ذكاء اصطناعي

اضطر للتدخل والتوبيخ العلني.. روبوت Grok يؤكد معلومة مزيفة تماما عن إيلون ماسك

اضطر للتدخل والتوبيخ العلني.. روبوت Grok يؤكد معلومة مزيفة تماما عن إيلون ماسك
دعاء رمزي
دعاء رمزي

3 د

أخطأ "جروك" من إيلون ماسك بتأكيد معلومات مزيفة عن منشور ضد ستيفن ميلر.

عبّر ماسك عن انزعاجه مؤكدًا أن المنشور لا يمت للواقع بصلة.

يشير الخطأ لأهمية تطوير قدرة الذكاء الاصطناعي على تمييز المحتوى المزيّف.

يرتبط الخطأ بالخلافات السياسية بين ماسك ودونالد ترامب وفريقه.

بدأ ماسك مؤخرًا بتبني لهجة تصالحية تجاه ترامب وتأييده بعض مواقفه.

يبدو أن الذكاء الاصطناعي قد وضع إيلون ماسك مؤخرًا في موقف محرج إثر خطأ غريب نسبه إليه. فقد تفاجأ الملياردير الشهير ومؤسس شركة تسلا، بأن روبوت الدردشة "جروك" (Grok)، والذي أطلقه ماسك بنفسه، قدم معلومات خاطئة أكد فيها صحة منشور مزيف من منصة التواصل الاجتماعي "إكس" (X). فما هي ملابسات هذا الخطأ؟ وما علاقته بالخلافات الأخيرة بين ماسك والوسط السياسي الأمريكي؟

بدأت القصة عندما تداول مستخدمو منصّة "إكس" صورة شاشة تظهر منشورًا يزعم أن ماسك هاجم فيه ستيفن ميلر، نائب كبير موظفي البيت الأبيض، بتعليق مثير للجدل يقول فيه "كما أخذتُ زوجتك سابقًا". وبالرغم من عدم صحة هذا المنشور وحذفه لاحقًا، فقد قام أحد المستخدمين باستعمال روبوت "جروك" للتأكد من صحة هذه القصة، ليجيبهم الذكاء الاصطناعي إجابة مضللة، زاعماً أن المنشور "على الأرجح كان موجودًا وتم حذفه لاحقًا". وبرّر الروبوت ذلك بوجود مقاييس تفاعل وظروف مشابهة لما يفعله ماسك عادةً، مما يرجح أن المنشور قد يكون حقيقيًا.

هذا الخطأ لم يمر مرور الكرام، ليخرج ماسك بنفسه معبراً عن انزعاجه بوضوح ومؤكدًا أن هذا المنشور مزيف ولا علاقة له بالواقع. هذه الحادثة تعكس مدى حساسية الذكاء الاصطناعي وضعفه في التمييز بين الواقع والتزييف، خصوصًا في القضايا الحساسة التي تتناول شخصيات عامة، مما يثير تساؤلات حول موثوقية هذه التقنيات وحدود استخدامها.

وبالفعل، فإن هذا الموقف يربطنا مباشرة بالصدام الأخير بين ماسك والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والنقاش الذي اشتعل إعلامياً وعلى المنصات الاجتماعية في الأسابيع الأخيرة. فقد تواجد ستيفن ميلر وزوجته كاتي ميلر - التي عملت سابقاً مستشارة ومتحدثة رسمية لدى ماسك أثناء فترة إشرافه على "مكتب كفاءة الحكومة" المعروف اختصاراً بـ DOGE - ضمن دائرة المشاحنات الكلامية بين الجانبين، وذلك بعد وقت قصير من مغادرة ماسك البيت الأبيض بشكل رسمي.

وكان الخلاف حينها قد تصاعد سريعاً، بعد أن انتقد ماسك علنياً مشروع قانون الضرائب والإنفاق المقدم من طرف ترامب، الأمر الذي دفع الأخير إلى التلميح بتهديد عقود الشركات التابعة لماسك مع الحكومة الأمريكية. بالمقابل، أطلق ماسك تصريحات لاذعة نحو ترامب اتّهمه خلالها بعلاقات مشبوهة مع شخصيات مثيرة للجدل.

ذو صلة

لكن مؤخرًا، يبدو أن الأمور بدأت في التهدئة قليلاً. ففي الأيام الماضية، لوحظ أن ماسك تبنى لهجة أكثر تصالحية في تغريداته الأخيرة تجاه ترامب، بل وأبدى بشكل غير متوقع تأييداً لموقف الرئيس الأمريكي في معركته مع المسؤولين في ولاية كاليفورنيا حول قضايا الاحتجاجات والهجرة.

وفي النهاية، فإن هذه الحادثة قد تكون درساً مهماً حول ضرورة التعامل بحذر مع تقنيات الذكاء الاصطناعي، وما يمكن أن تحمله من أخطاء ذات عواقب وخيمة. كما أنها تشير ربما إلى ضرورة تحسين قدرة الروبوتات على تمييز المحتوى المزيّف بشكل أكثر دقة، من أجل الحفاظ على مصداقية التواصل في عصر أصبحت فيه المنصات الاجتماعية ساحات تنافسية سريعة الاشتعال ومدى تفاعلنا مع التكنولوجيا في حياتنا اليومية أكبر من أي وقت مضى.

ذو صلة