اختفاء غامض في الفضاء: قمر بيزوس لمراقبة المناخ يختفي ومعه بيانات صادمة!

3 د
القمر الاصطناعي MethaneSAT، ممول من جيف بيزوس، فُقد أثناء مراقبة انبعاثات الغازات الدفيئة.
واجه MethaneSAT مشكلات تقنية متعددة أدت إلى فقدان الطاقة وعدم استعادته.
حدد القمر الاصطناعي ارتفاع انبعاثات الميثان في مناطق إنتاج النفط والغاز بشكل ملحوظ.
تؤكد البيانات الأولية أهمية MethaneSAT في سد فجوة البيانات البيئية العالمية.
نواصل جهود التعلم والتطوير لتحسين نظم تتبع الغازات في مهام مستقبلية.
هل تخيلت يومًا أن تتحول مهمّة فضائية واعدة ترصد تغير المناخ إلى قصة اختفاء في الفضاء؟ هذا بالضبط ما حدث للقمر الاصطناعي MethaneSAT، أحد المشاريع الطموحة المدعومة من مؤسس أمازون جيف بيزوس، حيث أعلنت الجهات النيوزيلندية عن فقدانه أثناء تنفيذه مهمة بالغة الأهمية لمراقبة انبعاثات الغازات الدفيئة.
كان MethaneSAT صُمّم ليقيس انبعاثات الميثان—ذلك الغاز الأخطر من ثاني أكسيد الكربون بأضعاف في حبس حرارة الغلاف الجوي. وقد وجّد القمر ذاته، ممولًا بسخاء من بيزوس ومؤسسة الدفاع البيئي الأمريكية وبتعاون حكومي نيوزيلندي، بوصفه أحد أقوى الأدوات العلمية والرقمية لإظهار حجم الانبعاثات بدقة لم يسبق لها مثيل. من اللحظة الأولى لانطلاقه على متن صاروخٍ من كاليفورنيا في مارس 2024، لم تكن الطريق مفروشة بالورود، بل اعترضت المهمة عدة عقبات تقنية متتالية.
سلسلة من العقبات التقنية
هذه الصعوبات التقنية شكلت محور القصة، إذ واجه القمر مشاكل في الاتصال مع المحطات الأرضية، كان أبرزها إدخاله المتكرّر لوضع السكون دون سبب واضح، ما اضطر المهندسين لمحاولات إعادة ضبط طويلة ومعقدة في كل مرة. إضافة إلى ذلك، تعطل أحد محركات الدفع الثلاثة للقمر الفضائي، وهو أمر بالغ الخطورة لمهامه الدقيقة. أدت هذه المشكلات المتراكمة في النهاية إلى فقدان كامل للطاقة يوم الإثنين الماضي، وأكدت فرق MethaneSAT أن القمر أصبح على الأرجح غير قابل للاستعادة.
ومع استمرار السرد، تبرز أهمية هذه الخسارة على مجتمع العلماء وصناع السياسات، فلا يخفى أن مراقبة الميثان بدقة أمر بالغ الأهمية للسيطرة على الاحتباس الحراري العالمي. وبالرغم من أن MethaneSAT رحل قبل أوانه، فإن بياناته الأولية كانت كافية لإحداث صدمة في الأوساط البيئية.
أهمية بيانات MethaneSAT ونتائجها المفاجئة
ويأتي هنا الرابط بين التكنولوجيا الفضائية ومكافحة التغير المناخي، إذ كشف القمر الاصطناعي عن أرقام مدهشة، أبرزها ارتفاع انبعاثات الميثان في مناطق إنتاج النفط والغاز مثل حوض برميان في تكساس ونيو مكسيكو بمعدل 3 إلى 5 أضعاف عن تقديرات وكالة حماية البيئة الأمريكية، بينما تجاوزت الانبعاثات في منطقة بحر قزوين الجنوبي مستوى عشرة أضعاف القيم المعلنة هناك. هذه الاكتشافات تسلط الضوء عمليًا على فجوة البيانات الهائلة حول الانبعاثات الحقيقية، وتؤكد مدى الحاجة الملحة لمثل هذه الأدوات الفضائية الدقيقة.
بالانتقال من النتائج إلى تداعيات الحدث، برز موقف الفريق العلمي واضحًا في رسالتهم: بالرغم من قصر عمر المهمة، إلا أن MethaneSAT حقق نجاحًا علميًا وتكنولوجيًا يستحق التقدير، ويُنظر إليه باعتباره خطوة متقدمة جدًا في مشهد المراقبة العالمية للغازات المسببة للاحتباس الحراري.
جهود التعلّم المستمرة رغم الخسارة
وهنا نلحظ تعبير المؤسسة القائدة للمشروع، مؤسسة الدفاع البيئي، عن عزمها الاستفادة من التجربة واستمرار العمل لتطوير نظم تتبع الغازات مثل الميثان، وذلك من خلال تحليل ما حدث واستخلاص الدروس لتحسين المهمات المستقبلية. فلكل تجربة، حتى تلك التي تنتهي نهاية غير متوقعة، قيمة في دفع الحدود العلمية والتقنية للأمام.
مع ختام هذه القصة الفضائية، يبدو أن فقدان MethaneSAT جاء بمثابة جرس تنبيه حول مصاعب قطاع الفضاء، ولكن أيضًا كفرصة للتفكير في كيفية تعزيز الجدوى والاستمرارية عبر تحسين البرمجيات ووقاية الأنظمة التقنية مسبقًا، وربما استبدال بعض المصطلحات بدلالات أكثر وضوحًا للقارئ العادي، أو إضفاء جمل تربط بين جهود التقنيات الفضائية ومساهمتها الحاسمة في المعركة العالمية ضد تغيّر المناخ. وفي النهاية، كل محاولة—even تلك التي لم تسر كما خُطط لها—تقربنا أكثر من فهم أسرار كوكبنا وحمايته للأجيال المقبلة.