وداعًا للصواريخ… مرحبًا بالمصعد الفضائي: فكرة مجنونة بمليارات الدولارات

2 د
اقترح باحثون من جامعتي كامبريدج وكولومبيا بناء مصعد فضائي يمتد من القمر إلى مدار الأرض.
يقلل المصعد الحاجة إلى الوقود ويخفض تكلفة الوصول إلى الفضاء بنسبة الثلث مقارنة بالصواريخ الحالية.
يعتمد المشروع على مواد متاحة حاليًا مثل بوليمر "زيلون"، ولا يتطلب تقنيات مستقبلية مستحيلة.
يربط المصعد الأرض، ونقطة اللاجرانج، والقمر، ما يفتح الباب أمام بنية تحتية فضائية متكاملة.
في تحول جذري لطريقة تفكيرنا في السفر إلى الفضاء، كشف فريق من الباحثين من جامعتي كامبريدج وكولومبيا عن مشروع طموح يقضي ببناء مصعد فضائي يمتد من سطح القمر إلى مدار الأرض، في فكرة ثورية قد تُغيّر مستقبل البعثات الفضائية وتخفض تكلفتها بشكل كبير.
هذه الفكرة، التي بدت لعقود كحلم خيالي من أدب الخيال العلمي، باتت اليوم أقرب إلى الواقع، بفضل تطورات في المواد الهندسية وتغييرات في طريقة تصميم المشروع.
كسر حاجز الجاذبية: من الصواريخ إلى المصاعد
لطالما شكلت تكلفة كسر الجاذبية الأرضية عائقًا كبيرًا أمام استكشاف الفضاء. فإرسال كيلوغرام واحد إلى المدار قد يُكلّف عشرات آلاف الدولارات، ما يرفع الكلفة الهائلة للبعثات إلى القمر أو الكواكب الأخرى.
الفكرة التقليدية لمصعد فضائي تنطلق من سطح الأرض وتصل إلى ما بعد المدار الثابت (على ارتفاع أكثر من 42 ألف كيلومتر)، إلا أن قوة الشد الهائلة على الكابل تجعل بناؤه مستحيلاً بالمواد الحالية، حتى تلك المصنوعة من أقوى البوليمرات الكربونية.
الحل الثوري: كابل من القمر وليس من الأرض
اقترح العالمان زيفير بينوير من جامعة كامبريدج وإميلي ساندفورد من جامعة كولومبيا، نهجًا مختلفًا: ربط الكابل بالقمر بدلاً من الأرض.
هذه الهندسة العكسية تقلل بشكل كبير من التوتر الميكانيكي على الكابل، مما يجعل بناؤه ممكنًا باستخدام مواد متوفرة حاليًا مثل بوليمر "زيلون" فائق القوة.
وبحسب الدراسة، فإن قطر الكابل لن يتجاوز حجم سن قلم رصاص، ويمتد من سطح القمر إلى نقطة المدار الثابت حول الأرض، بتكلفة إجمالية تُقارن بمهمات فضائية ضخمة أخرى تُقدّر ببضعة مليارات من الدولارات.
ممر سماوي إلى نقطة اللاجرانج: مركز تشغيل البعثات المستقبلية
إحدى أبرز فوائد هذا "المصعد القمري" هو تسهيل الوصول إلى نقطة اللاجرانج، وهي منطقة مستقرة بين جاذبية الأرض والقمر، تُعد موقعًا مثاليًا لبناء بنية تحتية فضائية.
هذه المنطقة لا تعج بالحطام الفضائي ولا تشهد كثافة من النيازك، مما يجعلها موقعًا آمنًا لبناء تلسكوبات، ومسرّعات جسيمات، وكاشفات لموجات الجاذبية، وحتى قواعد إطلاق للرحلات نحو المريخ وما بعده.
ويشرح الباحثون:
"نقطة اللاجرانج ما تزال مهملة رغم أهميتها، وهي بوابة مثالية لتأسيس وجود دائم في الفضاء."
من الخيال إلى الواقع: متى نصعد إلى القمر بالمصعد؟
على الرغم من أن المشروع لا يزال نظريًا، إلا أن كل مكوناته التقنية ممكنة اليوم. وإذا تم تبني المشروع، فقد نشهد في المستقبل مصاعد فضائية تنقل البشر والمعدات إلى القمر بأمان وتكلفة منخفضة، وبوتيرة منتظمة.
هذه الخطوة قد تمهّد الطريق أمام إقامة مستعمرات بشرية على القمر، وتوسيع نطاق الاقتصاد الفضائي ليشمل السياحة والبحث العلمي والتعدين الكوني.