ذكاء اصطناعي

نبوءة هوكينغ بنهاية الأرض تجد صداها في أبحاث ناسا: هل تتحوّل الأرض إلى شمس ثانية؟

نبوءة هوكينغ بنهاية الأرض تجد صداها في أبحاث ناسا: هل تتحوّل الأرض إلى شمس ثانية؟
فريق العمل
فريق العمل

4 د

حذّر ستيفن هوكينغ عام 2017 من تحوّل الأرض إلى "كرة نارية" بحلول عام 2600 نتيجة للانفجار السكاني واستنزاف الموارد.

دعمت ناسا تحذيراته، مؤكدة أن الموارد تُستهلك بوتيرة غير مستدامة تهدد مستقبل الكوكب.

تسعى مشاريع استكشاف الفضاء مثل "Breakthrough Starshot" لإيجاد بدائل خارج الأرض لضمان بقاء البشرية.

تغيرات بيئية ملموسة كذوبان الجليد وظهور كائنات جديدة تؤكد أن التغير المناخي يتسارع بوتيرة مقلقة.

في تحذير يعود إلى عام 2017، تنبأ الفيزيائي الشهير ستيفن هوكينغ بأن الأرض قد تتحوّل إلى "كرة نارية هائلة" بحلول عام 2600، وذلك بسبب النمو السكاني والانفجار الاستهلاكي. واليوم، ورغم مرور سنوات على وفاته، فإن وكالة الفضاء الأمريكية ناسا تجد في تحذيراته ما يستحق الوقوف عنده، بل وتدعم بعض أساساته العلمية، في ظل مؤشرات بيئية مقلقة تتسارع حول العالم.


من نبوءة علمية إلى تحذير دولي

منذ عقود، شكّلت نهاية الحضارة البشرية موضوعاً مقلقاً في أوساط العلماء. لكن حين يتحدث عالم بحجم ستيفن هوكينغ عن ذلك، ويشير إلى موعد افتراضي لانهيار الحياة على الأرض، فلا يمكن تجاهل هذا الإنذار. خلال قمة Tencent WE التي أقيمت في بكين عام 2017، صرّح هوكينغ بأن الأرض، إن استمرّت أنماط الاستهلاك والنمو السكاني الحالية، ستتحوّل إلى "كرة نارية ضخمة" بحلول عام 2600.

واليوم، يبدو أن هذا السيناريو الكارثي بات أكثر واقعية، خصوصاً بعد أن أبدت وكالة "ناسا" اهتماماً فعلياً بهذه الرؤية، مؤكدةً المخاوف من أن الموارد على الأرض تُستنزف بوتيرة تهدد مستقبل البشرية.


هوكينغ: "الكثافة السكانية ستجعل البشر يقفون كتفاً إلى كتف"

بحسب ما قاله هوكينغ، فإن أبرز مسببات الكارثة البيئية المتوقعة تكمن في النمو السكاني المتسارع واستنزاف الموارد الطبيعية. وتوقع أنه في حال لم يتم اتخاذ إجراءات جذرية، فإن الأرض بحلول عام 2600 ستكون مزدحمة لدرجة تجعل الناس يقفون "كتفاً إلى كتف"، وسط بيئة خانقة وحرارة مرتفعة ناجمة عن الانبعاثات المتراكمة.

تصريحاته، رغم غرابتها في ظاهرها، استندت إلى حسابات علمية دقيقة لنمط استهلاك البشر والطاقة، وليس إلى نبوءات غيبية. بل ذهب أبعد من ذلك بالدعوة إلى التفكير الجدي في مغادرة كوكب الأرض والبحث عن موطن بديل للبشر.

وفي السياق ذاته، يُعيدنا التاريخ إلى دروس حضارية مؤلمة؛ منها مثلاً اكتشاف حالة احتيال ضريبي تعود إلى ألفي عام، عُثر عليها مؤخراً في بردية منسية، وهي تذكير بمدى هشاشة حتى أكثر المجتمعات تطوراً أمام عوامل الانهيار.


