مايكروسوفت تحدث تطبيق الصور وتُعيد الحياة لصورك القديمة… ولكن بشرط امتلاكك الجهاز المناسب!

3 د
أعلنت مايكروسوفت عن تحديث لتطبيق الصور يستخدم الذكاء الاصطناعي لزيادة وضوح الصور القديمة.
ميزات التصنيف التلقائي الذكي تسهل تنظيم الصور باستخدام معالج عصبي محلي.
تدعم التقنية التعرف على لغات متعددة، مما يسهل الاستخدام في بيئات لغوية متنوعة.
ميزة "الدقة الفائقة" تحسن الصور القديمة بفضل تقنيات رفع الحدة والوضوح.
هذه الميزات حاليًا حصرية لأجهزة Copilot+ المدعومة بوحدات معالجة عصبية جديدة.
في خطوة تعزز مكانتها في مسار التحول إلى الذكاء الاصطناعي المحلي، أعلنت شركة مايكروسوفت عن إصدار جديد من تطبيق Microsoft Photos يجعل تنظيم الصور وتحسينها أكثر سهولة وإبهاراً، لكن الميزة الأبرز فيه لن تكون متاحة للجميع.
تستند النسخة الجديدة من التطبيق على قدرات الحوسبة المدعومة بالذكاء الاصطناعي محلياً، ما يعني أن تنفيذ العمليات يتم مباشرة على الجهاز دون الحاجة إلى الاتصال بخوادم خارجية. ومن هنا تبدأ قصة تطوير تسعى من خلالها مايكروسوفت إلى جعل تطبيق الصور منصة متكاملة لتنظيم الذكريات الرقمية وتحسينها بدقة غير مسبوقة.
وهذا التطور يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التعامل مع ملفات الصور ضمن نظام ويندوز ويضع الأساس لإمكانيات متقدمة في أجهزة Copilot+ الجديدة.
أدوات ذكاء اصطناعي تنظّم صورك وتفهم لغتك
التحديث يقدم خاصية التصنيف التلقائي الذك* المدعوم بمعالج عصبي (NPU) يقوم بمسح مكتبة الصور على الجهاز وفرزها إلى مجموعات مثل لقطات الشاشة والفواتير والمستندات والملاحظات المكتوبة بخط اليد. يهدف ذلك إلى إنهاء الفوضى المعروفة في مجلد الصور، بحيث يمكن للمستخدم الوصول إلى ما يبحث عنه دون عناء.
واللافت أن هذه التقنية تتعرف على اللغات المختلفة، أي أن إيصال مطبوع أو مستند بلغة أخرى سيتم تمييزه بدقة أيضاً، وهو ما يجعل النظام مفيداً للمستخدمين عالميي النشاط أو العاملين في بيئات متعددة اللغات.
وانطلاقاً من هذا التنظيم الذكي، قدمت مايكروسوفت أيضاً ميزة البحث عبر الكلمات المفتاحية، التي تسمح بتصفية محتوى الصور بسرعة، وهي لمحة إضافية من تبسيط تجربة الاستخدام اليومية.
"الدقة الفائقة" تعيد للحظات القديمة بريقها
الميزة التي أثارت اهتمام المستخدمين فعلاً هي خاصية Super Resolution، أو "الدقة الفائقة"، التي تعمل على تحسين الصور ذات الدقة المنخفضة لتبدو وكأنها ملتقطة بكاميرات حديثة. تتم هذه العملية بالكامل داخل الجهاز، مما يحافظ على الخصوصية ويجعل الأداء أسرع وأكثر كفاءة في استعادة التفاصيل الدقيقة.
تصف مايكروسوفت الميزة بأنها وسيلة "لإعادة الحياة إلى الصور القديمة أو المضغوطة" من خلال استغلال تقنيات رفع الحدة والوضوح التي تعتمد على الشبكات العصبية الاصطناعية.
وهذا يربط بين هدف الشركة في تعزيز الاعتماد على المعالجة المحلية، وطموحها في جعل أداء الذكاء الاصطناعي الشخصي معياراً جديداً لأجهزة الحاسب.
الميزة ليست للجميع بعد
رغم كل الحماس، لا يمكن لأي جهاز ويندوز حالي تشغيل هذه المزايا بعد. فالوظائف المتقدمة مثل التصنيف الذكي والدقة الفائقة متاحة فقط لأجهزة Copilot+ المزودة بمعالجات جديدة من إنتل أو AMD أو كوالكوم تحتوي على وحدة معالجة عصبية متخصصة.
هذه المحدودية تثير تساؤلات حول ما إذا كانت مايكروسوفت تستخدم تطبيق الصور كمنصة لعرض قدرات أجهزتها المستقبلية أكثر من كونها أداة عامة لكل المستخدمين. كثيرون سيستمرون على الأرجح باستخدام تطبيقاتهم الحالية لتنظيم الصور أو برامج تحرير مجانية يعرفونها جيداً، بينما ينتظر آخرون ترقية أجهزتهم للاستفادة من الجيل القادم من قدرات الذكاء الاصطناعي.
في نهاية المطاف، يمثل هذا التحديث مؤشراً واضحاً لاتجاه مايكروسوفت في دمج الذكاء الاصطناعي المحلي في أدواتها اليومية، لجعل تجربة الحاسوب أقرب إلى المساعدة الشخصية الذكية. وبينما قد لا يتمكن الجميع من تجربته الآن، إلا أن ما يعد به المستقبل يبدو أكثر حدة ووضوحاً من أي وقت مضى — تماماً مثل الصور التي يعدنا بها هذا التطبيق الجديد.