قد تكون مصابًا به.. “اضطراب الألعاب” تعريفه وأعراضه!
3 د
اضطراب الألعاب (Gaming Disorder) حالة صحية نفسية تؤثر على الأداء الشخصي والاجتماعي.
تشمل الأعراض فقدان السيطرة والهروب من المشاعر السلبية.
تتنوع الأسباب بين التأثير على الدماغ والحاجة للانتماء.
يتضمن العلاج التأمل والعلاج النفسي والبحث عن هوايات بديلة.
قد تكون ألعاب الفيديو واحدة من أكثر وسائل الترفيه متعة وإثارة في عصرنا الحديث. من منا لم يقضِ ساعات طويلة غارقًا في مغامرات مشوقة مثل World of Warcraft أو تحديات مثيرة في Candy Crush؟ بالنسبة لكثيرين، تعتبر الألعاب وسيلة للاسترخاء والهروب المؤقت من ضغوط الحياة. لكن ماذا لو أصبحت هذه الهواية البريئة قيدًا يعطل حياتك الشخصية أو المهنية؟
هل يمكن أن تكون الألعاب إدمانًا؟
اضطراب الألعاب (Gaming Disorder) ليس مجرد مبالغة إعلامية؛ إنه حالة نفسية حقيقية اعترفت بها منظمة الصحة العالمية عام 2018 في تصنيفها الدولي للأمراض (ICD-11). يشير هذا الاضطراب إلى ممارسة ألعاب الفيديو بشكل قهري، مما يؤثر سلبًا على أداء الفرد في حياته اليومية، سواء كان ذلك في العمل أو الدراسة أو العلاقات الاجتماعية.
ومع ذلك، ما زال هذا الموضوع يثير جدلًا بين الباحثين. البعض يرى أن هذا التصنيف يبالغ في تفسير سلوكيات طبيعية، خاصة بين المراهقين، بينما يؤكد آخرون أن الأعراض التي يسببها اضطراب الألعاب لا تقل خطورة عن أي إدمان آخر.
علامات تدق ناقوس الخطر
من المهم أن تفرق بين الهواية الصحية والسلوك القهري. إذا كنت تعاني من الأعراض التالية لمدة تزيد عن 12 شهرًا، فقد تكون بحاجة إلى مراجعة متخصص:
- فقدان السيطرة على الوقت الذي تقضيه في اللعب.
- تقديم الألعاب على حساب الأنشطة الأخرى التي كانت تهمك سابقًا.
- استمرار اللعب رغم العواقب السلبية الواضحة.
- التأثير السلبي على حياتك الاجتماعية أو المهنية.
- استخدام الألعاب كوسيلة للهروب من المشاعر السلبية أو التوتر.
وقد تتضمن الأعراض الأخرى التفكير المفرط في الألعاب، فقدان الاهتمام بالأنشطة الاجتماعية، وتدهور الصحة الجسدية مثل إجهاد العين أو آلام الرقبة والظهر.
لماذا تصبح الألعاب إدمانًا؟
الإجابة ليست بسيطة، لكنها تشمل عدة عوامل:
- التأثير على الدماغ: الألعاب تحفز إفراز الدوبامين، مما يمنح شعورًا فوريًا بالمتعة. بمرور الوقت، يصبح الدماغ أقل حساسية لهذا التحفيز، مما يدفع اللاعب إلى زيادة ساعات اللعب لتحقيق نفس الشعور.
- الهروب من الواقع: في أوقات التوتر أو الإحباط، قد تبدو الألعاب كملاذ مريح للهروب من المشاعر السلبية. ولكن، بدلاً من حل المشكلة، يمكن أن يؤدي هذا إلى تفاقمها.
- الانتماء الاجتماعي: الألعاب الجماعية توفر شعورًا بالانتماء والمشاركة، خاصة لأولئك الذين يعانون من القلق الاجتماعي أو يجدون صعوبة في بناء علاقات في العالم الواقعي.
هل يؤثر اضطراب الألعاب على الصحة النفسية؟
تشير الدراسات إلى أن اضطراب الألعاب يرتبط بحالات مثل الاكتئاب واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD). لكن العلاقة بينهما ليست واضحة تمامًا؛ فقد تكون الألعاب وسيلة للتعامل مع هذه الحالات، أو ربما تسهم في تفاقمها. تظهر بعض الأبحاث أيضًا تغييرات في بنية الدماغ لدى المصابين، مما يثبت أن هذا الاضطراب أكثر من مجرد عادة سيئة.
كيف تعيد السيطرة على حياتك؟
لحسن الحظ، هناك خطوات يمكنك اتخاذها إذا شعرت أن الألعاب بدأت تسيطر على حياتك:
- العلاج النفسي: يعمل العلاج السلوكي المعرفي (CBT) على مساعدة الأفراد في فهم جذور المشكلة وتطوير مهارات للتعامل معها.
- التأمل والوعي الذاتي: يساعد التأمل على تقليل الرغبة القهرية في اللعب من خلال تعزيز الوعي بالأفكار والمشاعر السلبية.
- الاستراحات المنظمة: جرب تخصيص وقت محدد للألعاب، مع الحرص على أخذ فترات راحة منتظمة للقيام بأنشطة أخرى.
- الأنشطة البديلة: استكشف هوايات جديدة مثل الرياضة أو القراءة أو التطوع، لتعويض الوقت الذي تقضيه في اللعب.
رسالة أخيرة
الألعاب هواية ممتعة ومفيدة إذا مورست باعتدال. لكن إذا شعرت بأنها تعيق حياتك أو تسبب لك ضغوطًا، فلا تتردد في طلب المساعدة. تذكر دائمًا أن التوازن هو مفتاح الحياة الصحية، سواء كنت تستمتع بمغامرة داخل لعبة أو تقضي وقتًا مع أصدقائك في العالم الحقيقي.