كندا ستقطع الكهرباء عن الولايات الأمريكية: ‘يجب أن يشعروا بالألم’

أعلن رئيس وزراء مقاطعة أونتاريو، دوغ فورد، يوم الإثنين، أنه مستعد لوقف صادرات الطاقة إلى الولايات المتحدة "بابتسامة"، في حال قرر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، المضي قدمًا في فرض رسوم جمركية بنسبة 25٪ على السلع الكندية. جاء هذا التصريح في إطار التوترات المتصاعدة بين البلدين، بعدما أعلن ترامب عن خطط لفرض هذه الرسوم على كندا، المكسيك، والصين بدءًا من يوم الثلاثاء.

في خطوة تهدد بتصعيد الخلافات التجارية بين الولايات المتحدة وكندا، أشار ترامب إلى أن هذه الرسوم هي رد فعل على فشل كندا والمكسيك في الحد من تدفق المهاجرين غير الشرعيين عبر الحدود. ترامب، الذي وصف في السابق كندا بأنها تستفيد من التجارة مع الولايات المتحدة، يرى أن هذه الرسوم ضرورية لضبط الوضع التجاري بين البلدين.

الرسوم الجديدة التي أعلن عنها ترامب، والتي تشمل 25٪ على السلع الكندية والمكسيكية، و10٪ على الواردات الصينية، قد تؤدي إلى تصعيد حاد في النزاع التجاري بين الولايات المتحدة وأكبر شركائها التجاريين.

تسعى كندا الآن للرد على هذه الإجراءات التصعيدية، حيث أعلنت الحكومة الكندية أنها مستعدة لفرض رسوم جمركية مماثلة على البضائع الأمريكية بقيمة تصل إلى 155 مليار دولار، مع تخصيص 30 مليار دولار كمرحلة أولى. في هذا السياق، أكدت وزيرة الخارجية الكندية، ميلاني جولي، أن كندا مستعدة للرد بشكل قوي إذا تم تنفيذ الرسوم.

وعلى الرغم من أن قطع صادرات الطاقة الكندية إلى الولايات المتحدة قد لا يتسبب في نقص حاد في الطاقة، إلا أنه من المرجح أن يؤدي إلى زيادة الأسعار على الشركات والمنازل، مما يساهم في تفاقم التضخم في الولايات المتحدة.

تعد كندا أكبر مصدر للطاقة بالنسبة للولايات المتحدة، حيث تمثل 59٪ من إجمالي واردات النفط الخام إلى الولايات المتحدة في عام 2019، وفقًا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية. وبناءً على ذلك، فإن الطاقة أصبحت أداة قوية في يد كندا للرد على التهديدات الأمريكية.

وذكر فورد في مؤتمر صحفي أنه "إذا كانوا يريدون تدمير اقتصادنا وعائلاتنا، فسنقطع الكهرباء عنهم بابتسامة على وجوهنا، وأنا أشجع جميع المقاطعات الأخرى على فعل الشيء نفسه". وأضاف أن الطاقة الكندية تُبقي "أنوار 1.5 مليون منزل ومرافق صناعية في نيويورك وميشيغان ومانيسوتا".

كان ترامب قد أرجأ فرض الرسوم في البداية إلى فبراير، بعد محادثات مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو ورئيس المكسيك، كلاوديا شينباوم. ومع ذلك، عاد ليعلن أن الرسوم ستدخل حيز التنفيذ في الرابع من مارس 2025.

ووفقًا للأرقام الفيدرالية، فإن 0.2٪ من عمليات ضبط الفنتانيل في الولايات المتحدة كانت على الحدود الكندية في السنة المالية 2024، مقارنة بـ 96.6٪ على الحدود المكسيكية. رغم الزيادة في الهجرة غير الشرعية عبر الحدود الكندية، إلا أن الأرقام لا تزال أقل بكثير من تلك عبر الحدود الجنوبية.

من المتوقع أن تزداد الضغوط من قبل الشركات والمصالح الاقتصادية على كلا البلدين للتوصل إلى اتفاق يوقف هذا التصعيد. وفي حال استمرت المواجهة، فإن تأثيراتها على الأسواق الأمريكية والعلاقات التجارية ستكون كبيرة، خصوصًا مع ازدياد المخاوف من تأثيرات التضخم وارتفاع الأسعار.