آبل تطور منافسها الخاص لـ ChatGPT: فريق سري يعمل على خدمة ذكاء اصطناعي متقدمة

3 د
آبل تطور منافسًا لروبوتات الدردشة الذكية مثل ChatGPT عبر فريق "الإجابات والمعرفة والمعلومات".
تسعى آبل لتعزيز قدرات Siri من خلال تقنيات ذكاء اصطناعي جديدة مبتكرة.
استمرار تطوير منظومة الذكاء الاصطناعي الخاصة يعزز تحكم آبل بالخصوصية والكفاءة.
تواجه آبل تحديات تقنية في تحسين Siri ورغبتها بإطلاق محرك بحث ذكي.
إذا نجحت آبل، يمكن أن تكون منافسًا قويًا لغوغل ومايكروسوفت في الذكاء الاصطناعي.
في الأشهر الأخيرة، يبدو أن آبل بدأت تدق أبواب الذكاء الاصطناعي بقوة أكبر بعد أن شعرت بالتأخر عن الركب المتسارع للابتكار في هذا المجال. فمع تصاعد مكانة روبوتات الدردشة الذكية مثل ChatGPT واحتدام المنافسة بين عمالقة التقنية، تجهز آبل مفاجأة جديدة، وذلك عبر تشكيل فريق خاص يحمل اسم "الإجابات والمعرفة والمعلومات" لتطوير منافس داخلي مبسط وقوي لروبوتات المحادثة، يوافق فلسفتها التي تفضل "التأني للإتقان" بدل الريادة المتسرعة.
من الشراكة المفتوحة إلى حلولها الذاتية
ربما تساءلت: ألم تبرم آبل بالفعل شراكة مع شركة OpenAI؟ بالتأكيد، فقد أعلنت آبل في مطلع 2024 عن شراكتها مع الشركة المطورة لـ ChatGPT. هدفت هذه الخطوة إلى تعزيز قدرات Siri عبر دمج محرك ChatGPT، وهي خطوة فُسرت آنذاك على أنها اعتراف ضمني بتأخر آبل في سباق الذكاء الاصطناعي. لكن، ووفقًا لمصادر قريبة من الشركة نقلها الصحفي مارك غورمان عن بلومبرج، يبدو أن آبل عادت وغيّرت استراتيجيتها لتقرّر الاستثمار في تطوير منظومتها الخاصة، عبر فريق "الإجابات والمعرفة والمعلومات". هذا الفريق الجديد أُسندت إليه مهمة بناء منصة ذكاء اصطناعي قادرة على الزحف عبر الإنترنت وجمع المعلومات وإرجاع إجابات دقيقة وسريعة للمستخدمين — سواء ضمن تطبيق مخصص أو بشكل خدمات داعمة للمساعد الذكي Siri وميزة Spotlight ومتصفح سفاري.
القيادة والخبرة: رهان آبل الكبير
وهذا الانتقال السريع من التعاون مع جهات خارجية إلى تطوير منظومة داخلية، يعكس طموحات آبل في امتلاك مفاتيح التحكم الكاملة بشأن الخصوصية والأمان والكفاءة. الفريق يقوده روبِّي ووكر، أحد الخبراء الذين سبق لهم الإشراف على تطوير Siri، ومن اللافت للنظر أن إعلانات الوظائف الجديدة تطلب خبرات عميقة في خوارزميات البحث وتطوير المحركات الذكية. هذه التفاصيل الصغيرة تخبرنا أن آبل تسعى لخلق محرك بحث فائق الذكاء، يعتمد على الذكاء الاصطناعي التوليدي والتعلم الآلي ومعالجة اللغة الطبيعية، ويستطيع منح المستخدمين تجربة منافسة أو حتى متفوقة على الحلول الأكثر شهرة مثل Google Gemini و Microsoft Copilot وOpenAI ChatGPT.
تحديات وحوافز: طريق طويل نحو الأفضلية
لكن، بحسب متابعين لصناعة الذكاء الاصطناعي، واجهت آبل في الفترة الماضية بعض الصعوبات، مثل تأجيل إطلاق نسخة Siri المُحسنة، إذ اكتفت الشركة بالإشارة إلى أنها ستصدر "خلال العام المقبل" دون تحديد موعد واضح. هذا يُبرز حجم التحديات التقنية وضغط الحاجة إلى الابتكار السريع، خاصة أن المنافسين لا ينتظرون أحدًا. الرئيس التنفيذي تيم كوك عبّر بوضوح في مؤتمر الأرباح الأخير عن استعداد الشركة للاستحواذ على شركات ناشئة بهدف تسريع مسار "Apple Intelligence" نحو الأمام، مما يترجم إصرارًا على عدم فقدان الريادة في عصر البيانات والذكاء الاصطناعي.
طفرة مرتقبة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي
وبطبيعة الحال، أهمية هذا المشروع الجديد تتجاوز تحديثات Siri المعتادة: فنجاح آبل في تطوير محرك بحث ذكي أو روبوت دردشة متكامل يمكن دمجه في النظام البيئي الخاص بها (من أجهزة iPhone إلى iPad وMac) سيضعها في موقع المنافس القوي أمام العملاقين غوغل ومايكروسوفت خصوصًا في مضمار الذكاء الاصطناعي التوليدي وتحليل البيانات الكبيرة وتجارب المستخدم القائمة على الأتمتة. كما أن التوجه للاعتماد على الذكاء المؤسسي الداخلي يتيح لمنظومات آبل حماية خصوصية المستخدمين بشكل أفضل وتقديم أداء أسرع وأكثر اتساقاً مع احتياجاتهم اليومية.
آفاق وتوصيات لمسار التفوق
خلاصة القول، عودة آبل إلى ساحة الذكاء الاصطناعي بمنهجها المتأني والطموح تحمل في جعبتها الكثير من التوقعات. إذا نجحت الشركة في تطوير واجهة محادثة ذكية شاملة ومبسطة تدمج بين الأمان والدقة وسرعة الوصول إلى المعرفة، فقد نشهد تغيّرًا كبيرًا في سوق روبوتات الدردشة وتطبيقات المساعد الرقمية. وربما لو ركزت آبل على مصطلحات أكثر وضوحًا مثل "محرك المعرفة الذكي" بدلاً من "روبوت دردشة" لصارت رسالتها أوضح للجمهور، أو أضافت جمل ربط أقوى بين تحديثات Siri وخطتها الأكبر في الذكاء الاصطناعي لتحقق تماسكًا أكبر بين التفاصيل التقنية والصورة العامة. وفي نهاية المطاف، يبقى الرهان الأكبر: هل تنجح آبل في تسخير الابتكار لتستعيد الصدارة مجددًا في عصر الذكاء الاصطناعي المتسارع؟ الأيام وحدها ستجيب.