كانوا يرقصون عليه… الآن يشترون بيركن منه: تيك توك، متجر بكين الإلكتروني الجديد

3 د
مع تصاعد النزاع التجاري، تلجأ المصانع الصينية لبيع مباشر عبر منصات مثل تيك توك.
تتيح هذه الطريقة تخطي الوسطاء وخفض الأسعار، مما يجذب المستهلك الأمريكي.
تؤكد تحذيرات الخبراء ضرورة التمييز بين المنتجات الأصلية والمقلدة لتجنب الخداع.
تدحض الشركات الكبرى الادعاءات، مؤكدة أن منتجاتها لا تُباع بهذه الطريقة.
يبقى للمستهلك مسؤولية فحص جودة وأصالة المنتجات وسط هذه التغيرات.
لا يخفى على أحد أن النزاع التجاري بين واشنطن وبكين غيّر كثيرًا من قواعد اللعبة التجارية بين الطرفين، فالمعارك بين البلدين حول الرسوم الجمركية فتحت الباب أمام ظهور طرق جديدة وغريبة للتسوق، ومن أبرز هذه الطرق وسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة تطبيق تيك توك الشهير.
ببساطة، تحاول المصانع الصينية – التي تنتج سلعًا مختلفة تتراوح من الحقائب الجلدية إلى ملابس اليوغا – اللجوء مباشرة إلى المستهلك الأمريكي عن طريق نشر مقاطع فيديو قصيرة على منصات مثل تيك توك، لتسويق منتجاتها تحت شعارها الجديد: "نفس المنتج، نفس الجودة، لكن بنصف السعر".
لكن السؤال الذي يفرض نفسه: هل هذه المنتجات أصلية حقًا؟
التسوّق عبر الهاتف: كل شيء متاح بمجرد نقرة!
يشهد التطبيق تيك توك موجة متصاعدة من مقاطع الفيديو التي يعرض فيها البائعون الصينيون منتجاتهم بشكل مباشر، بدلا من نشر المقاطع الساخرة والمستهزئة بقرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كثير من هذه الفيديوهات تزعم أن منتجاتها هي نفسها التي تُصنّع على خطوط إنتاجية لماركات عالمية شهيرة مثل "لولو ليمون" للملابس الرياضية أو "هيرميس بيركين" للحقائب الفاخرة. الغاية من هذا التسويق المباشر والواضح هو تخطي الوسطاء وخفض التكاليف، وبالتالي تقديم الأسعار بشكل مغرٍ للمستهلك الأمريكي.
وسط استياء العديد من المستهلكين الأمريكيين من ارتفاع أسعار البضائع نتيجة لزيادة الرسوم الجمركية، تمثل هذه الطريقة من البيع المباشر خيارًا مغريًا للغاية، خاصةً للشباب. إلا أن مثل هذه الصفقات "المثالية" تطرح تساؤلاتٍ حول مدى موثوقية هذه المنتجات ومدى مصداقية مزاعم البائعين بأن هذه السلع هي بالفعل المنتجات ذاتها التي تُصنع لصالح كبرى العلامات التجارية.
تحذيرات الخبراء: "انتبهوا للبضائع المقلدة"
انتشرت هذه الظاهرة بقوة كبيرة، مما استدعى تدخل خبراء السوق الأمريكيين للتحذير بشدة من هذه المنتجات، وأصبحوا يشددون على أهمية التمييز بين المنتج الأصلي والتقليدي، مشيرين إلى أن الادعاءات التي تطلقها تلك المتاجر على منصات التواصل قد تكون مضللة أو مبالغة للغاية.
ومن جهتها، سارعت بعض العلامات التجارية المشهورة مثل لوي فيتون ولولو ليمون للتأكيد على أن منتجاتها الأصلية لا يتم إنتاجها في هذه المصانع التي تروج لها هذه الفيديوهات على وسائل التواصل. وشددت هذه الشركات على أن الإنتاج الخاص بها ملتزم بمقاييس جودة عالية، تتم تحت رقابة شديدة الجودة ولا يتم بيع بضائعها بهذا الشكل أو بناء على مثل هذه الادعاءات.
الصراع الدائر بين المستهلك والأسواق الكبيرة
يبدو أن ظاهرة البيع عبر تيك توك ما كانت لتنتشر بهذا الشكل الكبير دون النزاع التجاري الدائر بين الدولتين العظميين. فارتفاع الرسوم الجمركية المفروضة على الصادرات الصينية للسوق الأمريكية وتضاؤل الهوامش المالية التي يحققها الوسطاء وتجار التجزئة، جعل بعض المصانع في الصين تلجأ إلى حلول بديلة، ومنها البيع المباشر وتقديم بضاعة يقولون إنها مطابقة لما يعرضه السوق بأسعار أقل بكثير.
هذه الطريقة في البيع تجاوزت الشكل التقليدي، ووفرت طريقة سهلة وبسيطة للتسوق لم تكن معروفة سابقًا ربما بهذا الشكل. إذ أن كل ما يلزم المتسوق الآن أن يشاهد مقطع فيديو قصير، ثم ينقر على رابط صغير ليسدد سعر المنتج عن طريق التطبيق نفسه، وتصل البضاعة إلى باب منزله دون رسوم أو تكاليف إضافية كبيرة.
ما الذي ينتظر السوق الأمريكية في ظل هذه المتغيرات؟
مع قرب انتهاء فترة الإعفاء لبعض البضائع الصينية من الرسوم الجمركية، تزداد ضغوط المصانع الصينية لرسم خطط جديدة لتوسيع نطاق عملها داخل السوق الأمريكية بشكل متزايد. في الجانب الأمريكي، هناك ضغط كبير على السلطات لمواجهة تدفق هذه المنتجات بطريقة قد تكون غير منظمة أو غير منصفة تجاريًا، مما يرفع احتمالية حدوث المزيد من التدقيق المستقبلي حول هذه التجارة غير التقليدية.
بالنهاية، يبقى المفتاح بين أيدي المستهلك نفسه الذي عليه أن يفحص جيدًا جودة وأصالة المنتجات التي يشتريها، سواء كانت من السوق التقليدي أو من هذه الفيديوهات التي قد تكون جذابة، لكن ليست بالضرورة دقيقة في ما تقدمه من معلومات.