ذكاء اصطناعي

صديق إيلون ماسك يدّعي الفوضى في جوهانسبرغ… وGrok يُكذّب الرواية

صديق إيلون ماسك يدّعي الفوضى في جوهانسبرغ… وGrok يُكذّب الرواية
مجد الشيخ
مجد الشيخ

2 د

شارك إيلون ماسك رسالة تصور جوهانسبرج بشكل كارثي مبالغ فيه.

أظهر مستخدمو التواصل الاجتماعي بالحجج والفيديوهات أن الوضع مختلف تمامًا.

نفت الردود ارتفاع سعر الخبز وأكدت تشغيل إشارات المرور في المدينة.

رأى المواطنون في الادعاءات إجحافًا بحق مدينتهم وأوضحوا أحوالها الحقيقية.

تظهر أهمية تحري الدقة قبل نشر معلومات غير موثوقة ومغلوطة عن المدن.

حين تشارك شخصية بحجم إإيلون ماسك معلومة أو رسالة من أصدقائه، عادةً ما تحظى بكثيرٍ من الاهتمام والتدقيق. وهذا ما حصل مؤخراً عندما نشر ماسك على منصة "X" (تويتر سابقاً) رسالة لصديق يزور مدينة جوهانسبرج في جنوب إفريقيا، يصوّر فيها وضع المدينة بشكلٍ كارثي مبالغ فيه. الرسالة المثيرة للجدل ادعت تعطل كافة إشارات المرور، وأن سعر رغيف الخبز الواحد وصل إلى 50 دولاراً أمريكياً (أي حوالي 1000 راند جنوب إفريقي)، إضافةً إلى حديث عن فساد مستشرٍ في القطاع الصحي وتدهور مخيف في البنية التحتية للمدينة بأكملها.

لكن سرعان ما تصدى مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي في جنوب إفريقيا والحساب الآلي "Grok" لهذه الادعاءات. فقد أوضحوا عبر مقاطع فيديو حية من شوارع جوهانسبرج أن الحقيقة تختلف تماماً عن صورة الفوضى التي رسمها صديق ماسك. فمن خلال هذه الفيديوهات بدا واضحاً أن إشارات المرور تعمل بصورة طبيعية وهادئة في معظم مناطق المدينة.

وهذا الرد الفوري والواضح لم يقتصر على إشارات المرور فقط، بل امتد أيضاً إلى مزاعم حول ارتفاع سعر الخبز. إذ أوضح "Grok"، الروبوت الآلي الذكي التابع لشركة "X"، بعد طلب أحد المستخدمين منه التأكد من هذه المعلومة، أن متوسط سعر رغيف الخبز في جنوب إفريقيا يتراوح فعلياً بين 16 و19 راند فقط (حوالي 0.83 إلى 0.98 دولار أمريكي). واستعرض أيضاً اختلاف الأسعار الطفيف من مدينةٍ إلى أخرى وحسب المتاجر، مؤكداً عدم وجود بيانات موثوقة تدعم فكرة ارتفاع سعر الخبز إلى 1000 راند.

ومن اللافت للنظر، كيف استقبل مواطنو جوهانسبرج تلك الادعاءات التي رأوا فيها إجحافاً بحق مدينتهم. فهناك من عرض التطوع للقيادة في أحياء المدينة خلال بث حي، ليؤكد للعالم أن مدينتهم في حالة جيدة وليست على صورة الكارثة التي تم تصويرها للجمهور العالمي من قبل صديق إيلون ماسك. وأجمعت هذه الردود بلهجةٍ لا تخلو من العتب الأنيس، على أن هذه المزاعم تعبّر عن مبالغةٍ أو ربما سوء فهمٍ للواقع.

ذو صلة

وهذا النقاش يجعلنا نتساءل مرةً أخرى عن المسؤولية الكبيرة التي يتحملها المشاهير حين يروجون لمعلوماتٍ قد تكون غير دقيقة دون التأكد منها، إذ إن نشر معلومات مغلوطة يمكن أن يسهم بسهولة في خلق مفاهيم خاطئة عن بلدان وشعوب بأكملها.

يبقى من المهم للقارئ، الذي قد يتفاعل مع مثل هذه المنشورات، أن يتحرى الدقة جيداً وأن يرجع لمصادر متعددة موثوق بها، بدلاً من الاعتماد على صورة موحدة أو رواية واحدة تقدم واقعاً غير مكتمل أو مبالغ فيه. وتكمن المهمة الأكثر حساسية في مسؤولية الشخصيات العامة، كإيلون ماسك، في التأكد من كل معلومة قبل تعميمها، فالملايين يتابعونهم باهتمام وينقلون عنهم الأخبار بتلقائية وسلاسة دون تدقيق، مما يضاعف مسؤوليتهم الاجتماعية أمام العالم.

ذو صلة