ذكاء اصطناعي

صليب أينشتاين يتكسر… صورة خامسة تكشف هالة المادة المظلمة

محمد كمال
محمد كمال

3 د

رصد العلماء تشكيل "الصليب الأينشتايني" مع صورة خامسة غير مألوفة في المركز.

يُعتقد أن هذه الصورة الخامسة تشير إلى وجود هالة ضخمة من المادة المظلمة.

البروفيسور كيتون أكد أن الكتلة غير المرئية تساهم في ظهور الصورة الخامسة.

النماذج الحاسوبية دعمت فكرة أن المادة المظلمة تؤثر في الظواهر الكونية.

في مفاجأة فلكية أربكت العلماء، رُصد تشكيل كوني نادر يُعرف باسم "الصليب الأينشتايني"، نسبةً إلى العالم ألبرت أينشتاين، لكنه جاء هذه المرة مع إضافة غير مألوفة: صورة خامسة في المركز، إلى جانب الصور الأربع المعهودة. السؤال الذي طُرح فوراً: ما الذي يخفيه هذا المشهد الكوني؟ الجواب المبدئي الذي قدمه الباحثون هو احتمال وجود هالة ضخمة من المادة المظلمة تحيط بالمجرات المتدخلة في هذه الظاهرة.

المشهد الكوني بدا للباحثين أولاً وكأنه خلل في أجهزة الرصد، لكن اتضح لاحقاً أن البيانات سليمة. هنا يربط العلماء بين طبيعة العدسات الجاذبية، التي تنحني معها الأشعة الكونية تحت تأثير الزمكان، وبين ظهور أنماط ضوئية غير معتادة.


ما هو الصليب الأينشتايني ولماذا يُعد نادراً؟

يُعرف "الصليب الأينشتايني" بأنه تشكّل سماوي يحصل عندما يمر ضوء من مجرة بعيدة خلف مجرة أو مجموعة مجرات أقرب إلينا. بفعل قوة الجاذبية الهائلة للمجرة الأمامية، ينحني الضوء ويظهر على شكل أربع نسخ متطابقة للمصدر البعيد تتوزع على زوايا قائمة. الأمر يشبه عدسة طبيعية في الفضاء. لكن في هذه الحالة، ظهر ضوء خامس في المركز، ما أثار الفضول العلمي.
وهذا يربط بين النظرية التقليدية للعدسات الجاذبية وبين الحاجة إلى فرضيات أوسع تشرح التغيرات غير المتوقعة.


العلماء يواجهون المفاجأة

البروفيسور تشارلز كيتون وفريقه في جامعة روتجرز، ومعهم عالم الفلك الفرنسي بيير كوكس، تأكدوا أن ظهور صورة خامسة لا يمكن تفسيره إلا بوجود كتلة غير مرئية. عندها اتجهت الأنظار نحو الهالات المظلمة التي لطالما افترضها الفيزيائيون كمصادر ذات جاذبية قوية لكن من دون إشعاع ضوئي. كوكس اكتشف الظاهرة أثناء مراقبته مجرة بعيدة تُعرف باسم "HerS-3" باستخدام مصفوفات راديوية في جبال الألب الفرنسية وتشيلي.
هذا يربط ملاحظات الميدان بالأبحاث النظرية حول دور المادة المظلمة في تشكيل الكون.


النمذجة الحاسوبية تكشف الخفي

عندما حاول العلماء بناء نموذج رياضي يعتمد فقط على المجرات المرئية، لم تتطابق النتائج مع الصور الملتقطة. لكن بمجرد إضافة "هالة من المادة المظلمة" وسط الحسابات، أصبحت المعادلات منسجمة مع المشهد بالفعل. كما قال كيتون: "النمذجة هي الأداة التي تسمح لنا برؤية ما لا نستطيع رصده مباشرة". هذا التوافق أضاف وزناً جديداً لفكرة أن المادة المظلمة ليست مجرد نظرية، بل عنصر فاعل في ظواهر كونية يمكن رصدها بشكل غير مباشر.
وهذا يربط علم المحاكاة الحديثة بالمساعي الكبيرة لفهم مكونات الكون الخفية.


أهمية الاكتشاف وحدوده

ذو صلة

يؤكد العلماء أن هذه الحالة تمنحهم فرصة نادرة لدراسة توزيع المادة المظلمة المحيطة بالمجرات. ففي حين تبدو المادة العادية مسؤولة عن النجوم والكواكب والغاز، فإن المادة المظلمة تمثل الغالبية من الكثافة الكونية، لكن من دون أي إشعاع يجعلها مرئية. ظهور الصورة الخامسة يفتح نافذة جديدة على فهمنا لطريقة تشكّل المجرات وتطورها.
وهذا يربط الحدث الحالي بالتطلعات المستقبلية لوضع خرائط أوضح للكون وتعميق فهم بنيته العميقة.

مشهد "الصليب الأينشتايني ذو الصورة الخامسة" ليس مجرد ظاهرة غريبة، بل هو دليل إضافي على أن الكون ما زال يخفي أسراراً لا تُرى بالعين المجردة. وبينما تسلط العدسات الجاذبية الضوء على طرق جديدة لاختبار نظريات الفيزياء الفلكية، يبقى السؤال الأكبر مفتوحاً: إلى أي مدى يمكن للمادة المظلمة أن تفسر الغموض الكوني الذي يحيط بنا؟

ذو صلة