ذكاء اصطناعي

عاصفة شمسية في طريقها إلينا… فوضى إلكترونية محتملة، كن مستعدًا

عاصفة شمسية في طريقها إلينا… فوضى إلكترونية محتملة، كن مستعدًا
فريق العمل
فريق العمل

3 د

عاصفة شمسية قوية تتجه نحو الأرض، تقدم عرضًا خلابًا من الشفق القطبي الملون.

يظهر الشفق القطبي عندما تتفاعل الجسيمات الشمسية مع الغلاف الجوي للأرض.

قد تسبب العاصفة الشمسية تشويشًا في الاتصالات وأنظمة التحكم بالطيران.

ينصح بمشاهدة الظاهرة في مناطق مظلمة بعيدًا عن أضواء المدينة.

في ظاهرةٍ مذهلة قد يحالفك الحظ في مشاهدتها قريباً، تتجه عاصفة شمسية قوية نحو كوكبنا. هذه الموجة القادمة من الشمس ربما تقدم لنا عرضًا خلابًا من أضواء الشفق القطبي الرائعة والملونة، والتي قد يصل ظهورها إلى مناطق واسعة في الولايات المتحدة الأمريكية وأماكن أخرى في العالم أكثر من المعتاد خلال الأيام القليلة المقبلة.


كيف بدأت العاصفة الشمسية؟

يشرح خبراء الطقس الفضائي أن هذه العاصفة جاءت بعد أن أطلقت الشمس، قبل أيام قليلة، دفعات هائلة من الطاقة تُعرف باسم "الانبعاثات الكتلية الإكليلية" (Coronal Mass Ejections). تخيل الشمس وكأنها تنفث طاقة هائلة إلى الفضاء، تتحرك بسرعة كبيرة إلى الأرض. ومع وصول هذه الانبعاثات إلى المجال المغناطيسي لكوكبنا، نستعد لاستقبال الانعكاسات الساحرة للشفق القطبي.


إلى أين ستُشاهد الظاهرة؟

وفقاً لتوقعات مراكز الأرصاد الفضائية، قد تشمل رؤية الأضواء الشمالية هذه المرة مناطق من ولاية ألاسكا، وواشنطن، وأوريغون، ومونتانا، ونورث داكوتا، وجنوب داكوتا، ومينيسوتا، وميشيغان، وويسكونسن، وفيرمونت، ونيوهامشر، وماين. ومن المحتمل أن تحظى بعض المناطق من ولايات شمال أيداهو، وايومنغ، نبراسكا، أيوا، إلينوي، نيويورك، وبنسلفانيا أيضاً بفرصة جيدة لمشاهدة هذا الحدث الملون.


ما هو الشفق القطبي؟

الشفق القطبي هو لوحة ساحرة من الأضواء الملونة تظهر في سماء المناطق القريبة من القطبين الشمالي والجنوبي عندما تتفاعل الجسيمات الشمسية المشحونة مع الغلاف الجوي للأرض. هذه الظاهرة ترتبط بشكل كبير بنشاط الشمس، الذي يخضع لدورة من النشاط تسمى "الدورة الشمسية"، تحدث كل 11 عاماً تقريباً.


حالة استثنائية خلال هذا العام

يؤكد خبراء الفلك أن العام الحالي هو عام نشاط شمسي مميز، لأن الشمس تصل إلى أعلى مرحلة من نشاطها خلال هذه الدورة المتكررة التي تستمر 11 عاماً. وكما يقول شون دال، من مركز تنبؤات الطقس الفضائي في الإدارة الوطنية الأمريكية لشؤون المحيطات والغلاف الجوي (NOAA)، هذا النشاط سيستمر طوال الفترة القادمة وبشكل متقطع على مدار هذا العام. وليس غريباً بعد ما شاهدناه العام الماضي من ظواهر شفق مذهلة في أماكن غير معتادة مثل ألمانيا وبريطانيا حتى مدينة نيويورك، أن نرى المزيد من الظواهر المدهشة خلال الأشهر القادمة.


كيف تتأثر الأرض بالعواصف الشمسية؟

قد تسأل، هل هذه العواصف مؤثرة على حياتنا اليومية، غير جاذبية مشاهدتها؟ في الواقع، قد تكون هذه العواصف ذات آثار ليست جميعها لطيفة. فقد تسبب الاندفاعات الشديدة للجسيمات الشمسية بعض التشويش في شبكات الإذاعة واتصالات أقمار الـ GPS، بل وربما تتداخل مع أنظمة التحكم بالطيران وحركة الطائرات.

تاريخياً، شهدت البشرية حوادث كبيرة سببتها عواصف شمسية شديدة. في عام 1859، اجتاحت عاصفة شمسية الأرض بقوة شديدة سببت تشويشاً بل وأدت إلى حرائق في خطوط التلغراف. أيضًا عام 1972، تسببت عاصفة شمسية في تفجير ألغام مغناطيسية أمريكية قبالة سواحل فيتنام من شدة التداخل المغناطيسي. لذا يهتم العلماء برصد مثل هذه العواصف وتنبؤ حدوثها بأسرع ما يمكن للتعامل مع آثارها والتحذير منها قبل أيام من وصولها.


تشجيع على المتابعة والاستمتاع بالظاهرة

ذو صلة

للراغبين في التقاط صور لذكرى هذا الحدث، تشير نصائح التصوير إلى أن استخدام الهواتف الذكية قد يظهر تفاصيل أضواء الشفق غير الواضحة بالعين المجردة بفضل حساسية الكاميرا.

في النهاية، ما علينا سوى التمتع بهذه الظاهرة الطبيعية الفريدة، والتي تجمع بين جمال السماء وغرابة ظواهر الكون من حولنا. وكما تقول الباحثة كيلي كوريك، فإن الأمر أشبه بعرض سماوي استثنائي قدمته الشمس خصيصاً للناس على الأرض.

ذو صلة