استعد لمشاهدة “قمر الغزال” في 2025: أبعد بدر مكتمل عن الشمس وأول قمر صيفي

تتجه أنظار هواة الفلك وعشاق متابعة السماء هذا العام نحو ظاهرة بديعة تستحق تأملها، وهي "قمر الغزال" أو "Buck Moon"، الذي سيُضيء سماء العالم ليلة 10 يوليو 2025. فهذا البدر المكتمل هو من أندر الأحداث الفلكية خلال السنة القادمة، إذ يتمتع بخصائص فريدة تجعله محطة مهمة لعشاق النجوم ومحبي تأمل الفضاء.

سيكون القمر الكامل في أقصى توهجه وإضاءته يوم الخميس 10 يوليو في تمام الساعة 20:36 بالتوقيت العالمي (UTC)، أو 4:38 عصراً بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة. وللأسف، ستحجب الأرض هذا المشهد عن أغلب مراقبي شمال أمريكا لوقوعه قبل بزوغ القمر. لكن هذه ليست نهاية القصة؛ إذ ستبدأ مشاهدة البدر الفعلي عندما يرتفع من جهة الشرق، ليظهر على شكل قرص برتقالي متوهج في ليلة الخميس نفسها، وهو مشهد ساحر يستحق الانتظار!

وللحصول على أفضل رؤية ممكنة، يُفضل أن تتجه إلى مكان مفتوح في أطراف المدينة، بعيدًا قدر الإمكان عن التلوث الضوئي وأضواء المدن. عندها، يمكنك مراقبة الأفق الشرقي الجنوبي لتتابع اللحظة الجميلة وهي ترتفع. وتذكر أن الوقت الدقيق لشروق القمر يعتمد على منطقتك الزمنية، لذا قد يكون من الجيد مراجعة التقويم المحلي لديك مسبقاً ولا تفوتك هذه الفرصة لمشاهدة شيء نادر وجميل.

وبالحديث عن المزايا الفريدة لهذا الحدث، سنكتشف سبباً هاماً يجعل "قمر الغزال" حدثاً خاصاً عن بقية أقمار السنة.

تشتهر الظواهر القمرية بأسماء تراثية وفولكلورية جميلة، ويأتي اسم "قمر الغزال" نسبة إلى ذكور الغزلان التي تبدأ خلال هذا الوقت من السنة بإعادة نمو قرونها، بعد تساقطها الموسم السابق. وتكون هذه القرون المغطاة بمادة مخملية ناعمة في ذروة نموها، قبل أن تتخلص الغزلان منها في وقت لاحق من الخريف.

وإضافة إلى هذا الاسم الشائق، يملك قمر الغزال ميزة أخرى بارزة تجعله مميّزاً للغاية؛ فهو القمر الكامل الثاني الأكثر انخفاضاً في السماء على مدار العام، مباشرة بعد "قمر الفراولة" في شهر يونيو. ومع تزامنه تقريباً مع الانقلاب الصيفي، تكون الشمس قد وصلت إلى أعلى نقطة لها في السماء، فيما يكون القمر عند أخفض نقطة، مما يعطيه منظراً مختلفاً وخلّاباً.

وهذا يربطنا مباشرة مع حقيقة هامة أخرى لا تقل إثارة، وهي ارتباط واضح بين موقع القمر والشمس وكوكبنا الأرض.

فعلى مسار الأرض حول الشمس، تكون قد مرت بما يعرف بـ"الأوج"، أي أبعد نقطة لها في فلكها حول الشمس، وذلك تحديداً في الثالث من يوليو 2025. وهذه المسافة الكبيرة بين الأرض والشمس هي التي تجعل قمر الغزال هو الأبعد بين جميع أقمار السنة عن شمسنا.

وبما أنك تعرف الآن سر تسمية القمر ولماذا هو مميز من الناحية الفلكية، قد يهمك معرفة ما سُمي به أيضاً من قبل ثقافات أخرى.

فالشعوب الأمريكية الأصلية، إلى جانب تسمية "قمر الغزال"، سمّته بأسماء جذابة أخرى مثل "قمر التوت"، و"قمر الرعد"، و"قمر السلمون". وفي التراث الأنجلوسكسوني يُعرف بـ"قمر القش"، نظراً لتزامنه مع موسم حصاد القش. كما أطلقت عليه الشعوب الكلتية أسماء جميلة مثل "قمر الأعشاب" و"قمر شراب الميد".

وفي ظل هذه المعلومات التراثية الجميلة، يلزمنا أن نلقي نظرة عامة سريعة على أهمية معرفة تفاصيل هذه الأسماء تاريخياً ومراقبة القمر وظواهره.

تعد مراقبة البدر فرصة مميزة لنستعيد اتصالنا بطبيعة الكون، والتأمل في جماليات السماء ليلاً. لعلّه من الرائع أن نستخدم أحداثاً كهذه كفرصة لإثارة اهتمام الأطفال والشباب بعلم الفلك وإثراء معرفتهم بمحيطنا الفلكي. فحين ننظر إلى السماء، لا نراقب فقط جرماً سماوياً، بل نُشارك أيضاً الأجيال الماضية تأملاتهم، ونطلق العنان لخيالنا وتفكيرنا العلمي بشكل ممتع وعفوي.

وفي الختام، هذا الحدث الممتع يستحق تنظيم مناسبة اجتماعية أو لقاء عائلي لمشاهدته، فلا شيء أجمل من تبادل القصص والأساطير حول القمر مع الأصدقاء والعائلة. وبإمكانك دائمًا استخدام مرادفات أقوى أو عبارات أوضح في التعبير عن سحر المشهد وجاذبية الظاهرة الفلكية لجعل قراءتك أكثر إثارة ومتعة.

لذا، لا تفوّت هذه اللحظات الرائعة من يوليو 2025، وانظر نحو السماء، شاهد وتأمل الجمال الكوني مع "قمر الغزال"، ظاهرة ستبقى محفورة في ذهنك وذاكرتك لسنوات طويلة قادمة.