وداعًا لتعدد الكابلات: كابل GPMI الصيني الخارق يتفوّق على HDMI وDisplayPort بسرعة نقل 192 جيجابايت وطاقة تكفي لتشغيل لابتوبات اللألعاب

في خطوة قد تغيّر قواعد اللعبة في عالم تكنولوجيا الاتصال، أطلقت الصين معيارًا جديدًا لنقل البيانات والطاقة عبر الكابلات، يُعرف باسم "واجهة الوسائط متعددة الأغراض" أو GPMI، والذي يُعد بديلاً مبتكرًا لمعايير HDMI وDisplayPort. وجاء هذا الإعلان من "تحالف شنتشن لصناعة فيديو 8K UHD"، وهو ائتلاف يضم أكثر من 50 شركة صينية تعمل في مجال تكنولوجيا الفيديو والاتصالات.

يهدف معيار GPMI إلى دعم محتوى 8K فائق الدقة، وتقليص عدد الكابلات المطلوبة لنقل البيانات والطاقة بين الأجهزة، مما يُبشّر بتجربة مرئية ومرنة أكثر، خصوصًا لعشاق الألعاب والشاشات المتقدمة.

بحسب موقع HKEPC، يأتي معيار GPMI بنسختين مختلفتين:

هذه الأرقام تضع GPMI في موقع متفوق على معظم المعايير الحالية، مثل USB4 وThunderbolt 4، اللذين لا يتجاوز عرض النطاق فيهما 40Gbps، وإن كانا يدعمان قدرة كهربائية تصل إلى 240 واط.

من خلال هذه المقارنة، يتضح أن GPMI Type-B يتفوق بشكل لافت على جميع الخيارات الحالية، لا سيما من حيث القدرة الكهربائية التي تُعد كافية لتشغيل عدد من أجهزة اللابتوب المخصصة للألعاب والمزودة ببطاقات رسومية عالية الأداء.

رغم أن GPMI لم يصل بعد إلى النقطة التي تمكّنه من تشغيل حاسوب ألعاب مزود ببطاقة RTX 5090 فقط عبر كابل واحد، إلا أن مواصفاته تتيح للمستخدمين تبسيط إعداداتهم، خصوصاً لأولئك الذين يفضلون أجهزة محمولة قوية يمكن توصيلها بشاشة 8K مع كابل واحد فقط لنقل الطاقة والفيديو في آن معاً.

ويُضاف إلى ذلك، دعم GPMI لميزة التحكم العالمي المشابهة لتقنية HDMI-CEC، ما يتيح للمستخدمين التحكم في الأجهزة المتصلة عبر كابل GPMI باستخدام جهاز تحكم واحد فقط، ما يعزز من تجربة الاستخدام السلس والمتكاملة.

المعايير الحالية التي تجمع بين الفيديو والطاقة تقتصر في الغالب على USB Type-C وThunderbolt، وغالبًا ما تُستخدم مع الشاشات. أما أجهزة التلفزيون، فلا تزال تعتمد على HDMI بشكل شبه حصري. وفي حال نجح GPMI في الانتشار عالميًا، فقد يُحدث ثورة في إعدادات الترفيه المنزلي، ويوفر حلاً عمليًا وبسيطًا يغني عن تعدد الكابلات.

لكن تبقى هناك عقبات، أهمها توفر الأجهزة التي تدعم هذا المعيار الجديد، ووجود منافسين أقوياء مثل HDMI وDisplayPort، المدعومين من شركات عالمية راسخة. كما أن دخول السوق الدولية يتطلب توافقًا واسعًا مع المصنعين العالميين، وهي خطوة ليست سهلة، خاصة في ظل التوترات التقنية بين الصين والغرب.

ومع ذلك، تبقى إمكانيات GPMI مغرية بما يكفي لتجذب الأنظار، وربما تبدأ الشركات الصينية باستخدامه أولاً في منتجاتها المحلية، على أن تنتقل تدريجيًا إلى الأسواق العالمية إذا لاقى نجاحًا تقنيًا وتجارياً.