ناسا تتبنّى قلق هوكينغ... وتضيف تحذيرها الخاص

ورغم أن ناسا لم تصدر تأييداً صريحاً لتاريخ 2600 الذي حدده هوكينغ، فإنها اعترفت بصحة القلق العلمي الذي عبّر عنه. ففي أواخر عام 2024، صرّحت الوكالة بأنها تنظر بجدية إلى الأبحاث المتعلقة بتهديدات البيئة والتغير المناخي، مشيرةً إلى أن "ناسا وعلى مدار أكثر من 50 عاماً تدرس كوكب الأرض، وقد ساهمت في تقديم بيانات لا يمكن الحصول عليها إلا من الفضاء".

وفي ضوء تقييمها، فإن وتيرة تدهور البيئة قد تتسارع بشكل يجعل الكارثة أقرب من التوقعات الأولية، ما يضفي مزيداً من الجدية على تصريحات هوكينغ، ويجعلها أشبه بتحذير علمي يجب التعامل معه بحزم.


الأدلة تتزايد: مناخ الأرض يتغيّر أمام أعيننا

يؤكد العلماء أن التغير المناخي لم يعد مسألة نظرية أو موضوعًا للمجادلة، بل واقع يتجسد يومياً. ومن أبرز الأدلة على ذلك، اكتشاف أشجار عملاقة مدفونة في الجليد منذ أكثر من 6,000 عام، بدأت بالظهور مجدداً نتيجة لذوبان الجليد، ما يعكس تغيراً جذرياً في درجات الحرارة والمناخ.

وتتزايد الدلائل الأخرى أيضاً، كظهور أنواع حيوية جديدة في مناطق لم تُسجّل فيها منذ أكثر من قرن، كما حدث مؤخراً في إحدى غابات ميشيغان، ما يشير إلى تحولات حادة في النظم البيئية.


النجاة خارج الأرض: خطة هوكينغ لبقاء البشر

في ظل هذه المعطيات، لم يكن هوكينغ مكتفياً بالتحذير، بل دعا بشكل مباشر إلى تحويل البشرية إلى "حضارة متعددة الكواكب". كان يرى أن الخلاص يكمن في استكشاف الفضاء وتأسيس مستوطنات بشرية خارج الأرض، وهو ما جعله من أبرز الداعمين لمشروع Breakthrough Starshot عام 2016، الهادف إلى إرسال آلاف المجسات الدقيقة نحو أنظمة نجمية قريبة بسرعة تصل إلى 15,000 كيلومتر في الثانية.

هذه الخطوة، كما فسّرها، تُعد "بوليصة تأمين" ضد أي كارثة كونية قد تقضي على الحياة على الأرض، سواء بفعل التغير المناخي أو الكوارث الطبيعية أو الاصطدامات الكونية.

وفي مثال يذكرنا بمصير الكائنات المنقرضة، كشفت روسيا مؤخراً عن بقايا ماموث رضيع محفوظة في الجليد منذ أكثر من 50,000 عام، في حالة شبه كاملة، وكأنها رسالة تحذيرية من سرعة اختفاء الأنواع المسيطرة في لحظات.


ماذا بعد؟ بين خيار النجاة البيئي والمغامرة الفضائية

بينما تتوسع مشاريع ناسا في استكشاف المريخ وأقمار النظام الشمسي، بات من الواضح أن الرهان على الفضاء ليس حلماً خيالياً، بل خياراً استراتيجياً. لكن في الوقت نفسه، لا يمكن للبشر تجاهل مسؤوليتهم تجاه الأرض. فاستمرار التنوع البيولوجي وبقاء الأنواع الحية على سطح الكوكب لا يقل أهمية عن البحث عن موطن بديل.

ذو صلة

السؤال الذي يطرحه هذا التقاطع بين علم الفضاء وتحديات البيئة: هل تتعلم البشرية من تحذيرات هوكينغ قبل فوات الأوان؟ وهل نمتلك فعلاً الوقت الكافي لاتخاذ إجراءات كبرى قبل أن تتحقق نبوءته؟

في ظل التقييمات المتشائمة من ناسا، قد لا نملك القرون الخمسة التي أشار إليها هوكينغ، ما يجعل ضرورة التغيير أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى. إن الجمع بين السياسات البيئية الجادة والتوسع الفضائي قد يكون الطريق الوحيد لإنقاذ الإنسان من مصير محتوم.

ذو صلة