ذكاء اصطناعي

“نوفا ريل” من أمازون.. تقنية مبتكرة تنتج مقاطع فيديو بالذكاء الاصطناعي تصل إلى دقيقتين

فريق العمل
فريق العمل

3 د

كشفت أمازون عن تقنية "نوفا ريل" لإنتاج فيديوهات تلقائية بالذكاء الاصطناعي.

تُحوّل التقنية النصوص إلى فيديوهات مرئية تصل مدتها لدقيقتين.

تتيح وضعية "ملتي شوت مانويل" تحكمًا أكبر للمستخدم في إنتاج الفيديو.

تتطلب تقنية "نوفا ريل" الوصول عبر خدمات AWS مع طلب مسبق.

تتعهد أمازون بحماية المستخدمين من التحديات القانونية المتعلقة بحقوق الملكية.

في خطوة لافتة في عالم الذكاء الاصطناعي، كشفت أمازون مؤخرًا عن تطوير ملموس في نموذجها المخصص لإنتاج الفيديوهات التلقائية المعروف باسم "نوفا ريل"، ليمتلك القدرة على إنشاء فيديوهات تصل مدتها إلى دقيقتين بشكل متصل وأكثر وضوحًا ودقة من أي وقت مضى.

قد يتساءل البعض هنا، ما هو تحديدًا نموذج "نوفا ريل" وما أهميته؟ ببساطة، إنه منصة ذكية تابعة لشركة أمازون يمكنها تلقائيًا تحويل النصوص المكتوبة إلى فيديوهات بصيغة مرئية غنية ومتعددة المشاهد. طُرِح هذا النموذج في ديسمبر 2024، وكان ذلك أول دخول لأمازون في سوق الفيديو المُنتَج بواسطة الذكاء الاصطناعي والذي بدأت فيه منافسة قوية مع شركات رائدة مثل جهاز "سورا" التابع لشركة أوبن إيه آي، ونموذج "فيو 2" لدى جوجل.


مزايا متقدمة وإبداعات جديدة

بحسب إليزابيث فوينتس، إحدى المطورات بفريق أمازون ويب سيرفيسز (AWS)، يسمح الإصدار الجديد للنموذج - نوفا ريل 1.1 - للمستخدمين بإدخال نصوص تصل حتى 4000 حرف، ليُنتج بها فيديو مدته تصل إلى دقيقتين مقسم لعدة لقطات منفصلة لا تتجاوز الواحدة منها 6 ثوانٍ. وتتميز هذه اللقطات بأنها منسجمة وتتمتع بتناسق واضح في الأسلوب والعرض.

ولم تكتفِ الشركة بهذا فحسب، بل قدمت ميزة خاصة باسم "ملتي شوت مانويل" (Multishot Manual)، وهو وضع يمنح المستخدمين تحكمًا أكبر في إنتاج الفيديو. كيف ذلك؟ يتيح هذا الوضع إمكانية إدخال صورة مرجعية مع نص مختصر من 512 حرف، لتقوم المنظومة بإنتاج فيديو يحتوي على ما يصل لـ 20 مشهدًا، مما يعني إبداعًا متنوعًا ينطلق من صورة واحدة فقط.


الوصول والاستخدام.. كيف ذلك؟

حاليًا، يمكن الوصول إلى "نوفا ريل" حصريًا عبر خدمات AWS الخاصة بشركة أمازون مثل منصة بيدروك (Bedrock) التي تعد حزمة تطوير متكاملة للذكاء الاصطناعي. وعلى الرغم من أن الحصول على هذه الخدمة يحتاج طلبًا مسبقًا من المستخدم، إلا أن الشركة وضحت أن الموافقة تُمنَح مباشرة دون تأخير.


المخاوف والتحديات المتعلقة بحقوق الملكية

طبعًا، مثل الكثير من التقنيات الجديدة، الأمر ليس بالتأكيد خاليًا من التساؤلات أو التحديات القانونية. وكما نعرف جميعًا، فالنماذج الذكية التي تولّد الفيديوهات عادةً ما تحتاج فترة تدريب تعتمد خلالها على كميات ضخمة من المواد المرئية المتنوعة. يتساءل كثيرون عن طبيعة هذه البيانات التدريبية، وهل تعتمد النماذج على مواد حصرية أو محفوظة بحقوق الملكية؟

هنا تكمن المشكلة المحتملة: إذا كانت البيانات التدريبية تحتوي على مقاطع مرئية محمية بالحقوق دون أخذ الإذن من مالكيها، فإن ذلك قد يعرض مستخدمي هذه النماذج لمساءلة قانونية وحقوقية. وحتى اللحظة، لم توضح أمازون بدقة مصدر البيانات التي استخدمتها في تدريب "نوفا ريل"، ولم تطرح كذلك آلية واضحة يمكن من خلالها استبعاد مقاطع الفيديو الخاصة بالمبدعين من قاعدة بيانات التدريب.

ومع ذلك، تعهدت أمازون باتخاذ إجراءات الحماية القانونية والدفاع عن عملائها الذين قد يواجهون دعاوى قضائية مرتبطة بحقوق النشر نتيجة استخدام محتوى أنتجته تقنية نوفا – ضمن سياسة المسؤولية التي تتبعها AWS في هذا المجال.


آفاق المستقبل

ذو صلة

لا شك أن خطوة أمازون الجديدة هذه ستفتح مجالًا واسعًا لمزيد من الابتكار والإبداع في عالم المحتوى الرقمي، ولكنها تفتح أيضًا باب الحديث حول ضرورة وضع تنظيمات خاصة واضحة لحماية حقوق الصناع الأصليين للمحتوى وتجنب سوء استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في الأغراض التي تخرق مبدأ حق الملكية الفكرية.

بينما يمضي العالم قدمًا نحو دمج أكثر عمقًا للذكاء الاصطناعي في مختلف جوانب الحياة، يظل السؤال عن كيفية المواءمة بين التقدم التكنولوجي واحترام الحقوق والقوانين الإنسانية قائمًا، ويستحق منا جميعًا المتابعة والنقاش.

ذو صلة