هل فقدت آبل السباق في الذكاء الاصطناعي؟ سيري تتعثر والمنافسون يبتعدون

3 د
تواجه آبل أزمة في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث تخلفت عن منافسيها مثل أمازون التي أطلقت مساعدها الذكي المطور Alexa+.
لم تلقَ الميزات الجديدة التي طرحتها آبل ضمن "Apple Intelligence" قبولًا واسعًا، ووُصفت بعضها بأنها غير مفيدة.
سيحدد التحديث المرتقب لـ "سيري" في مايو 2025 ما إذا كانت آبل قادرة على استعادة مكانتها في سوق الذكاء الاصطناعي.
تشير التقديرات إلى أن النسخة الحقيقية المحسنة من "سيري" لن تصل قبل عام 2027، مما يضع آبل متأخرة بخمس سنوات عن منافسيها.
تواجه شركة آبل أزمة حقيقية في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث تتخلف عن منافسيها في سباق الابتكار الذي يشتد مع مرور الوقت. وبينما تواصل شركات مثل أمازون تحقيق قفزات نوعية في تطوير تقنياتها الذكية، تكافح آبل للحفاظ على موقعها في السوق، خاصة مع ترقب إطلاق التحديث المرتقب لمساعدها الصوتي "سيري" في مايو المقبل.
منافسة متزايدة: أمازون تتفوق على آبل
وفقًا لمقال نشره مارك غورمان في بلومبرغ ضمن تقريره الأسبوعي "Power On"، فإن أمازون قد وجهت ضربة قوية لآبل بإطلاق مساعدها الذكي المطور "Alexa+"، مما كشف عن الفجوة الواسعة بين تقنيات الذكاء الاصطناعي لدى الشركتين. فعلى الرغم من أن آبل كانت السباقة في هذا المجال عندما أطلقت "سيري" في عام 2011، فإن التطورات المتلاحقة في الذكاء الاصطناعي التوليدي جعلت من الصعب عليها مجاراة الابتكارات الجديدة.
في يونيو الماضي، كشفت آبل عن نسخة جديدة من "سيري" مدعمة بالذكاء الاصطناعي، حيث وعدت بتحسين استجاباته من خلال تحليل البيانات الشخصية للمستخدمين وتوفير تحكم أكثر دقة في التطبيقات والميزات المختلفة. ومع ذلك، لم تتمكن الشركة حتى الآن من تقديم نموذج وظيفي متكامل، ويعمل مهندسوها بشكل محموم لإنجاز التحديث بحلول مايو.
"آبل إنتليجنس" بين الإحباط والتوقعات المتواضعة
بدأت آبل في طرح مجموعة ميزاتها الجديدة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، والتي أطلقت عليها اسم "Apple Intelligence"، منذ أكتوبر الماضي. غير أن هذه الميزات لم تترك التأثير المتوقع، حيث اعتبرها العديد من المستخدمين مجرد إضافات ثانوية، بل وصف بعضها بأنه عديم الفائدة تمامًا.
ولم تتوقف المشاكل عند هذا الحد، إذ إن محاولة آبل لدمج تقنيات "ChatGPT" من OpenAI داخل نظامها البرمجي لم تسر كما هو مخطط لها. فقد بدا هذا الدمج غير متكامل، حيث افتقر إلى القدرة الحقيقية على المحادثة السلسة، مما جعل وجوده أشبه بإضافة متأخرة وليس جزءًا أساسيًا من النظام.
استخدام منخفض.. ومستقبل غير واضح
تشير البيانات الداخلية لآبل إلى أن معدلات استخدام ميزات "Apple Intelligence" في العالم الحقيقي منخفضة للغاية، ما يعكس عدم رضا المستخدمين أو عدم إدراكهم لفوائدها الحقيقية. هذا التأخر قد تكون له عواقب وخيمة على الشركة، حيث بات الذكاء الاصطناعي جزءًا لا يتجزأ من مستقبل التكنولوجيا الرقمية، والشركات الرائدة في هذا المجال هي من ستحدد شكل السوق في السنوات القادمة.
التحدي الأكبر الذي يواجه آبل حاليًا هو ما إذا كان تحديث "سيري" المرتقب في مايو يمكن أن يعيد لها مكانتها المفقودة. وتشير التقارير إلى أن الشركة تعمل على دمج أنظمة الذكاء الاصطناعي الخاصة بها في بنية جديدة تمامًا سيتم إطلاقها مع iOS 19. لكن وفقًا لمصادر داخلية، فإن النسخة الحديثة حقًا والقادرة على إجراء محادثات ذكية بطريقة طبيعية قد لا تصل إلى المستخدمين قبل عام 2027، مع إصدار iOS 20. وهذا يعني أن آبل قد تتأخر عن منافسيها بما لا يقل عن خمس سنوات.
خسائر محتملة في سباق الذكاء الاصطناعي
في ظل تحول الذكاء الاصطناعي إلى ركيزة أساسية في الحياة اليومية، ستصبح الشركات التي تتصدر هذا المجال القوة المسيطرة في سوق التكنولوجيا. ومع بقاء آبل متأخرة عن أمازون وميتا وجوجل، فإن موقعها المستقبلي في السوق قد يتعرض للخطر إذا لم تتمكن من اللحاق بالركب سريعًا.