ذكاء اصطناعي

ابتكار دواء يفتح الباب أمام إعادة إنبات الأسنان المفقودة بشكل طبيعي بحلول عام 2030

محمد كمال
محمد كمال

3 د

أعلن علماء يابانيون عن دواء يحفز إنبات الأسنان المفقودة مجدداً.

دواء يمنع بروتين "USAG-1" المعيق لنمو الأسنان، مما يعيد نموها مجددًا.

بدأت التجارب السريرية على البشر لقياس سلامة الدواء وفعاليته في إنبات الأسنان.

يتوقع الباحثون إتاحة العلاج الثوري في الأسواق بحلول 2030.

هل فقدت سناً وتتمنى أن يعود إلى فمك دون الحاجة لطقم صناعي أو زراعة معقدة؟ يبدو أن هذا الحلم بات قريب المنال، مع إعلان علماء يابانيين عن اختبار دواء جديد قادر على تحفيز نمو الأسنان من جديد لدى الإنسان، في خطوة قد تغيّر مفهوم علاج فقدان الأسنان جذرياً.

في التفاصيل، أعلن باحثون من جامعة كيوتو وجامعة فوكوي عن تقدم كبير في تطوير عقار يُعيد إنبات الأسنان، واضعين بذلك أملاً جديداً لكل من يعاني من فقدان الأسنان أو يتردد بين الحلول التقليدية مثل الجسور والتيجان وزراعة الأسنان الاصطناعية. بداية الأمل الجديد كانت مع اكتشاف دور بروتين محدد يُسمى "USAG-1"، حيث تبين أن وجوده يُعيق تكوّن الأسنان الجديدة، بينما تثبيطه من خلال دواء خاص يمنح فرصة للأسنان للنمو مُجدداً. وتم تجريب هذا الدواء بداية على القوارض مثل الفئران، ثم تم نقله إلى حيوانات أخرى أكثر تشابهاً مع الإنسان كالفراءت، ونجح في تحفيز الأسنان البديلة على الظهور من جديد.

وهذا يربط بين فهم التركيبة الحيوية للفم والتطبيقات السريرية المباشرة، خاصة أن البحث كشف عن وجود "براعم أسنان" خاملة لدى الإنسان، يُمكن تفعيلها لتكوين صف ثالث من الأسنان بالإضافة للأسنان اللبنية والدائمة. حسب تصريحات البروفيسور كاتسو تاكاهاشي، المشرف على الدراسة، فإن معظم البشر يحملون تحت اللثة هذه البراعم التي يمكن للدواء الجديد أن ينشطها، مما سيغير صورة علاجات الأسنان التقليدية جذرياً ويعطي أملاً حتى للأطفال الذين يولدون بعيوب خلقية تتسبب في فقدان عدة أسنان.


تجارب سريرية على البشر تفتح آفاق جديدة

بعد الخطوات الناجحة على مستوى الحيوانات، بدأ العلماء في التحضير لتجارب سريرية على البشر. بحسب التقارير، سيشارك في المرحلة الأولى من التجارب 30 رجلاً تتراوح أعمارهم بين 30 و64 عاماً ممن فقدوا سناً واحداً على الأقل. وتهدف هذه التجربة، وتشمل المتابعة على مدى 11 شهراً، إلى التأكد من سلامة الدواء وفعاليته في إعادة إنبات الأسنان بشكل طبيعي داخل الفم. وربطاً بالتقدم العلمي، تشير الأبحاث إلى احتمال توسيع التجارب لتشمل أطفالاً صغاراً تتراوح أعمارهم بين سنتين إلى سبع سنوات، شرط أن يكونوا قد فقدوا أربعة أسنان أو أكثر، ما يفتح المجال لعلاج أمراض وراثية تؤدي إلى فقدان الأسنان مبكراً.

من المثير للاهتمام في هذا الابتكار، أنه يُعيد الأمل لمن يعانون من صعوبات في المضغ أو النطق بسبب الأسنان الصناعية أو الفراغات في الفم؛ كما يمكن أن يقلل الاعتماد على مواد زراعة الأسنان مثل التيتانيوم وخيارات التركيب الصناعية. وبذلك، يشكل هذا البحث نقلة نوعية في الطموح العلمي للإنتقال من مرحلة الترميم إلى إعادة البناء الطبيعي للأعضاء.

ذو صلة

كل هذه الإنجازات تضيف إلى الطموحات الطبية اليابانية نقطة جديدة تركز الضوء على مستقبل الطب التجديدي، فقد عبر الباحثون عن أملهم بإتاحة هذا العلاج الثوري في الأسواق بحلول عام 2030، ما سيغير تجربة زيارة طبيب الأسنان جذرياً، مع احتمالية ظهور ابتسامة طبيعية حتى لمن افتقدوا الأمل في ذلك.

وفي خضم هذا التفاؤل، يجدر الانتباه إلى أهمية الأبحاث التكميلية والمراجعات الأخلاقية قبل اعتماد هذا الدواء على نطاق واسع. وقد يكون من المفيد في النص المذكور استبدال عبارة "فراغ في اللثة" بعبارة "مساحة خالية في الفم" لتركيز أكبر على الجانب الوظيفي، بالإضافة إلى تعزيز الترابط في الخاتمة عبر جملة توضح كيف يمكن لهذا الاكتشاف أن يُلهم اختراعات طبية إضافية تفتح آفاق الطب التجديدي لعلاج أمراض أخرى مستعصية. ومع مراقبة دقيقة للتجارب القادمة، تبقى الابتسامات المفقودة على موعد جديد مع الأمل.

ذو صلة