن هذا الخطأ اللطيف والطريف، سيظل الجمهور مهتماً بآخر أخباره وخطواته الإدارية والتكنولوجية المقبلة.