اختراق أمازون البرمجي: هل تهدد الثغرات الأمنية مستقبل الذكاء الاصطناعي؟

3 د
تمكن مخترق من اختراق أداة أمازون عبر أوامر خبيثة لحذف البيانات.
اكتشاف الكود التخريبي تأخر أسبوعًا قبل تدخل أمازون بتحديث جديد.
كشفت الحادثة عن ثغرات في أدوات البرمجة الذكية وزيادة الهجمات السيبرانية.
يحذر الخبراء من الثقة المطلقة في الامتدادات الذكية دون تدقيق أمني شامل.
نبأ صادم هزّ أوساط التقنية هذا الأسبوع، بعدما نجح أحد قراصنة الإنترنت في اختراق أداة أمازون الذكية لمساعدة البرمجة، عبر إدراج أوامر خبيثة يمكنها مُحْو الحواسيب والبنى السحابية للمستخدمين بالكامل. هذا الهجوم الخطير لم يهدد فقط بضياع بيانات الملايين بل كشف النقاب عن ثغرات أمنية في أدوات الذكاء الاصطناعي المدفوعة بالذكاء الاصطناعي التي يستخدمها اليوم مئات آلاف المطورين حول العالم.
في تفاصيل الحادثة، استطاع المخترق—الذي استعمل اسم “lkmanka58”—إدخال كود خبيث عبر خطوة بسيطة تسمى “pull request” ضمن منصة GitHub التابعة لأمازون. الهدف من تلك الأكواد كان واضحًا: إعادة عناصر النظام لحالة المصنع تقريبًا وحذف كامل محتويات الملفات والموارد السحابية. في غفلة من الزمن، أطلقت أمازون نسخة جديدة من الامتداد - 1.84.0 - بتاريخ 17 يوليو، ونُشر في سوق Visual Studio Code حيث تجاوزت عمليات التثبيت حاجز المليون مستخدم. هذا يعكس مدى خطورة الاختبارات البرمجية المفتوحة إن لم يرافقها تدقيق أمني صارم، لا سيما في بيئات تعتمد العمل الجماعي المفتوح وتشارك الشيفرة باستمرار.
من اللافت أن اكتشاف الكود التخريبي لم يحدث فورًا؛ بل استغرق الأمر قرابة أسبوع حتى لاحظ فريق أمازون نشاطًا مريبًا يوم 23 يوليو. وسارعت الشركة بإصدار تحديث آمن (الإصدار 1.85.0) بعدها بيوم واحد. لكن النقاش ظل مفتوحًا حول ما إذا كان الكود الخبيث قابلاً فعليًا للتنفيذ أم أنّه أُحبط بفضل قيود تقنية مدمجة. هنا تصطدم الحقائق التقنية بآراء الخبراء الذين يرى بعضهم أن الشبكة البرمجية المعقدة لتلك الامتدادات تترك دائمًا فرصة للثغرات غير المتوقعة، وخاصة في بيئات التطوير السريعة والديناميكية.
ثغرات متزايدة في أدوات الذكاء الاصطناعي
تُظهر هذه الحادثة المتصاعدة مدى هشاشة الأمن السيبراني في أدوات تطوير برمجيات الذكاء الاصطناعي. إذ كشفت دراسة أكاديمية نشرت هذا العام أن حوالي 5.6% من إضافات Visual Studio Code تحوي عناصر مشبوهة مثل اتصالات شبكة عشوائية أو شيفرة غامضة. هذا السياق يربط بين فوضى البرمجيات الجماعية وتصاعد الهجمات الإلكترونية التي تستهدف النظم البرمجية الذكية، خاصة مع توسع منصات مثل Replit وFigma بقيمة مليارات الدولارات في سوق توليد الأكواد الآلي.
الامتدادات المعتمدة على ذكاء اصطناعي غالبًا ما تستخدم طبقات برمجية مستعارة من شركات مثل OpenAI وAnthropic، وبذلك يتشكل ما يشبه سلسلة توريد برمجية معقدة، يصعب معها أحيانًا تعقب مواطن الخلل بدقة؛ وهذا ما يجعل هذه الإضافات أهدافًا ذهبية للهاكرز الذين يبحثون عن أي نقطة ضعف لاستغلالها.
وبالعودة إلى الأحداث، اضطرت أمازون إلى إزالة الإصدار المخترق بصمت وحثّت المستخدمين على الترقية الفورية، لكن انتقادات تعالت من بعض المطورين ممن وصفوا أسلوب الشركة بأنه “إخفاء للخطأ” وغياب للشفافية. المخترق نفسه زعم لاحقًا أن هدفه كان لفت انتباه أمازون لقصور سياستها الأمنية، على أمل التحفيز للوصول إلى آليات أفضل للحماية، وليس إحداث أذى حقيقي.
انعكاسات أوسع على مستقبل أدوات المطورين
هذه القصة إذًا ليست مجرد إشاعة أو خطأ تقني عابر، بل ناقوس خطر يدفع الخبراء لإعادة التفكير في أمن أدوات البرمجة الذكية. فمن يدري، ربما تختبئ ثغرات مشابهة في المزيد من الإضافات الذكية التي اعتاد المطورون الوثوق بها ضمن بيئات عملهم اليومية.
مع كل تطور جديد تطرحه شركات الخدمات السحابية أو منصات البرمجة المدعمة بالذكاء الاصطناعي، يبقى التحدي الأكبر هو دمج الابتكار مع الحصانة الرقمية، مُراعين أهمية مراجعة سلاسل التوريد البرمجية باستمرار واتخاذ خطوات وقائية قبل وقوع أي اختراق جديد. وبمناسبة هذا الحدث، من المفيد التفكير في استبدال بعض المصطلحات التقنية بكلمات مألوفة لإثراء وضوح الرسالة، أو إضافة جملة تصِل بين تفاصيل الأخبار التقنية وسياقها المجتمعي، لضمان وصول مضمونها للجميع دون لبس.