ذكاء اصطناعي

أيهما أذكى في القيادة، خرائط Google أم Waze؟… اختبار واقعي يكشف الحقيقة

Abdelrahman Amr
Abdelrahman Amr

4 د

أصبحت تطبيقات الملاحة مثل «خرائط غوغل» و«ويز» جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية.

«خرائط غوغل» تقدم خرائط شاملة تشمل جميع وسائل المواصلات والمعلومات البصرية الدقيقة.

في المقابل، «ويز» يتميز بالتفاعل اللحظي مع المجتمع لتقديم تحذيرات الزحام والحوادث.

يقدم «ويز» تجربة قيادة سلسة وتفاعلية بدون تفاصيل مرئية متعمقة.

تظل «خرائط غوغل» الخيار الشامل، بينما يُعَد «ويز» الأفضل للسائقين في تفادي الزحام.

منذ أن أصبحت تطبيقات الملاحة جزءاً من حياتنا اليومية، لم يعد البحث عن الطريق الصحيح مهمة مرهقة كما في الماضي. اليوم يكفي أن تفتح هاتفك لتجد طريقك فوراً، سواء كنت تسير في شوارع مزدحمة أو على طرق سريعة تمتد عبر المدن. ولكن يبقى السؤال: أي التطبيقين يؤدي المهمة بشكل أفضل؟ «خرائط غوغل» أم «ويز» الذي اشتهر بذكائه في التعامل مع الزحام؟

الحديث عن هذين التطبيقين ليس جديداً، فهما من أكثر تطبيقات الملاحة استخداماً في العالم، وتديرهما الشركة نفسها: «غوغل». ومع ذلك، يختلف كل منهما في فلسفة التصميم وطريقة تقديم المعلومة للمستخدم. فـ«خرائط غوغل» تسعى لأن تكون دليلك الشامل لكل طرق المواصلات، بينما يركز «ويز» على خدمة السائقين تحديداً ومساعدتهم على تجنب الزحام والحوادث.

هذا الاختلاف الأساسي هو ما يجعل المقارنة بينهما مثيرة للاهتمام للمستخدم العادي والسائق المحترف على حد سواء.


المرونة مقابل التركيز على القيادة


كلا التطبيقين مجاني تماماً ويعمل على نظامي «أندرويد» و«آي أو إس»، لكن ما يميز «خرائط غوغل» هو إمكانية استخدامه أيضاً على أجهزة الحاسب من خلال المتصفح، مع خيار تنزيل الخرائط للعمل دون اتصال بالإنترنت. هذه الميزة تجعل منه رفيقاً مثالياً في الرحلات الطويلة أو في المناطق ذات الشبكات الضعيفة.

أما «ويز» فيعتمد بصورة أكبر على الاتصال المباشر بالإنترنت. لا يسمح بتنزيل الخرائط مسبقاً، ويحتاج لأن يبدأ الرحلة عبر اتصال نشط ليعمل بكامل طاقته. صحيح أن التطبيق لا يتوقف عن العمل إذا انقطع الإنترنت أثناء القيادة، إلا أنك ستفقد معلومات مهمة مثل تنبيهات الحوادث أو إغلاق الطرق المفاجئ.

وهذا يربط بين ميزة المرونة التي يقدمها «غوغل» وطبيعة «ويز» القائمة على التفاعل اللحظي، فكل تطبيق يخدم سيناريو مختلف من الاستخدام.


دقة التفاصيل والمعلومات الغنية


يتميز «خرائط غوغل» بكم هائل من البيانات البصرية والمكانية. يمكنك من خلاله استكشاف المباني من الداخل، أو مشاهدة صور الأقمار الصناعية، أو استخدام ميزة «ستريت فيو» التي تنقلك برؤية بانورامية لأي شارع في العالم. إضافةً إلى ذلك، يعرض التطبيق معلومات دقيقة عن الأنشطة التجارية، أرقام الاتصال، المراجعات، وحتى الصور الحديثة للمكان.

«ويز» من جهته يعتمد على بساطة التصميم. خريطته مسطحة وواضحة بهدف ألا تشتت السائق، لكنها تفتقر إلى العمق البصري والمعلوماتي الذي توفره خرائط غوغل. ومع ذلك، فإن هذه البساطة تمنحه سرعة في الأداء وسهولة قراءة أثناء القيادة، وهي نقطة تحسب له إذا كنت تبحث فقط عن وسيلة للوصول السريع دون تفاصيل إضافية.

وهذا يوضح أن ما يُكسب «غوغل» تفوقاً في الدقة، يُكسب «ويز» أفضلية في سهولة الاستخدام خلف المقود.


المجتمع التفاعلي في خدمة السائقين


الميزة الأهم في «ويز» هي اعتماده على ما يسمى بالمعلومات الجماعية أو «البيانات المجمعة من السائقين». أي أن المستخدمين أنفسهم يبلّغون عن الحوادث، الكاميرات، والتحويلات المرورية، ليصل التحذير فوراً إلى بقية السائقين. هذه الفكرة جعلت «ويز» أقرب إلى شبكة تواصل للسائقين أكثر من كونه تطبيق ملاحة تقليدياً.

على الجانب الآخر، بدأت «خرائط غوغل» في دمج بعض هذه البيانات الجماعية أيضاً، لكنها ما زالت تقدّم خدمات أشمل تشمل النقل العام، المشي، ركوب الدراجات، وحتى سيارات الأجرة، ما يجعلها خياراً متعدد الاستخدامات.

وهذا يربط بين تطور التطبيقين وسعي غوغل لتوحيد خبراتها التقنية في تجربة واحدة أكثر ذكاءً عبر الزمن.


المزايا الترفيهية والتكاملات الذكية


تضيف «غوغل» إلى تطبيق خرائطها أدوات تفاعلية كثيرة، مثل دمج خدمات الطلب والتوصيل والتكامل مع تطبيقات مثل «Lyft» و«Instacart»، إلى جانب ميزات الواقع المعزز التي تسهّل التنقّل داخل المدن. كما بدأ التطبيق في استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل تقييمات المستخدمين وتقديم اقتراحات بناءً على تفضيلاتك.

أما «ويز» فيركز على عناصر المرح والصوت. يمكنك تغيير صوت الإرشاد إلى شخصية شهيرة أو ربط التطبيق بخدمات الموسيقى مثل «سبوتيفاي»، ما يجعل تجربة القيادة أقل مللاً وأكثر شخصية.

وهذا التكامل التكنولوجي في كلا التطبيقين يعكس اتجاهاً عاماً نحو جعل الملاحة أكثر تفاعلية وإنسانية في آنٍ معاً.


خلاصة القول

ذو صلة


يبدو أن «خرائط غوغل» ما تزال تتفوق بفضل دقتها العالية، قدرتها على العمل دون اتصال، ورؤيتها الشاملة لكل طرق المواصلات. لكنها تظل أكثر شمولاً من أن تُسمى «تطبيق القيادة الأمثل». تلك المكانة تحديداً تبقى لـ«ويز»، الذي يقدّم للسائقين تجربة طريق ذكية تعتمد على المجتمع والمشاركة اللحظية.

في النهاية، إذا كنت تريد دليلاً شاملاً لكل تنقلاتك فـ«خرائط غوغل» هو الخيار الأوضح، أما إن كنت تبحث عن رفيق قيادة يعرف الزحام قبل أن تصل إليه، فـ«ويز» هو من سيقودك بأمان إلى وجهتك.

ذو صلة