ذكاء اصطناعي

أدلة جديدة تشير إلى وجود كوكب تاسع ضخم يختبئ بعيدًا خلف كوكب بلوتو!

فريق العمل
فريق العمل

3 د

أثارت أدلة جديدة احتمال وجود كوكب تاسع ضخم خلف بلوتو.

استخدم علماء تايوان بيانات قمرين صناعيين لأشعة تحت الحمراء لرصد جسماً غامضاً.

الجسم الغامض قد يكون عملاقاً جليدياً يدور حول الشمس في دورة طويلة.

تُظهر الجاذبية جسمًا ضخمًا غير مرئي يؤثر على أجسام حزام كايبر.

الشرط لاعتبار الجسم كوكبًا رسميًا لا يزال يحتاج إلى تحقيق إضافي.

أثار علماء الفلك مؤخرًا جدلاً من نوع خاص قد يعيد تشكيل فهمنا للنظام الشمسي، بعد الإعلان عن أدلة جديدة تشير إلى احتمال وجود كوكب تاسع ضخم يختبئ بعيدًا خلف كوكب بلوتو. هل يمكن حقاً أن يكون هناك عالمٌ مجهول يدور بصمت في ظلام الفضاء بعيدًا عن أنظار التلسكوبات حتى الآن؟

هذا السؤال الشيق أطلقه فريق من علماء جامعة تايوان بعد تحليل بيانات استمرت عقوداً من مصادر رصد تعتمد على الأشعة تحت الحمراء، أبرزها بيانات قمرين صناعيين، أحدهما الياباني AKARI والثاني القمر الصناعي الفلكي بالأشعة تحت الحمراء (IRAS)، اللذين قادا إلى رصد جسم غامض يتحرك على مسافات هائلة تقدر بما بين 75 إلى 105 مليارات كيلومتر بعيدًا عن الشمس! ولك أن تتخيل عزيزي القارئ أن كوكب بلوتو، الذي اعتدنا اعتباره أبعد الأجسام الكبرى، يبعد فقط حوالي 5.9 مليار كيلومتر، ما يعني أن هذا الكوكب المحتمل يتواجد أبعد بحوالي عشرة أضعاف وأبعد من أبعد ما اعتدنا تصوره.

وهذا يقودنا للنقطة المهمة التالية، ألا وهي أن هذا العالم الغامض سيكون فائق البرودة، كوكبًا من نوع "العملاق الجليدي" يشبه في تكوينه كواكب مثل أورانوس أو نبتون، بحجم ضخم يتراوح بين 7 إلى 17 ضعف كتلة كوكب الأرض. ووفقاً للتقديرات الأولية، فإن هذا العملاق الجليدي قد يستغرق وحدة مدارية واحدة (أي دورة كاملة حول الشمس) من 10 إلى 20 ألف عام، مع درجات حرارة قد تصل إلى 195 درجة مئوية تحت الصفر.

ولكن ما الذي دفع علماء الفلك أصلًا إلى هذه الفرضية؟ المصدر الأساسي كان مراقبة سلوكيات غير طبيعية لأجسام "حزام كايبر"، وهو منطقة شاسعة مليئة بالأجسام الجليدية والصخور الفضائية التي تقع وراء مدار نبتون. رصد العلماء أن توزيعات تلك الأجسام ومسارات مداراتها تبدو متأثرة بجاذبية جسم ضخم غير مرئي، الأمر الذي دفعهم للنظر مليًا للبيانات القديمة بحثًا عن إجابات، ولم تكن تلك الملاحظات الدقيقة مجرد مصادفة، فقد ظهرت مرتين في سجلات الرصد التاريخية.

ولكن، هل هذه المشاهدات وحدها كافية لنعُدّ هذا الجسم كوكباً تاسعاً بشكل رسمي؟ مع الأسف لا، فمازال العلماء بحاجة إلى مزيد من التأكيدات لكي يعتبر ضمن تصنيفات "الكوكب الرسمي"، وهي الشروط الثلاثة التي حرم منها بلوتو قبل عدة سنوات وجعلته مجرد "كوكب قزم". الشرط الأول، وهو أن يدور حول الشمس، مؤكد بالنسبة لهذا الجسم.

كما أن الشرط الثاني، المتمثل في وجود كتلة كافية من الجاذبية ليتخذ الجسم شكلاً شبه كروي، يتحقق بشكل شبه مؤكد. وتبقى العقبة الأساسية في الشرط الثالث، والذي يفرض على الكوكب أن يكون قد "أخلى مداره" من أية أجسام أخرى مشابهة في الحجم والكتلة أو تكون مداراتها مماثلة، الأمر الذي سيتطلب مزيدًا من الأبحاث والمراقبة لتأكيده.

ذو صلة

وبصرف النظر عن التحديات القائمة حاليًا، فإن هذه الفرضية تدعونا إلى التواضع أمام عمق الكون واتساعه. منذ الصغر ونحن نتعلم عن الكواكب الثمانية، ونظن أننا على معرفة تامة بنظامنا الشمسي، لكننا نكتشف كل مرة أن الكون ما يزال يخبئ لنا الكثير من الأسرار الخفية التي ننتظر كشفها. ومع استمرار الأبحاث، قد نصبح جميعًا شهودًا على ميلاد "الكوكب التاسع".

وفي النهاية، ربما لا نمتلك إجابة قاطعة حتى الآن، لكن حكاية هذا الكوكب المحتمل تظل درساً يذكّرنا دوماً بروعة وغموض الكون. برأيك، هل سيُغير اكتشاف كوكب جديد نظرتنا إلى محيطنا الفضائي، أم أنها مجرد معطيات غير كافية؟ شاركونا أفكاركم، فنحن جميعاً شركاء في رحلة استكشاف الكون الساحر. وربما كان أفضل لو تناولنا مصطلحًا أكثر قوة من "غموض"، كـ"لغز"، لنصف هذا الاكتشاف المدهش، فهو يجعله أكثر إثارة وأسرًا للخيال—تعديلٌ بسيط قد يضيف عمقًا مرحبًا به في حديثنا عن الكون.

ذو صلة