ذكاء اصطناعي

كابوس جديد من زوكربيرغ… أداة إعلانية بالذكاء الاصطناعي تهدد مستقبل السوشيال ميديا

كابوس جديد من زوكربيرغ... أداة إعلانية بالذكاء الاصطناعي تهدد مستقبل السوشيال ميديا
مجد الشيخ
مجد الشيخ

3 د

أعلن مارك زوكربيرغ عن أداة إعلانية تعتمد بالكامل على الذكاء الاصطناعي.

الأداة تستخدم تقنية "الصندوق الأسود" لإنشاء وإدارة الإعلانات تلقائياً.

مخاوف من تأثر تجربة المستخدم بفوضى المحتوى الإعلاني المكرر والمزعج.

نقاشات حول تأثير الذكاء الاصطناعي على دور العاملين في المجالات الإبداعية.

ضرورة استغلال تقنية الذكاء الاصطناعي بشكل متوازن ومسؤول يراعي حقوق المبدعين.

في خطوة جديدة قد تغيّر شكل الإعلانات على منصات التواصل الاجتماعي، أعلن مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، عن تصوره لتطوير أداة إعلانية تعتمد كلياً على الذكاء الاصطناعي، في مؤتمر لشركة "سترايب" استضافته مدينة سان فرانسيسكو مؤخراً. تبدو رؤية زوكربيرغ طموحة للغاية، وتقوم على استخدام تقنية "الصندوق الأسود" التي تمنح أنظمة الذكاء الاصطناعي القدرة الكاملة على إدارة حملات الإعلان تلقائياً، من التخطيط الأولي إلى التنفيذ النهائي.

تعتمد هذه الأداة الذكية على إنتاج آلاف الإعلانات التجريبية التي يصممها الذكاء الاصطناعي تلقائياً، ويتم اختبارها مباشرةً مع مستخدمي فيسبوك وإنستغرام وثريدز، لاختيار الأكثر جذباً ونجاحاً. وببساطة يصف زوكربيرغ هذه الأداة بـ "الآلة النهائية التي تحقق النتائج"، مما قد يمكّن الشركات، خصوصاً الصغيرة منها، من الحصول على أفضل نتائج بأقل جهد وتكلفة، وم دون الحاجة لتوظيف فرق إبداعية متخصصة.

هذه الرؤية، رغم إثارتها للحماس لدى أصحاب الشركات الصغيرة الذين يسعون لاستثمار ميزانيات منخفضة في الدعاية التقليدية والتسويق الإلكتروني، أثارت قلقاً حول تجربة المستخدم. فالتوسع الهائل في إنتاج إعلانات تعتمد الذكاء الاصطناعي قد يزيد من فوضى المحتوى على منصات التواصل، مما يضع المستخدم في مواجهة إعلانات أقل إبداعاً وربما مكررة ومزعجة.

ويتضح من تصريحات زوكربيرغ أن أنظمة الإعلانات الحالية لدى ميتا، والتي تستخدم بالفعل قدرات الذكاء الاصطناعي لإنشاء محتوى إعلاني قائم على البيانات، لا تحتاج للشركات أن تحدد بدقة خصائص الفئات المستهدفة، كما أنها قادرة بكفاءة على استهداف الجمهور المناسب دون تدخل بشري كبير. ويرى زوكربيرغ أن الخطوة التالية في هذا النهج هي التحرك نحو أتمتة الجانب الإبداعي ذاته، بحيث تستطيع النماذج الاصطناعية إنشاء آلاف النسخ التجريبية وتقييمها على نطاق واسع خلال فترة زمنية قصيرة.

إلا أن هذا التطور، رغم مميزاته المحتملة، يواجه اعتراضات متزايدة، خاصة من العاملين في المجالات الإبداعية التي تقلق من ابتلاع الذكاء الاصطناعي لوظائفهم الإبداعية. في الآونة الأخيرة، وقّع أكثر من 11 ألف مبدع وفنان خطاباً مفتوحاً يعبرون فيه عن رفضهم تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي على أعمالهم دون موافقتهم. كما رفع بعض المبدعين دعاوى قانونية ضد الشركات التي تطور أدوات ذكاء اصطناعي تعتمد على أعمالهم الأصلية دون ترخيص واضح.

ذو صلة

وحول مدى تقبل صناعة الإعلان نفسها لهذه التطورات، يتباين حال القطاع بين من يرى أن هناك أدواراً إبداعية لا يمكن استبدال البشر فيها، وبين من يرى أنها خطوة حتمية ستحدث عاجلاً أم آجلاً. فما الذي يعنيه هذا التوجه الجديد حقاً للمستخدمين وصناع الإعلانات على السواء؟

تبقى الإجابة مفتوحة ومرتبطة بقدرة شركات مثل ميتا على استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي بطرق مسؤولة ومتوازنة. ربما تحتاج منصات التواصل إلى النظر بعناية في تجارب المستخدمين، والعمل على تقليل حدة الفوضى التي قد تنتج عن تدفق المحتوى الإعلاني المكرر والبعيد عن الجوانب الإنسانية والإبداع الحقيقي. كما قد تستفيد من تحديد قواعد واضحة تضمن حقوق العاملين في المجالات الإبداعية، والبحث عن طرق تدمج بين الذكاء الاصطناعي والإبداع البشري بدلاً من استبدال أحدهما بالآخر.

ذو صلة