ذكاء اصطناعي

أطول اسم في العالم… شهادة ميلاد على سبع صفحات

محمد كمال
محمد كمال

3 د

لورانس واتكينز يمتلك أطول اسم شخصي في العالم مكون من 2310 كلمات.

حقق واتكينز حلمه الطفولي بدخول موسوعة "غينيس" بأطول اسم شخصي.

واجه واتكينز تحديات قانونية مع السجل المدني قبل الاعتراف باسمه رسميًا.

تعديل القوانين في نيوزيلندا لاحقًا لتقييد الأسماء الرسمية والمطولة بشكل مفرط.

يعكس خبر واتكينز مساعي التميز في ظل القيود القانونية والاجتماعية.

عادةً ما تكون كلمات التعارف الأولى بين الناس مقتصرة على بضع ثوانٍ، لكن بالنسبة للورانس واتكينز، تتحول هذه اللحظة البسيطة إلى ماراثون لغوي يستمر نحو عشرين دقيقة كاملة، إذ إن اسمه الشخصي وحده يمتد عبر أكثر من ألفَيْ كلمة!

في حفل زفافه الأول عام 1991، اكتشف الضيوف هذه المفارقة الغريبة؛ فقد اضطرت المأذونة إلى تشغيل تسجيل مسبق يتضمن اسمه الكامل، بينما كان المدعوون يتجولون حاملين كؤوس الشمبانيا بانتظار انتهاء القائمة الطويلة التي انتهت أخيراً بعبارته الشهيرة: “أوافق”.

وهذا يربط بين رغبة واتكينز الطفولية في دخول موسوعة "غينيس" وأسلوب تحقيقه للحلم بطريقة فريدة.


شغف الطفولة يتحول إلى رقم قياسي


ولد الرجل في نيوزيلندا عام 1965، وكان خلال طفولته مولعاً ببرنامج “صدق أو لا تصدق” الذي يعرض وقائع مدهشة من أنحاء العالم. ذلك الفضول، كما يقول، امتد ليشمل موسوعة غينيس للأرقام القياسية التي قرأها من الغلاف إلى الغلاف، حتى قرر أن يصبح اسمه جزءاً من صفحاتها. ولأنه لم يكن يملك مهارة خاصة في الرياضة أو الفنون، اختار أن يصنع رقمه القياسي عبر الاسم الأطول في العالم.

من هنا قرر إعداد اسمه الجديد الذي استمده من اللاتينية والإنجليزية القديمة، ومن أسماء شخصيات تاريخية ومعجم اللغة الماورية، بل أضاف إليه بعض الأسماء الصينية واليابانية والساموانية. تطلب الأمر شهراً من البحث، ثم استعان بكاتبة لإعداد الأوراق مقابل 400 دولار نيوزيلندي.

وهذا يربط بين جهده الفردي وبين الإطار القانوني الذي واجهه لاحقاً.


معركة في المحاكم وتعديل القوانين


بعد إنجاز النص المطبوع على ست صفحات مليئة بالأسماء، تقدم واتكينز بطلب رسمي لتغيير اسمه عام 1990. المحكمة وافقت، لكن السجل المدني رفض في البداية، ما اضطره للجوء إلى المحكمة العليا التي حكمت لصالحه، فحصل أخيراً على اعتراف رسمي باسمه ذي 2310 كلمات، ثم صحيحت لاحقاً إلى 2253 اسماً. نتيجة ذلك، حاز شهادة غينيس كصاحب "أطول اسم شخصي في العالم".

لم يمرّ الأمر بدون تبعات؛ إذ دفعت قضيته حكومة نيوزيلندا لتعديل القوانين لاحقاً، بحيث تُمنع الأسماء التي تتضمن ألقاباً رسمية مثل “البارون” أو “البابا”، أو تحتوي على أرقام ورموز أو تتجاوز سبعين حرفاً. وهكذا أصبح واتكينز آخر شخص ينال هذا الامتياز الفريد.

وهذا يربط الظاهرة بالحراك العالمي لضبط الأسماء الرسمية في دول مختلفة.


تقاليد مختلفة حول العالم


القوانين المتعلقة بالأسماء ليست حكراً على نيوزيلندا؛ ففي آيسلندا مثلًا تُعرض الأسماء على لجنة خاصة لضمان توافقها مع اللغة والمعايير المحلية، بينما تفرض البرتغال قائمة محددة بالأسماء المسموح بها، ويُلزم الآباء باختيارها بصيغها البرتغالية الصحيحة. أما في السويد والدنمارك واليابان، فهناك قواعد دقيقة تُراعي الذوق العام وتمنع الأسماء التي قد تُثير السخرية أو تُعتبر مسيئة.

وفي كل هذه الحالات، يبقى الهدف مشتركاً: الحفاظ على الاتساق اللغوي والثقافي وضمان حماية الهوية الفردية من المبالغة أو الطرافة غير المنضبطة.

وهذا يربط الخبر بخلاصته الإنسانية حول السعي للتميّز في عالم مليء بالحدود القانونية والاجتماعية.

ذو صلة

خاتمة


اليوم يكتفي واتكينز بتقديم نفسه باسم مختصر “لورانس ألون واتكينز”، لكنه يعرف أن خلف هذا الاسم البسيط ترقد سبع صفحات من الهوية، تحمل في طياتها شغف طفل بالكلمات ورغبة رجل في أن يظل مذكوراً، ولو بحروف لا تنتهي. وبينما تكبح القوانين محاولات التفرّد القصوى، يبقى اسمه شاهدًا على أن الإبداع يمكن أن يظهر حتى في أدق تفاصيل الحياة اليومية — في أبسط تعريفٍ يمكن أن يستغرق عشرين دقيقة كاملة.

ذو صلة