ذكاء اصطناعي

فيسبوك يُقلب في ألبوم الذكريات: تصميم جديد لتبويب الأصدقاء يُعيد دفء العلاقات القديمة

فريق العمل
فريق العمل

3 د

أعلنت فيسبوك عن تبويب جديد يُدعى "الأصدقاء" يعرض فقط محتوى الأصدقاء الحقيقيين، دون أي منشورات مقترحة أو من صفحات.

التبويب متاح حالياً في الولايات المتحدة وكندا كجزء من خطة أوسع لـ"العودة إلى فيسبوك القديم".

يأتي التحديث بعد تصميمات سابقة ركّزت على الفيديو والمجموعات ومحتوى المجتمعات، لكنها أبعدت المنصة عن جوهرها الأصلي.

تُخطط ميتا لإطلاق المزيد من التحديثات في عام 2025 ضمن هذه الاستراتيجية، في محاولة لاستعادة تأثير فيسبوك الثقافي والاجتماعي.

في خطوة تُعيد إحياء جوهر التجربة التي انطلقت بها منصة فيسبوك، أعلنت الشركة يوم الخميس عن إطلاق تبويب جديد يحمل اسم "الأصدقاء" (Friends Tab)، يُركّز بشكل حصري على عرض محتوى الأصدقاء فقط، بعيداً عن التوصيات والمحتوى المقترح الذي أصبح يهيمن على الواجهة الرئيسية للمنصة في السنوات الأخيرة.

ويُعدّ هذا التبويب الجديد – المتاح حالياً لمستخدمي فيسبوك في الولايات المتحدة وكندا فقط – جزءاً من استراتيجية أعلن عنها الرئيس التنفيذي لشركة "ميتا"، مارك زوكربيرغ، مطلع هذا العام، تهدف إلى "العودة إلى فيسبوك القديم" أو ما بات يُعرف داخلياً بـ"OG Facebook"، وهو المفهوم الذي يُركّز على التواصل الحقيقي والبسيط بين الأصدقاء، والذي شكّل في الأصل حجر الأساس للمنصة.


عودة إلى الأساس: أصدقاء فقط، بلا تشويش

بحسب منشور رسمي على مدونة فيسبوك، فإن تبويب "الأصدقاء" سيعرض منشورات الأصدقاء، والريلز (Reels)، والقصص (Stories)، بالإضافة إلى أعياد الميلاد وطلبات الصداقة الجديدة. لن يتضمن التبويب الجديد أي محتوى من صفحات أو مجموعات أو منشورات مقترحة – مما يُعيد للمستخدم تجربة تصفّح شخصية تركّز على العلاقات الاجتماعية المباشرة.

وكان التبويب سابقاً يقتصر على عرض طلبات الصداقة وأشخاص قد تعرفهم (People You May Know)، لكنه الآن يتحوّل إلى مساحة اجتماعية أكثر تكاملاً تعكس تفاعلات المستخدم مع دوائر معارفه الفعلية.


خلفية التغيير: جيل جديد، وهوية ضائعة

شهد فيسبوك خلال السنوات الماضية تحولات كبيرة في تصميم المنصة وطريقة عرض المحتوى، وذلك في محاولة لجذب جيل الشباب الذي بات يفضل تطبيقات مثل تيك توك وإنستغرام، المملوكة أيضاً لشركة ميتا. في أكتوبر الماضي، أطلقت الشركة إعادة تصميم شاملة موجهة خصيصاً لجيل "زد" (Gen Z)، ركّزت فيها على ربط المستخدمين بالمجتمعات المحلية والمجموعات والفيديوهات القصيرة.

غير أن تلك التغييرات، بحسب اعتراف الشركة ذاته، أضعفت من تجربة "الصداقة" التي ميّزت فيسبوك في بداياته، وهو ما عبّرت عنه ميتا في بيانها الأخير بقولها:


"على مر السنين، تطور فيسبوك ليواكب احتياجات المستخدمين المتغيرة، ونجح في تقديم تجارب متقدمة في المجموعات، والفيديو، والمتجر، وغيرها. لكن سحر الأصدقاء تلاشى شيئاً فشيئاً."


زوكربيرغ: فيسبوك يمكن أن يستعيد نفوذه الثقافي

في مكالمة الأرباح للربع الرابع من عام 2024، ألمح مارك زوكربيرغ إلى خطة طويلة الأمد تهدف إلى استعادة المكانة الثقافية لفيسبوك، قائلاً للمستثمرين:


"أعتقد أن هناك الكثير من الفرص لجعل فيسبوك أكثر تأثيراً ثقافياً مما هو عليه اليوم... وبعض هذه الأمور ستعيدنا إلى الطريقة التي كان يُستخدم بها فيسبوك في الماضي."

ويبدو أن تحديث تبويب "الأصدقاء" هو أول تطبيق عملي لهذا التوجّه الجديد، مع وعود من الشركة بإطلاق المزيد من المزايا التي تُكرّس هذه العودة خلال عام 2025.


كيف تصل إلى تبويب "الأصدقاء"؟

أوضحت ميتا أن التبويب الجديد سيكون متاحاً في شريط التنقل داخل صفحة "آخر الأخبار" (Home Feed)، كما يمكن الوصول إليه من خلال قسم "الإشارات المرجعية" (Bookmarks) داخل التطبيق. ويمكن للمستخدمين أيضاً تثبيت التبويب في الصفحة الرئيسية لتسهيل الوصول إليه، وذلك من خلال الإعدادات:
الإعدادات والخصوصية > الإعدادات > شريط التبويبات > تخصيص التبويبات.


هل تنجح هذه العودة؟

ذو صلة

عودة فيسبوك إلى جذوره الاجتماعية تأتي في وقت حرج، حيث تواجه المنصة منافسة شرسة من تطبيقات أكثر جاذبية للشباب، وتراجعاً واضحاً في استخدام فئات عمرية شابة للمنصة. غير أن هذا التحديث يُظهر وعياً متزايداً لدى ميتا بالحاجة إلى تصحيح مسار التجربة الاجتماعية، وإعادة تقديم فيسبوك كمكان للتواصل البشري الفعلي، وليس فقط كمركز للمحتوى الترفيهي والمجموعات.

وبينما لا تزال المنصة تختبر هذه التغييرات في أسواق محددة، فإن تعميم التجربة عالمياً سيشكل اختباراً حقيقياً لمدى تقبّل الجمهور لهذه العودة، خاصةً في ظل تغيّر أنماط الاستخدام والتفاعل عبر الإنترنت.

ذو صلة