مزيد من المحتوى الضار سيظهر.. ميتا تقلل الرقابة على منصاتها!
3 د
ميتا تُلغي مراجعي الحقائق وتتبنى نظام الملاحظات المجتمعية.
يعكس القرار تحولًا سياسيًا كبيرًا في الشركة.
انتقادات واسعة مقابل إشادة من أنصار ترامب.
التحدي الأكبر هو موازنة حرية التعبير مع الحد من المحتوى الضار.
في إعلان مثير يوم الثلاثاء، كشف مارك زوكربيرغ، المدير التنفيذي لشركة ميتا، عن تغييرات جذرية في سياسة مراجعة المحتوى على منصتي فيسبوك وإنستغرام. يتضمن القرار الاستغناء عن مراجعي الحقائق الخارجيين واستبدالهم بنظام "الملاحظات المجتمعية" التي يولدها المستخدمون، على غرار منصة "إكس" (تويتر سابقًا) التي يديرها إيلون ماسك.
يأتي هذا القرار في وقت حساس سياسيًا، مع اقتراب تولي الرئيس المنتخب دونالد ترامب منصبه. واعتبر ترامب وأنصاره لفترة طويلة أن سياسات ميتا تمييزية، موجهين اتهامات بالتحيز ضد الأصوات المحافظة.
تحوّل أيديولوجي في قيادة ميتا
خلال إعلان الفيديو، قال زوكربيرغ: "لقد أضرت مراجعات الحقائق بالثقة أكثر مما بنتها. ما بدأ كمبادرة شاملة أصبح أداة لإسكات الآراء المختلفة." واعترف بأن السياسة الجديدة قد تؤدي إلى زيادة في المحتوى الضار على المنصات. ومع ذلك، وصف هذا القرار بأنه "مقايضة ضرورية"، موضحًا أن الهدف هو تقليل الأخطاء التي تضر بالمستخدمين الأبرياء.
القرار ليس مجرد تغيير في السياسات، بل يعكس تحولًا أيديولوجيًا في قيادة ميتا. في خطوة تعتبر مفاجئة، أعلنت الشركة الأسبوع الماضي عن انضمام دانا وايت، الرئيس التنفيذي لمنظمة UFC وحليف ترامب، إلى مجلس إدارتها، إلى جانب مديرين آخرين معروفين بمواقفهم اليمينية.
ردود فعل متباينة
أثار هذا الإعلان جدلًا واسعًا. وصف مجلس الرقابة الحقيقي – مجموعة مستقلة من الأكاديميين والمحامين – القرار بأنه "تراجع خطير عن النهج الآمن والعقلاني لإدارة المحتوى"، واعتبره "تملقًا سياسيًا". على الجانب الآخر، أشاد أنصار ترامب بالقرار واعتبروه انتصارًا لحرية التعبير.
في مؤتمر صحفي بمارالاغو، قال ترامب: "ميتا خطت خطوات كبيرة. شاهدت المؤتمر الصحفي، وكانوا صادقين للغاية. أعتقد أن زوكربيرغ يدرك أهمية التغيير في هذا التوقيت."
تداعيات القرار
تاريخيًا، أطلقت ميتا برنامج مراجعي الحقائق المستقلين عام 2016، ردًا على الانتقادات التي واجهتها لعدم التصدي للمعلومات المضللة. ومنذ ذلك الحين، كانت الشركة تتعامل مع تحديات معقدة مرتبطة بالمحتوى، بما في ذلك الأخبار الكاذبة وخطاب الكراهية.
يعكس القرار الجديد رغبة ميتا في تقليل القيود على المحتوى السياسي والاجتماعي. صرح زوكربيرغ أن الأنظمة الآلية التي تعتمد عليها ميتا تسببت في إزالة منشورات غير مخالفة، مما أدى إلى شكاوى واسعة من المستخدمين.
"إذا ارتكب النظام الآلي خطأً بنسبة 1% فقط، فإن هذا قد يعني ملايين المنشورات المحذوفة عن طريق الخطأ من أكثر من ملياري مستخدم"، قال زوكربيرغ. "لقد وصلنا إلى نقطة يجب أن نعيد فيها التوازن."
تقليد ماسك أم اتجاه جديد؟
يرى بعض المراقبين أن ميتا تحاول محاكاة نهج إيلون ماسك، الذي ألغى فرق مراجعة الحقائق بعد استحواذه على "تويتر" واعتمد على "الملاحظات المجتمعية". أشاد ليندا ياكارينو، المدير التنفيذي لمنصة إكس، بخطوة ميتا ووصفها بأنها "خطوة ذكية تعزز حرية التعبير."
لكن هناك من يشكك في دوافع ميتا، خاصة مع تعهدها بدعم صندوق تنصيب ترامب بمليون دولار. "هل هذه بداية شراكة جديدة أم مجرد تملق سياسي؟" تساءل أحد النقاد.
في النهاية، يعكس القرار تحولات عميقة في العلاقة بين التكنولوجيا والسياسة. وبينما قد يعزز حرية التعبير، فإنه يفتح المجال أمام تحديات جديدة، أبرزها السيطرة على المحتوى الضار وحماية المستخدمين. يبقى السؤال: هل تستطيع ميتا الحفاظ على التوازن بين حرية التعبير والمسؤولية المجتمعية؟