قداسة الرئيس؟ ترامب يتقمّص دور البابا بصور AI

3 د
أثار دونالد ترامب جدلاً واسعاً بنشره صورة مصممة ذكاءً اصطناعيًا مرتديًا زي البابا.
تم انتقاد الصورة بشدة واعتبارها إساءة للمؤمنين الكاثوليك وللفاتيكان.
اعتبر البعض الصورة مزحة غير ملائمة، محذرين من إساءة استخدام التكنولوجيا.
أعرب ترامب عن دعمه لكاردينال نيويورك تيموثي دولان كخليفة محتمل للبابا.
أكد الخبراء الحاجة للوعي والحذر في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.
أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب موجة واسعة من الجدل بعد نشره صورة مصممة بتقنية الذكاء الاصطناعي وهو يرتدي زي البابا، في خطوة أثارت انتقادات كبيرة، خاصة أنها جاءت خلال فترة حساسة مع استعداد الفاتيكان لاختيار خليفة للبابا فرانسيس الراحل.
ونشر ترامب الصورة المثيرة للجدل على حسابه بمنصة «Truth Social»، وتبعه البيت الأبيض في إعادة نشرها بحسابه الرسمي على موقع «X». وسرعان ما انتشرت الصورة بشكل كبير وواسع، ولم يتأخر رد فعل الجهات الدينية والسياسية التي أبدت استياءً ورفضاً واضحين، واعتبروها إساءة واضحة واستخفافاً بالمناسبة الحزينة في أوساط المؤمنين الكاثوليك حول العالم.

وأوضحت صحيفة «لا ريبوبليكا» الإيطالية المعروفة بتوجهها اليساري، أن الصورة التي يظهر فيها ترامب مرتدياً ثوب الحبر الأعظم الأبيض والقبعة الرسمية "الميتر"، تعد «دليلاً على جنون عظمة مرضي لدى الرئيس»، ورأت فيها خطوة تسيء بشكل صارخ للكنيسة وللإيطاليين خصوصاً، خلال الأيام التسعة التي تخصص عادةً كفترة حداد رسمي على وفاة البابا.
هذا الجدل لم يقتصر على وسائل الإعلام فحسب؛ فالسياسي الإيطالي ورئيس الوزراء السابق ماتيو رينزي أعرب عن استنكاره الشديد للصورة، قائلاً:
«إن هذا التصرف لا يليق برئيس دولة ويسيء بشدة إلى مشاعر المؤمنين ويهين مؤسسات الدولة والفاتيكان»، مضيفاً أن ما يحدث يُظهر «حب اليمين الأمريكي للاستعراض والهزل»
في الجهة المقابلة، وبالنظر إلى ردود الفعل الأمريكية، قالت جمعية مؤتمر أساقفة نيويورك في بيان موجه لترامب: «لا نجد في هذه الصورة أي روح فكاهة، لقد فقدنا مؤخراً قداسة البابا فرانسيس وستبدأ قريباً عملية اختيار البابا الجديد، نرجوك ألا تستهزئ بنا». من جهته، قال المتحدث باسم الفاتيكان ماتيو بروني إنه لا يرغب في التعليق على الأمر.
لكن حلفاء ترامب المقربين سارعوا للدفاع عنه، حيث أكد جاك بوسوبيك، الإعلامي المعروف بدعمه لترامب، أن الأمر لا يتعدى «مجرد روح دعابة طبيعية»، فيما ذهب السيناتور ليندسي غراهام أبعد من ذلك واقترح بروح السخرية ترشح ترامب فعلاً لمنصب البابا، في خطوة لا تخلو من الفكاهة لكنه طالب «المؤمنين الكاثوليك بأخذها بشكل مرح بعيدًا عن الحساسية المفرطة».
ورغم أن البعض يرى الأمر مجرد مزحة غير موفقة، إلا أن الكثير من المحللين يحذرون من مخاطر استخدام السياسيين، وخصوصًا شخصيات بمستوى الرئيس الأمريكي، لتقنيات الذكاء الاصطناعي بما قد يؤدي إلى إساءة استخدام هذه التكنولوجيا الجديدة بطريقة قد تكون مؤذية وحساسة عندما تمس رموزاً دينية أو مجتمعية مقدسة.
وقد امتدت محاولات ترامب للتأثير في اختيار البابا الجديد إلى اقتراحاته الخاصة أيضاً؛ إذ أعلن عن تأييده ضمنياً لكاردينال نيويورك تيموثي دولان، قائلاً في تصريح للصحافيين:
«لا أفضلية لدي، لكن لدينا كاردينال مميز من نيويورك، لننتظر ونرى ماذا سيحدث»
ويرى مراقبون أن مثل هذه التعليقات قد تؤثر عكسياً على دولان، فالتقاليد الفاتيكانية مشددة جداً على السرية في انتخاب البابا لمنع التأثيرات الخارجية.
وسط هذا النقاش المحتدم، تبرز ضرورة التحلي بالوعي والحذر في استخدام الأدوات التكنولوجية المتقدمة، وخاصة صور الذكاء الاصطناعي التي قد تحمل تداعيات دبلوماسية واجتماعية غير محسوبة إذا تم التعامل معها بلا حذر كافٍ. وربما كان الأفضل تجنب هذه الصورة أو على الأقل اختيار توقيت مناسب أكثر، وذلك احترامًا لخصوصية الحدث واحتراماً مشاعر الملايين من المؤمنين حول العالم.