كان يشعر بالغيرة… فاستحوذ عليها! رسائل تكشف كواليس زوكربيرغ قبل ضم إنستغرام لفيسبوك

3 د
كشفت وثائق عن مخاوف زوكربيرج من إنستغرام قبل استحواذ فيسبوك عليه عام 2012.
تتهم الجنة التجارة الفيدرالية ميتا بمخالفة قوانين الاحتكار لاستحواذها على إنستغرام وواتساب.
ناقشت ميتا استراتيجيات لتقليد أو شراء التطبيقات المنافسة للقضاء عليها.
كشفت وثائق داخلية عُرضت ضمن الدعوى القضائية التي رفعتها لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية (FTC) ضد شركة "ميتا"، المعروفة سابقاً باسم فيسبوك، كيف تحدث مارك زوكربيرغ ومسؤولون تنفيذيون بارزون في الشركة عن مخاوفهم من تطبيق إنستغرام وتأثيره المحتمل على أعمال فيسبوك قبل استحواذ الشركة عليه في عام 2012.
لماذا تلاحق الحكومة الأمريكية "ميتا"؟
تتهم لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية (FTC) شركة ميتا بأنها خالفت قوانين مكافحة الاحتكار عندما استحوذت على تطبيقات منافسة مثل إنستغرام وواتساب. هدف هذه الدعوى، إذا نجحت، هو الدفع نحو تقسيم شركة ميتا، بحيث تُجبر على بيع تطبيقي واتساب وإنستغرام.
وتسعى اللجنة، من خلال هذه المحاكمة، إلى إثبات أن توجه فيسبوك وقتها كان واضحاً: إما شراء المنافسين أو القضاء عليهم تماماً.
"إنستغرام".. التهديد القادم الذي أرعب زوكربيرج
الوثائق التي تضمنت إيميلات خاصة تعود للفترة الباكرة من عقد 2010، تُظهر بوضوح قلق زوكربيرج وفريقه من النمو السريع لشعبية إنستغرام. الرسائل تشير بوضوح إلى أن مدراء فيسبوك كانوا يرون في التطبيق الناشئ تهديداً فعلياً لنجاح فيسبوك المستقبلي.
في إحدى الرسائل الإلكترونية، يتحدث التنفيذيون عن السعر المحتمل لشراء إنستغرام، مقترحين أن يكون الاستحواذ هو الحل الأمثل لتجنب التأثير السلبي على مكانة فيسبوك، في حين اقترح آخرون استراتيجيات بديلة للحد من نمو التطبيق الناشئ - مثل تقليد مميزاته، أو حتى شراء إنستغرام ثم تجميد تحديثه وإهمال تطويره في المستقبل.
تلك الرسائل ألقت الضوء على النهج الشائع لدى زوكربيرج آنذاك، الذي كان يعتمد على سياسة "اشترِ أو اقضِ على المنافس"، والذي مهد الطريق لوصول شركته إلى المكانة الهائلة التي تتمتع بها اليوم.
مستقبل فيسبوك ومحاولات البقاء في الصدارة
لم تتوقف هذه الاستراتيجيات مع الاستحواذ على إنستغرام عام 2012. فرسائل حديثة من عام 2022 كشفت النقاب أيضاً عن نقاشات داخلية مثيرة للجدل بين كبار المديرين في ميتا، بما في ذلك زوكربيرج نفسه، حول فقدان فيسبوك لمكانته بين أوساط الشباب وتراجع أهميته الثقافية. حتى إن زوكربيرج اقترح في إحدى هذه الرسائل حذف قوائم أصدقاء المستخدمين بالكامل وإجبارهم على البدء من جديد في بناء شبكاتهم الاجتماعية.
وفي حديث أخير خلال مكالمة الإعلان عن نتائج الشركة المالية مطلع العام الحالي، أكد زوكربيرج رغبته بوضع استراتيجية جديدة تهدف إلى إعادة فيسبوك إلى جذوره (OG Facebook)، عبر التركيز مرة أخرى على التواصل الحقيقي وتكوين صداقات فعلية بين الناس.
جوجل تخسر المعركة القضائية ضد الاحتكار
لم تكن شركة ميتا هي الوحيدة التي تتعرض لضغوط من قِبل السلطات الأمريكية. ففي قضية أخرى كانت محط الأنظار هذا الأسبوع، قضت المحكمة بأن شركة جوجل انتهكت قوانين مكافحة الاحتكار من خلال سياسات إعلاناتها الإلكترونية، الأمر الذي قد يجبر عملاق الإنترنت قريبا ًعلى تقسيم قسم الإعلانات وبيعه أو إعادة هيكلته.
"بلو سكاي" تطلق نظام تحقق جديد
على جانب آخر، رصد خبراء أن منصة بلو سكاي تعمل حالياً على استحداث نظام توثيق جديد يعتمد على مؤسسات متعددة لمنح علامات التوثيق الزرقاء، في خطوة تبدو وكأنها تحاول خلق نموذج لامركزي يختلف بشكل تام عن سياسة منصة إكس (تويتر سابقاَ) التي يقودها إيلون ماسك، والذي غيّر شروط التوثيق وفرض رسومًا للاشتراك.
إنستغرام تطرح ميزة جديدة لتعزيز التفاعل الاجتماعي
وعلى صعيد آخر، أعلنت منصة إنستغرام عن إطلاق خاصية جديدة أطلقت عليها اسم "Blend"، أو "المزيج"، تهدف لمشاركة مقاطع فيديو (ريلز) مخصصة يتم اختيارها آلياً لتناسب ذوق المستخدم وأصدقائه بشكل يومي، مما يزيد من عنصر المشاركة الاجتماعية ويجعل مشاهدة المحتوى أكثر جاذبية.
هذه الميزة الجديدة قد تعزز مكانة إنستغرام وتقربها إلى هدفها الأصلي كمنصة للتفاعل الاجتماعي، مما يميزها بشكل إضافي عن المنافسين الآخرين مثل تطبيق تيك توك.
ويبقى السؤال المطروح: هل ستؤدي قضايا الاحتكار التي تواجه كبرى شركات التكنولوجيا مثل ميتا وجوجل إلى تغيرات جذرية في سوق الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي؟ الأيام القادمة قد تحمل المزيد من التطورات المثيرة التي سنتابعها معكم أولًا بأول.