ذكاء اصطناعي

حفريات تكشف عن “نبات غريب” غامض لا يشبه أي نبات آخر معروف!

فريق العمل
فريق العمل

2 د

اكتشاف نبات غريب عمره 47 مليون عام في يوتا.

النبات لا ينتمي إلى أي عائلة نباتية حديثة، بل يمثل عائلة منقرضة بالكامل.

أظهرت التحليلات احتفاظ الثمار بأسديتها، وهي خاصية غير معروفة في النباتات الحالية.

يلقي الاكتشاف الضوء على تعقيد تطور النباتات ودروسها للبشرية اليوم.

في أعماق تكوين "غرين ريفر" بولاية يوتا الأمريكية، برزت قصة مثيرة من الماضي السحيق؛ أحفوريات نباتية عمرها 47 مليون عام كشفت عن نوع نباتي غريب، لا مثيل له في أي نظام بيئي حديث. هذا الكائن المنقرض، الذي أطلق عليه العلماء اسم "أوثنيوفيتون إيلونغاتوم"، يثير تساؤلات عميقة حول تاريخ النباتات المزهرة وتطورها عبر الزمن.


البداية: اكتشاف أولي أثار الفضول

بدأت الحكاية عام 1969 عندما اكتشف عالم النباتات القديمة، هاري ماكجنيتي، مجموعة من الأحفوريات النباتية التي صنفها تحت عائلة الجينسنغ وأطلق عليها اسم "أوريوباناكس إيلونغاتوم". وقتها، بدا هذا التصنيف معقولاً؛ فالأوراق التي عُثر عليها كانت تبدو مركبة، مثل أوراق نباتات الجينسنغ المعروفة. لكن الاكتشاف لم يكن سوى البداية.


إعادة كتابة القصة: أحفوريات جديدة تعيد تشكيل المفاهيم

في عام 2024، تغير كل شيء. اكتشاف جديد لأحفوريات تضم أغصاناً وأوراقاً وثماراً متصلة قدّم صورة أكثر اكتمالاً لهذا النبات القديم. هذا النوع من الاكتشافات نادر للغاية، مما أثار حماسة فريق بحث بقيادة "ستيفن مانشستر" من متحف فلوريدا للتاريخ الطبيعي. وعند التدقيق في التفاصيل، أدرك العلماء أن النبات لم يكن ينتمي إطلاقاً إلى عائلة الجينسنغ كما كان يُعتقد سابقاً.


دلائل محيرة: أوراق وثمار لا مثيل لها

كانت أولى الدلائل التي أربكت العلماء هي أن الأوراق متصلة مباشرة بالأغصان، وليست مركبة كما افترضوا في البداية. ثم جاءت الثمار لتضيف مزيداً من الغموض. احتفظ النبات بأسديته حتى أثناء نضوج الثمار، وهو أمر غير مألوف في النباتات الحديثة، حيث تسقط الأسدية عادةً خلال مراحل النضج.

"هذا أمر غير معتاد تماماً"، يوضح مانشستر. "ربما كنا نغفل هذه التفاصيل في الماضي بسبب نقص المعدات المتطورة التي تتيح رؤية التضاريس الدقيقة في الأحفوريات."


تقنيات حديثة تكشف النقاب عن أسرار الماضي

بفضل تقنيات المجهر المتطورة، استطاع الباحثون استكشاف بنية الثمار والزهور بدقة مذهلة. وبالرغم من ذلك، لم يجد العلماء أي تطابق بين هذا النبات وأي نباتات أخرى من نفس العصر أو من النباتات الحية. ومع تعمقهم في التحليل، بدا واضحاً أن هذا النبات ينتمي إلى عائلة نباتية فريدة قد اندثرت بالكامل.


نبات خارج التصنيفات: عائلة منقرضة بامتياز

تمت إعادة تسمية النبات ليصبح "أوثنيوفيتون إيلونغاتوم"، وتعني "النبات الغريب الممدود". وأشار العلماء إلى أنه يمثل عائلة نباتية قديمة لم تنجح في الصمود أمام التغيرات البيئية الكبرى التي حدثت على مدى ملايين السنين.

ذو صلة

عُبر ودروس من الماضي

إلى جانب كونه اكتشافاً علمياً فريداً، يقدم هذا النبات درساً مهماً حول ضرورة التحلي بالمرونة وعدم التسرع في التصنيفات. يقول مانشستر: "العالم الطبيعي مليء بألغاز لم نحلها بعد. أحياناً، لا يمكننا ببساطة إدخال كل شيء في قوالب التصنيف الحديثة."

ذو صلة